• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

شهيد وزفير (قصة)

شهيد وزفير (قصة)
ثناء بلعابد


تاريخ الإضافة: 18/10/2015 ميلادي - 4/1/1437 هجري

الزيارات: 4299

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهيد وزفير


وصلنا فوجدنا العيادة مغلقة.

♦ فتح الدكتور باب العيادة... "نعم، يُمكنكما الدخول".

♦ غرفة نظيفة، بيضاء بالكامل، الأضواء تعمُّ المكان، ورائحة الشفاء تنبعِث لتُوهمنا أننا في أمانٍ.

♦ مَن منكما مريضة؟

 

في همهمة تربك الصمت، قلت: هي المريضة، وأنا الميتة التي تَنتظر الجنازة..

 

ثم استعدتُ وجودي، وكسرتُ زجاجة الشرود... نعم دكتور؟ هي المريضة!

 

استلقَتْ على السَّرير تُثاقلها آلامها... والأمة ورائي تتغافل الحال، فلا هي تلحَق بركب جنازتي، ولا هي تُهرول لتسعف سيدتي العليلة!

 

تقدم الدكتور في وقار، وأدَّى طقوس الأطباء.

 

♦ " انهضي، اجلسي، افتحي فمك، قولي: آآآ..آآآ.

♦ "تنفَّسي، ترين جيِّدًا..؟ تسمعين جيدًا؟

شردْتُ أنا بين طقوسه، أعبث بوثائق الهُوية.

 

♦ استيقظت... وتعرُّق يَديَّ يمزِّق بطاقة الهوية.. استدرْتُ إلى سيدتي... صرخاتها الميِّتة تتوالد... وسيدي الدكتور على مكتبه يدوِّن خرابيش قاسية الشكل!

 

قاطعته قائلة:

♦ يا دكتور، سيدتي لا تملك بطاقة انتماء.. لكنها تتنفس!

 

سيدتي تتنفس: "شهيد - زفير، شهيد - زفير، شهيد - زفير..".

 

لا تقُل لها: افتحي فمك؛ فسيدتي كبَّلوا فيها الحرية، الحرية جالسة على شفاهها مقيَّدة!

 

لا تطْلُب منها أن تقول: آآآ.. يكفيها آهاتها.. تكفيها مواجع اليتامى، صرخات الثكالى، أنين الأسرى!

 

يا دكتور، لا تسألها عن نبض قلبها؟ عن حالها عندما قُتلت هَديل؟

 

عن شُعورها؟ فقط اندلع ربيعها كما يندلع عندكم ربيع!

 

لا تراود حقيقتها في الأكل والشراب، فأنا سأرسم لك على مكتبك أعداد المخيَّمات... سأُحاول أن أعُدَّ الذين لا يجدون على الرصيف فتاتًا، الذين يعيشون عراةً.

 

♦ وكأنه يُراوِغ مُداخلتي الوقحة قائلاً: لا تهتمِّي سأتصرف..!

 

وبنزعة من خافقي موجعة.. سيدتي أمانة تخصُّني، تهمُّني، أكتب لها في وصفة الدواء:

♦ إنها لا تأمل خيرًا من أصدقاء الأعداء، "هذا اليوم وغدًا إلى حيث الله يشاء"، هذا كموعد لتناول الدواء.

♦ تلد النساء عندكم، أما عندنا فتتفنَّن في الولادة والحياة والفناء.. أذكر على سبيل المثال: شهيدتنا إسراء.

♦..... يكتب، ثم يتراجع.. لا داعي يا دكتور؟

 

أعرف أنك تريد أن تكتب في الهامش: تدخَّلوا لتُنقذوها، تحسَّسوا يا عالِمين.. لا داعي؛

تكفينا حرب السكاكين، وطعنة قوية لمستوطن، وانتفاضة بنكهة حطين.

 

♦ نحن يسعدنا أن نرشق العدو بحجارة، فيهرب مختبئًا وراء شجيرة الزيتون، فخرُنا بشهيدة في بطنها شهيدة..

رهف والراية تُرفرف

يا دكتور، متعبة جوارحي أنا..

ميتة مِن صرخة أبوية: "اصحي يا با، اصحي يا با.."!

لا ترفع الضمادة عن جرحي القديم..

ما زال في الحقيقة الكثير...

 

♦ سيدتي، لنعُد إلى البيت، فهنا قد انتهى بنا المسير..

أنتِ لا تقدرين على الحراكِ، وأنا لا أريد أن أصْلى السعير..

تفضَّلي حقيبتي، سأدفع الأجر للدكتور..

قال لي: خُذيها، شفاؤها في أبطالها.. شفاؤها صلاح الدين..

لا تَخافوا عليها.. ما دامت تسكنها انتفاضة يصنعها السكِّين..

لا تدفَعي لي مالاً، وأعطِني سكينًا.. ها هي روحي لكم هدية خُذوها آمنين..

لا تدفعي لي مالاً وامنحيني حجارة السجّين..

 

♦ وسأغلق عيادتي؛ فالعرب ماتوا..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة