• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

مثل النبات

تماضر عبدالله علي الحمد


تاريخ الإضافة: 22/9/2015 ميلادي - 9/12/1436 هجري

الزيارات: 4657

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مثل النبات

 

‏‫شبيهةٌ هذه الأوقات بانبثاق النَّبات، كما أنَّ لها من المراحل ما يوازي مراحله.

 

وكم تَنمو أرواحُنا الضَّعيفة في عروقها! وكم تقتات أعمارنا الضَّئيلة من جذورها!

 

نعتاش من هذه الأوقات كما اعتاشت الأوقاتُ منَّا، ثمَّ نستوي في سَبيلنا عنها، كما استوَت هي في سبيلها عنَّا.

 

تسوقنا الأوقاتُ سوْقَ أصابع الشَّمس المشتعلة للنَّبات، وإنَّنا في حِمى الأوقات سائحون مرَّة، ومرَّة ضائعون.

 

لكنَّنا من أَجلها نسرح بحريَّةٍ واطمئنان، ونفتِّش عن مواضع الأمان، من غير توقُّفٍ أو تردُّد، فإمَّا أن نجد وإمَّا ألا نجد، وإن كان للوقت أن يَجدنا لم تكد تتَّسِع من أجلنا فَرحة الزمان.

 

كأنَّما كتائب الوقت مذ وُجِدْنا في مضيٍّ غير منقطع، وكأنَّما قسماته المنسابَة في جريانٍ غير منتهٍ، وكأنَّنا بين هذا وذاك في حيرة مستريبةٍ وإيمانٍ مستيقن.

 

كم نَركب الأوقات في حلكة الضِّيق! وكم تتراجع الأغصانُ في جذعها من غير ارتفاع! وإننا لشديدو التَّوق إلى بزوغ أبكار الثمر، لكنَّنا لم نحصده.

 

وكم تتسارَع الأغصان ساعةً في التطاوُل والاستعلاء، مورقَة هذه الأغصان، مزهِرة، لم نكد نتركها حتى نعودَ فنجدها سابِقةً للوعد، ماضيةً إلى أجلها من قبل يوم الحَصاد.

 

وإنَّ منها لمَا يواكبنا ونواكبه، فيمتِّعنا من قبل أن نَستمتع به، نشتمُّه عبقًا في صَفحة التاريخ، من قبل أن تَعبر الأوقات إلى أبدها.

 

وكم تتشابَك الأوقات تشابُكَ الأوراق في النَّبات! وكم تَصعب سقايتُها وتشذيبها! فربَّما كسفت آجالنا في الحياة فنخوى، وربَّما امتدَّت أنامل العمر نحونا لتقضمنا في أغصاننا، أو ربَّما استدركَتنا الريحُ من قبل أن تنضج أفئدتُنا بالحياة ومِن بعد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة