ثورة القراطيس (قصة)

ثورة القراطيس

تناقلَتْ وكالاتُ الأنباء خبرَ فاجعةٍ سياسيةٍ وإنسانيةٍ جديدة، انهمرَتْ فيها شلالاتُ الدماءِ والدموع.

وكعادتنا؛ ثُرنا ثورتنا العظيمة، فارتدَينا الأنوفَ الحمراءَ المدوَّرة، والقراطيسَ الملونة، وشرَعنا في بثِّ سخريتِنا من اللعنةِ الجديدة، تعالَتِ الضحكاتُ الرقيعة، مختلطةً بصراخِ وعويلِ الذين غُمست أيديهم في النار، بينما تشاغلَ بعضُنا باستعراضِ عبقرياتِهم التحليليةِ على مواقعِ التواصل، والاستهزاءِ بكلِّ ما لا تستسيغه عقولُهم الصدئة.

شيئًا فشيئًا، خفتَتْ ضجةُ الضحكِ والبكاء، وساد الهدوء، واطمأن كلُّ مجرمٍ أنه في أمان.

رَفع الفاسدون أقداحَ النصرِ، بينما نامَتِ الثكالى مُخدَّرةً بمُرِّ مزيجِ فراقٍ وظلمٍ وتيه.

جلستُ وحدي في الظلام، أهدهدُ إنسانيتي؛ كي تغفوَ، فلا تلمح جثةَ ضميري الغارقةَ في كومةٍ من القراطيسِ الملونة.