• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

صوت الندم ( قصة )

صوت الندم ( قصة )
تماضر عبدالله علي الحمد


تاريخ الإضافة: 2/6/2014 ميلادي - 3/8/1435 هجري

الزيارات: 5316

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صوت الندم

 

آسفٌ لأنني لا أنام جيدًا حينما تقدمين إلي في كل شهر، آسفٌ لأنني لا أرتاح كارتياحي، ولا أستمتع كمتعتي.

 

آه، لماذا أنا كثير الشكوى في نفسي؟ كثير التودُّد أمامها؟

•••••


حينما تأتين يا أمي، فإنني أبتهج ويزورني الصداع، أرنو إلى الجنة وتلسعني النار، أحاول التجمل، فيهلكني الإجهاد.


طيفك يا أمي ألْمَحه في ذهني حينما تغيبين، لكنني لا أجرؤ على اتِّباعه، لا أجرؤ على دعوته، لا أجرؤ على مجالسته.


مذ بدأتِ توبخينني شاكرةً إياي، وأنا لا أجرؤ على رد شكرك، إنني لا أقوى على شكرك موبخًا.


مذ أصبح حديثك يا أمي قاسيًا في أذني، وإذا الأقفال أسبق إلى قلبي، والسلاسل أقرب من لساني، قد ضاعت مشاعري حول قولك، وتاهت أقوالي حول هولك.


أصبحتِ تجهلين رأيي الذي اعتدتي على إكباره.


تتركينني كثيرًا في مكاني، وتلومينني كثيرًا دون أن أُبدي، تكثرين سؤالي ولا تهمك إجابتي.

•••••


في ذلك اليوم يا أمي، يوم أن أصبتُ بالحمَّى، شعرت بالألم الشديد في أقصى موضعٍ من جسمي، ولهيبٌ قاتلٌ كان ينهشني في أعمق ثغرةٍ من أُذني، سهرتِ بجانبي يا أمي، سألتِني عن حالي، وقد كان ذاك السؤال قصمةً لِما تبقَّى لي من عافيتي.

 

من أين لي بوقاحةٍ تصمد أمام خيرك، ورغم قلة صبري، إلا أنني لا أملِك جُرأةً على استئجارها لحظة.


لحظة واحدة، ولماذا؟ لأفجعك، لأقول: إن بعض سمعك قد جمد.

••••••


إنني لألوم نفسي التي ما زالت تشرق وتغرق في وحلٍ من النسيان، نفسي التي سمحَتْ لبعضها نسيان ما يخصها، ما يخضع لها، ما كان ويكون تحت وطأتها، غير أنها تمردت هذه المرة.


فهل كان لها نسيان قلبٍ يقطن في قلبها؟ أم هل كان لها نسيان طيفٍ يموج في طيفها؟


أم أنها لفرط نسيانها، ظنت أن ذلك جزءٌ منها؟ وأنه شيءٌ يخصها؟

•••••



أقولها بأسًى: قد فقدتُ آخر ما أملِك من إنسانيتي، تراحمت فغرقت في رحمتي، تواهنت فهانت عليَّ جنَّتي.


تسارعت فيما يُحققه التأني، وتراخيت فيما تُحققه المسارعة.

•••••


ما كدتُ آتيكِ بعد أعوامٍ من الشقاء كنت أحسبها نعيمًا.


هي غفلةٌ كان عليّ أن أخرج من بابها، بعدما كسرَتْ لي بابي، ونسفَتْ آخر نوافذي.


أقبلتُ إليكِ أحمل في جوف رأسي بقايا من الضوضاء، مرتقبًا صدى الضوضاء منك.


أقبلت تغشاني الرهبة، وسَرعان ما علَتها رغبة.


تحسَّست رأسي، فأُذني، هل أصبتُ بالصمم؟


صوتك، توبيخك، ذاك الصراخ، ذاك الصياح، صداع رأسي، لهيب أُذني!


لماذا لا أسمعك؟

•••••



إشارةٌ منكِ قد أسقطَتني، وإنني ما زلت أوغل في شدة السقوط.


لمَّا أشرتي على أذنيكِ أنْ قد انتهى سمعكِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة