• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

عيون أبي

إيمان أحمد شراب


تاريخ الإضافة: 6/3/2014 ميلادي - 4/5/1435 هجري

الزيارات: 7627

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عيون أبي


• حضرت وكلّي شوق لأرى صورة من لقطات الكاميرا العجيبة الجريئة الصادقة الحسّاسة...

 

• سأريك اليوم صورة واحدة، انظريها ما أجملها وما أشد تعبيرها وتأثيرها!

 

• عينان لشيخ، صغيرتان وطيبتان وحنونتان.

 

• بدأت تقرئين الصور... هاتان عينا أبي، هما عينان لكنهما ليستا كأيِّ عينين!

 

• التقطت لعينيه هذه الصورة كي أدعو له كلما لمَحْتُ الصورة.. عيناه هاتان هما سِرُّ جمال كل ما ترَين من الصور، وسِرُّ نجاحي حسب تقييمي لنفسي، على الأقل، عيناه مفكرتي وحافزي وتذكير دائم بفضله عليّ!

 

• أرى فيهما حبّه ورعايته وإخلاصه في تربيتنا وسهره وكفاحه كي نصبح أفراداً صالحين غير عاديين..

 

• أنظر عينيه فأتذكر أشياء كثيرة في الماضي البعيد والقريب..

 

• كان هو من يوصلني إلى مدرستي مُمسِكاً بيدي خائفاً عليّ، وهو من علّمني الحروف والكلمات والتلاوة والتجويد والأجهزة في جسمي، والرياضيات..

 

• قد تتعجَّبين وتسألين: وأين المعلم؟


• أقول لك: المعلم الجيد قليل وجوده منذ زمن وليس فقط هذه الأيام، وما زلت لا أنسى تلك المعلمة التي كانت تقول أي كلام وكأنه طلاسم بالنسبة لي، تنتهي من درس الطلاسم في نصف الوقت أو أقل، ثم تجلس فوق الطاولة، وتغني، وتغني معها بعض الطالبات فتقربهن وتحبهن، فأتمنى أني لو أحفظ تلك الأغاني لأتقرب إليها بها... ولما حدَّثتُ والدي ووالدتي وشكونا أمرنا للمديرة، كالت لي من مكاييل الغيظ والحقد وانتهى الأمر بأن أشفق عليَّ أبي حبيبي ونقلني من تلك المدرسة..

 

• ما زلت أذكر أني كنت طفلة صغيرة في الصف الأول الابتدائي، يعطيني أبي المصحف ويطلب مني أن أستمع له وهو يقرأ غيباً وعليّ أن أصحِّح له إن أخطأ، فأتهجى الحروف حرفاً حرفاً ويصبر عليّ حتى أتمكن من تركيب الكلمة أو بعض كلمة...

 

• وإذا كنا في الطريق إلى أي مكان يسألني قراءةَ اللافتات ومعانيها.. ونقول الأدعية معاً، إن خرجنا بم ندعو؟ وإن ركبنا السيارة أو دخلنا السوق أو رأينا القمر، وعندما ينزل المطر، ماذا نقول؟... فعلمني الأدعية وعلمتُها أبنائي.


• كان يطلب منّي أن أكتب الرسائل لأهلنا هنا أو هناك، ويقرؤها ويصحِّحها، ثمّ نرسلها، فتأتيني الردود باسمي، فأشعر أني كبيرة جداً ومهمّة جداً ومشغولة جداً.. وكبرت معي هذه المشاعر التي منحتني الثقة واحترام النفس.


• علمني حب الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء كلهم.. وأحضر لي القصص والكتب..

• صليت خلفه التراويح والقيام.. فتابع صلاتي وكان قدوة في معاملة أمي فأحببتها واحترمتها.


• علّمني الإحسان إلى الجيران وصلة الأرحام.. وكرِهَ الغيبة وكرَّهها إليّ..

• علّمني الطموح وطلب العلا والتميز عن عامة الناس..


• وعلّمني أن الأوطان أحضان، ونحن بلا أوطان.

• علّمني كيف أصنع حياتي رغماً عن الممنوعات وانتفاعاً بالمتاحات مهما قلّت، وهذا شأن الأذكياء.


• علّمني كيف أتألم لآلام الناس.. فكبرت أهتم لأمرهم، وأعتبر المسلمين أهلي أينما كانوا.

• وجدَني في مرحلة من عمري أحببت الرسم، فأحضر لي الأوراق والألوان، ففرحت ورسمت ورسمت، رسمت أبي مبتسماً وكبيراً يحتضنني وأمي وإخوتي، ورسمت فقيرة تتسوَّل وأنا أعطيها الطعام، ورسمت زهوراً كثيرة ومدرستي وصديقتي وشجراً، وقلوباً كثيرة حسبتها توزع الحُب على العالم في ذلك الوقت، وماذا فعل برسماتي؟


• ماذا فعل؟ شوقتني!

• ثبّت لي ووالدتي كل اللوحات على جدار في البيت، وفي يوم لا أنساه، دعا الأقارب لمشاهدة معرضي، وكنت ما زلت في المرحلة الابتدائية، وقفت أشرح هذه الرسمة وتلك، كنت فخورة في ذلك اليوم بأبي وأمي ونفسي وعائلتي..


• علّمني أن أعمل إرضاءً لله أولاً، وإرضاءً لنفسي وتكريماً واحتراماً لها ثانياً.

• سمعته ينصح صديقاً له مرة يقول: البنات بحاجة للأم والأب بنفس القدر، عليك أن تكون قريباً منها، حنوناً عليها، حتى لا تبحث بناتنا عن الحنان وحلو الكلام والاهتمام عند الغرباء..

• ما أعظمك أبي!

• بقي أن أعترف بسر آخر يجعلني أحب هاتين العينين: بكاؤهما يوم ماتت جدَّتي، ويوم مرضت أمي مرضاً طال، وأثناء الدعاء، وتأثراً عند قراءة القرآن، وحزناً على مسلمين مقهورين.


تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبر الداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- كل فتاة بأبيها معجبة
Dr Zainab Mosa Takroni - SA 23-04-2014 01:05 AM

مع وافر التحية ، و خالص الحب ، أهنئك على استمراريتك في عالم القلم و الورق. أذكر انهم أصدقاءك منذ عرفتك.
ما زلت أبحث عنك ، و أدعو لك بالخير على الدوام.
زادك الله من فضله.

6- رائع جدا
بسمة البلوشي - السعودية 07-03-2014 12:53 AM

جزاك الله خير شوقتيني لأبي وأيامه الجميلة التي لن أنساها ما عشت بإذن الله وأحكيها لأولادي ..وكيف كان نعم الأب الذي لن يتكرر.

5- تعليق
حلا - فلسطين 06-03-2014 10:04 PM

كيف لمن التقى بمثلك أستاذة ايمان, أن لا يشعر بصدق كلماتك, مؤثرة ومفرحة, نموذج للأب الرائع

حفظ الله لكِ والدك ووالدتك وجميع أحبتكِ


دمتِ بخير أنتِ وقلمكِ

4- رائع
عبير ابو الخير - المملكة العربية السعودية 06-03-2014 09:18 PM

رائعة ومبدعة دائما يا أستاذتي الغالية

3- رائع
نجوى خطاب - السعودية 06-03-2014 07:58 PM

دعواتي لكِ غاليتنا بالتوفيق .. رائعة كـعادتكِ ..
يارب يحفظ والدينا
ويجعلنا من أبر الأبناء بالآباء ومن أبر الآباء بالأبناء ..
وبارك فيك ربي وفي ذريتكِ ..
محبتكـ

2- عيون أبي
ام ماهر - السعودية 06-03-2014 06:36 PM

مقال جميل كجمال روح كاتبته الله يعطيك العافية
دعواتي لك بمزيد من التقدم

1- إعجاب
سامية الشيخ - السعودية 06-03-2014 06:10 PM

رائع إيمان وضعت يدك على أماكن أوجاعنا وزدتينا فخرا وشموخا بآبائنا وأمهاتنا فلهم نهدي نجاحاتنا ومنهم نستمد إلهاماتنا وبهم تسعد حياتنا فمن نحن من غيرهم أبقى الله لنا من بقي منهم بخير وعافية ورحم المتوفى منهم رحمة أوسع ما تكون الرحمة
جميل المقال إيمان ننتظر المزيد الرائع بتوفيق الله استمري

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة