• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

نُبل

رجاء محمد الجاهوش


تاريخ الإضافة: 1/7/2009 ميلادي - 8/7/1430 هجري

الزيارات: 8646

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نُبل
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)

 

طَوَتْ أشعَّتها بهدوءٍ واسْتَتَرَت، فتَهادَى بوشاحِهِ الأسودِ المخملي، وبَسَطَهُ على صفحةِ السَّماء، مُطرَّزًا بنُجوم ماسيَّة وقمر فضيٍّ.

تناثرتِ النُّجوم هُنا وهُناك، وسارَ القمَرُ يَلتَمِسُ مكانَه المعروف، غازِلاً من النُّور بَرِيمَ[1] الحبِّ والخشوعِ والإذعانِ.

مَضَت شَمسُنا بإيمانٍ ويسر، فحَلَّ مَحَلَّها - رغمَ فارِق الحَجْم - لِيقدِّم ما لدَيه، لِيظهَر.

لَمْ تَنْتَبْها مَشاعِرُ غيرَةٍ أو حِقدٍ أو حَسَدٍ؛ فهي المؤمِنة الرَّاضِيَة.

مؤمنة بأنَّ الله - جلَّ جلاله - قَسَّمَ بَين عبادِهِ مَعيشتَهم في الحياةِ الدُّنْيَا، وجعلَ لكلٍّ مِنهم رزقَه الذي لا يُخطئه.

راضِيَة بما قُسِمَ لها، فلا تَتَمَنَّى ما مَتَّعَ اللهُ به غيرَها مِن مُتَع الدُّنيا.

لَمْ تكن يومًا أنانيَّة، ولا تحبُّ أن تكون؛ بَل تُتعبها هذه الصِّفةُ الذَّميمَة في بعض الكَواكِب التي تَتَعَلَّى في تَرَفُّعٍ وكِبرياء.

نَبيلٌ قمَرُنا، يُشبهها!

يَبزغُ بنورٍ خافِت لا يَقوى عَلى مجاراة ضيائها، لكنَّه قانِعٌ بما وهبَه الله، سعيد أنَّه يُشاطرها الحياةَ بودٍّ وسَلام دونَ تناحُرٍ أو اخْتِصام.

لم يُفكِّر - يومًا - أنْ يَغدر بها، أو أن يَستأثِرَ بالنُّور وحدَه، فيَسطو على المكان ويَطردها، ولم يُخطِّط يومًا لإبادتها.

يَتَعاقَبان وَفقَ قانون إلهيٍّ، وبعبوديَّة محضَة، لا تمرُّد فيها ولا عِصيان.

تَغيبُ، وهي على ثِقةٍ أنَّ حضوره لا يُفقدها مَكانتَها؛ بَل يَزيدنا شوقًا إليها، إلى ساعةِ إشراقِها، ضيائها الوهَّاج، دفء أشعَّتها، ولحظة اللِّقاء.

يَغيبُ، وهو على ثِقةٍ أنَّ حضورها لن يُنسيَنا همساتِ نورِه، وجَمالَ هَيْئَتِهِ، فتظلُّ النُّفوس توَّاقة لِطَلعَتِهِ.

 

 ـــــــــــــــــــ
[1]   البَريم: خَيْطان مُخْتلفان أَحمرُ وأَصفرُ، وكذلك كل شيء فيه لَوْنان مُخْتلِطان، وقيل: البَريم خَيْطان يكونان من لَوْنَيْنِ.
والبَريم: ضَوْءُ الشمس مع بَقِيَّة سَوادِ الليل، والبَريم: الصبح؛ لما فيه من سَوادِ الليل وبَياض النهار، وقيل: بَريم الصبح: خَيْطه المخْتلط بِلَوْنَيْن، وكل شيئين اختلَطا واجتمعا بَريم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- نبيلة انتِ يارجاء
نورة - السعودية 26-07-2009 12:51 PM

نَبيلٌ قمَرُنا، يُشبهها!

يَبزغُ بنورٍ خافِت لا يَقوى عَلى مجاراة ضيائها، لكنَّه قانِعٌ بما وهبَه الله، سعيد أنَّه يُشاطرها الحياةَ بودٍّ وسَلام دونَ تناحُرٍ أو اخْتِصام.

لم يُفكِّر - يومًا - أنْ يَغدر بها، أو أن يَستأثِرَ بالنُّور وحدَه، فيَسطو على المكان ويَطردها، ولم يُخطِّط يومًا لإبادتها.

والله هذا مانحتاجه في هذا الزمان والذي إنتشر فيه حب الذات,,
الله المستعان..

بوركت أختي الحبيبة رجاء وجزيت خيراً بالتوفيق ياغالية..

6- حيَّاكِ الله..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 06-07-2009 05:21 PM
-

أختي الكريمة "أسماء"
أكرمتيني بحضورك الثاني، أكرمك الله في الدَّارين، وجزاكِ خير الجزاء.
دمتِ في سداد

-
5- عطر حروفك أجمل..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 06-07-2009 05:15 PM
-

العزيزة "فاطمة"
جزاكِ الله خيرًا لتواصلك العذب الكريم.
كلنا يتمنّى ذلك، لكنها سنّة الله في خلقه..!
أسأل الله أن يهدينا إلى أحسن الأخلاق لا يهدي إلى أحسنها إلا هو
وأن يصرف عنّا سيء الأخلاق لا يصرف عنا سيئها إلا هو سبحانه وتعالى.
دمتِ بخير

-
4- للكاتبة
أسماء محمد - السعودية 06-07-2009 12:27 PM

شكرا لك مرة أخرى أختي الكريمة على كلماتك الرائعة.
فما أروعك وما أروع كلماتك.

3- نبل
فاطمة جمل الليل 06-07-2009 06:14 AM

لكم أتمنى أن يكون كل إنسان بهذا النبل

هنيئاً لك ولكلماتك النبيلة تنثر عطرها أينما حلت

2- واحة حبٍّ وأمـان..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 05-07-2009 06:10 PM

-

أختي الكريمة "أسماء"
والشُّـكر موصول لكِ لتواصلك العذب الكريم.
نعم؛ إذا قنع المرء برزقه، وأحبَّ دوره الذي كتبه الله له في هذه الحياة الدنيا ورضي به، وسعى لأن يؤديه على أكمل وجه، لأمسى العالم واحة من حبٍّ وأمـان.
دمتِ بخير

-

1- يالها من مقالة رائعة
أسماء محمد - السعودية 01-07-2009 01:04 PM

أشكر الكاتبة رجاء محمد الجاهوش على مقالتها الرائعة، ويا لها من نبل رائعة.
وحقا إذا الإنسان اتصف بهذه النبل سيحبه الجميع وسيقدرونه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة