• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

مسلمة وأفتخر!

فاتن حلبي


تاريخ الإضافة: 18/12/2013 ميلادي - 14/2/1435 هجري

الزيارات: 18229

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مسلمةٌ وأفتخر!


معَ إطلالةِ كُلِّ فجرٍ، وإشراقةِ كل شمس، وعندَ كُلِّ صلاةٍ، وفي كلِّ قيامٍ أو قعودٍ، وفي أوقاتِ الشُّغلِ أو الفراغ، بينَ الجُموعِ أو في الوَحدَة، يطمئنُّ القلبُ بمعيَّةِ الله تعالى ورفقه ورحمته بعباده. ويُضافُ إلى هذه الطُّمأنينةِ وهذا الامتنانِ شعورُ المسلمِ برفعته وتميُّزِهِ عن سائرِ الخلقِ، وحُقَّ للمرأةِ المسلمةِ بشكلٍ خاصٍّ أن ترتفعَ وتسموَ بهذا الشُّعور، وأن تفتخرَ به أمام مجامعِ حقوقِ المرأةِ ومَنْ نَصَّبُوا أنفسَهُم محامي دفاعٍ عنها، مُدَّعينَ الحرصَ على حاضرِها ومستقبلها، وهُم يسلُّونها من دينِها كما تُسَلُّ الشَّعرةُ من العجين.

 

حُقَّ لي أن أفتَخِرَ بدينٍ أعلى من قدري وأنا أمٌّ فلم أنتظر يومَ الواحدِ والعشرين من شهر آذارَ ليأتيَ إليَّ أولادي بالهدايا والحلوى محفوفةً بكلماتٍ لطيفةٍ أسمعها لدقائق ثُمَّ تطويها الأيَّامُ والشُّهور، وتذكِّرهم بي مفكِّرَةُ السنة التالية... لي في كلِّ يومٍ عيدٌ بينَ أولادي، لا أسمعُ منهم إلاَّ طيِّباً ورضايَ عليهم مقرونٌ برضا اللهِ عزَّ وجل، وهم يخفضونَ لي جناحَ الذُّلِّ والرَّحمةِ عالمينَ أنَّ في ذلكَ طريق الجنَّة وأسبابها...

 

وأعلى من قدري وأنا زوجةٌ، فلا أنتظرُ يوماً زعموهُ للحُبِّ ليأتيني زوجي بكلماتِ الحُبِّ والغزلِ والهدايا الثَّمينةِ والمجوهرات، لأنَّ الإسلامَ وعدَهُ بجزيلِ الثَّوابِ عندما يُكرمني ويقومُ بشؤوني، ويشبعني من عاطفته وصادِقِ محبَّتِهِ، فيمتلئ قلبي سكينَةً ومودَّةً أغمُرُ بهما أولادي وبيتي حناناً وطُهراً وعفافاً. وقد قسَّمَ الإسلامُ بيني وبينَهُ الحقوقَ والواجباتِ وجعلَ واحِدَنا مُكمِّلاً للآخر، فما نقصَ عندي وُجد عنده، وما نقُص عنده وُجد عندي.

 

أنا بالإسلامِ جوهرةٌ غاليةٌ مصونةٌ، محفوظةٌ بحجابي من كلِّ أذى وسوء، حتَّى من نظراتِ الخبثاءِ ونيَّاتِ السُّوء، جُعلتُ معزَّزةً مكرَّمةً، نفقتي وحاجياتي واجبٌ حَتمٌ على مَنْ يعولُني والداً كانَ أو زوجاً أو ابناً... لا أُمتَهَنُ لقاءَ دُرَيهِماتٍ، ولا أُهينُ نفسي وعرضي لكسب مالٍ أعطيهِ لرجُلٍ يسمُّونهُ «صديقي» مع أنَّهُ يتخلَّى عنِّي في أيَّةِ لحظةٍ باحثاً عن أخرى تلبِّي غرائزَهُ فيتجرَّدُ من كُلِّ ذَرَّةِ صِدْقٍ!

 

أنا من دينٍ أعلى من قدري منذُ أن كنتُ ابنةً في كنفِ والديَّ، يسقيانني حنانًا وعاطفةً ويرفقانِ بي في كُلِّ أمرٍ، وقد أوجبَ عليهما تعليمي وتثقيفي بما ينفعني في الدُّنيا والآخرةِ، وجعلَ لوالدي ثواباً عظيماً لقاءَ تربيتي تربيةً صالحةً، فتعهَّدَني بحرص ومحبَّةٍ من دونِ تفضيلٍ لإخواني عليَّ.

 

أنا من دينٍ اختصني بحقِّ الميراثِ، من دونِ أن يجبرني على الإنفاقِ منه على نفسي أو على أحدٍ آخر، بل أبقى رعايتي حقّاً لي على مَنْ يعولُني من محارمي، وتركَ لي حرِّيَّةَ التصرُّفِ بمالي كاملةً غير منقوصةٍ، وكرَّمني بأن جعلَ في القرآنِ سورةً سمَّاها سورةَ النِّساءِ، يتلوها المسلمونَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربها...

 

حُقَّ لي أن أفتخرَ بديني وأعتزَّ بانتمائي إليهِ وعبوديَّتي للهِ، فلا ألتفتُ لعواءِ ذئابٍ أو نباحِ كلابٍ تريدُ أن تسلبني ما أنا فيهِ من النَّعيمِ، وما ينتظرني عندَ ربِّي من حياةٍ رغيدةٍ... حُقَّ لي أن أمضيَ غير عابئةٍ بشعاراتٍ طنانة رنَّانةٍ فارغةٍ من كُلِّ معنًى سامٍ وهدفٍ نبيلٍ، مولِّيَّةً وجهيَ شطرَ ربِّي سبحانه أريدُ رضاهُ وأخافُ سخطهُ، وأرجوهُ وحدَهُ ملاذاً ومعيناً وحافظاً.

 

نعم!! أنا مسلمة... وأفتخر!!

 

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبر الداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة