• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

مشكلة بكاء

ميادة بدوي


تاريخ الإضافة: 10/9/2013 ميلادي - 5/11/1434 هجري

الزيارات: 5395

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مشكلة بكاء


لماذا تبكين؟ ما بكِ؟

سمعتُها كأن لم أسَمعْها حينما انطلقَتْ شَفتاهُ بها مُعلِنةً أنه رآني، ظللتُ صامتةً ثمَّ نظرتُ إليه بعينيَّ الباكيتين.

 

لم أكن أَدري حقًّا لماذا أَبكي وبماذا أُجيبُه؟ ولم يكن هناك مساحة كافية في عَقلي تسمح لي بالتفكير في إجابة؛ فقد كان مكتظًّا بأشياء أخرى!

 

عاودني السؤال:

ما بكِ؟ هيا أخبريني، سوف نحلُّ المشكلة معًا أيًّا كانت!

ربما راودَه أن هذه الكلمات ستَجعَلُني أتكلَّم، ولكني ظللتُ صامتةً فاقترَبَ منِّي وأخذَ يُربِّت على كتفي ويُهدِّئني، ولكن ما لم أُدركْهُ حينَها أنه فعل ذلك لأن بكائي ازداد وعلا صوتي حتى كاد يوقِظُ الجيران!

 

في الحقيقة تذكرتُ حينما بكَيت هكذا لأوَّلِ مرَّةٍ، كنتُ أَجلِس أمام مائدة الطعام وأكتب واجبي، أنا الصبية البالِغة من العمر ستَّ سنَوات، ثم إذا بي ألتفِتُ فأجد جميع من في البيت حولي يسألونني ما بي؟ فأجيبهم: "أبكي لموت جدتي".


على حينِ كانت المرة الثانية يوم نتيجتي في إحدى السنوات فكانت على غير رغبتي، ومِن ثَمَّ كانت المرَّة الثالثة حين توفَّى اللهُ صديقتي، وكانت الرابعة حين اختلفتُ مع إحدى صديقاتي فافتعَلنا شجارًا عنيفًا، وأما عن الخامسة فكانت حين تذكَّرتُ المرَّات الأربع!

 

ترى هذا؟ لقد تدرَّجَت مُحاوَلاتُ البُكاء العنيف تلك، من مصيبة الموت للخِلافات الشخصية ثم بعد ذلك للأنين والوجع!

 

ذاك الذي يدفعنا للبكاء دون أن ندري، ولماذا البكاء؟

بالطبع ليس لأنه حلٌّ وإلا لكانت الأرض قد تحوَّلت لكُتلة من البحار والأنهار في محاولة لحل المجاعات والفقر والأوبئة!

 

ولكن لأنَّنا لم نعد نَستطيعُ حل المشكلات، فأصبحَت علينا ثقلاً يؤلِمنا فنَبكي، هكذا بكل بساطة!

 

ثم كيف لنا أن نَحُلَّها وقد توقَّفت عُقولُنا وحَلَّتْ مشاعرنا محلَّ كل شيء؟


ثم أيضًا كيف لنا أن نحلَّها وقد ابتعَدْنا كلَّ البُعدِ عن مَسارِ الحُلول المنطقيَّة في البحث عن سبب المشكلة ثم تحليلِها، ثم إيجاد الحلول المناسبة ومَعرِفة العواقِب وراء كل حلٍّ ثمَّ اختيار الحل الأنسب؟

 

كيف سنفعل ذلك وقد نَسينا كيف نَكتُب بالقلم؟!

نعم؛ لا تتعجَّب فقد أصبحَت حياتُنا عبارة عن شبكة إلكترونية تَحمِل كل مشاعرنا وتتلاعَب بها كما يتلاعبُ القطُّ بالفأر قبل التِهامه!

 

بل وأيضًا سخرت منها حين حوَّلت كل المشاعِر إلى جانبَينِ فقط؛ إما كُرهٌ وإما حبٌّ، وليس هناك غيرهما!

 

أعلمُ أنك تَنتظِر الإجابة لكني حقًّا لا أعلم لماذا أبكي؟ وأعلم أن صمتي هذا يُغضبُك ولكن لا تغضب، أنت تُعلِّمني كما لم أعلم نفسي يومًا.

 

لا تنظر إليَّ هكذا أرجوك، فنظراتُك تلك تُميتني من شدة الخوف، الخوف عليك إن لم أُخبِرْكَ فتظنّ أن بي سوءًا وتَحمِل الهمَّ والغمَّ!

 

أرجوك لا تغضب عليَّ.

 

ما هذا؟ اتَّسعَت عيناي لِمَا رأتْه، لقد رحَلَ، تركني ورحَلَ ولم أعد أراه، أيُعقَلُ أنه قد سَمِعَ كلماتي بداخل رأسي؟

 

أيُّ جنون هذا؟!

وإذا بي أَنظُر تحت يدي المتشابكتَين فوق المنضدَة، فأجدُ ورقةً بيضاء صغيرة كُتبَ عليها: "سأكونُ دائمًا بجانبك يا صغيرتي"، شهقتُ حين صحوتُ فوجدتُه بجانبي، رفيقي، وقد ارتسمَت بسمةُ صفاءٍ وحبٍّ مليئة بالحَنان على شفتَيهِ كأنه قد رأى حُلمي مثلي!

 

هكذا هي الليالي التي تَنام فيها حزينًا من أمر ما، ولم تقدر على البكاء أمام من تحبُّ، ولم تفكِّر تفكيرًا منطقيًّا يُخرجك مِن المُشكِلة بل مكثت تسخَط على أيامك ولياليك وترثي حالك فقط!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة