• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

اثنان!..

لطيفة عبدالرحمن العمير


تاريخ الإضافة: 3/9/2013 ميلادي - 27/10/1434 هجري

الزيارات: 4237

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اثنان!..


ألملم حاجياتي وكتبي وما تناثر من أوراقي وأوجاعي وأغادر هذا المكان بغصة، غصّة لأن الجرح منك أعمق والقروح عليه أنكى، والحديث عنك موجع والاستغناء عنك معضلة!

 

أجر أذيال خيبتي وأنفض الغبار عن سريرك.. أرتبه لك وأبقي التكييف على الدرجة التي ترتاح لها..

 

أفرغ المكان من عطري ببخ ما تبقى من عطرك على الطاولة.. وأفتح الستائر حتى إذا ما جاء الصباح وجئت تجد أن المكان مهيأ لك وحدك.. وأني الذي أشاركك النصف الآخر من الغرفة حان لي الرحيل بصمت.. غير أن هذه الورقة بين يديك هي ما تبقى إليك مني..

 

♦♦♦

 

هكذا ترحل دون أن تنتظر أن تسمع مني.. كيف لي أن أصلك الآن وألملم الحزن في عينيك وأنثره للريح لتعلم أني ما كنتُ يوما لأفعل شيئا يؤذيك.. وما كنت لأكون على هذه الحال بعد رحيلك لولا أنك أخي.. الأخ الذي شاركني الدراسة والغرفة والغربة والبعد عن القرى النائية بعيدا عن هذه الرياض..

 

الرياض التي ابتلعتني شوارعها فما أدركتك قبل عبورك للفراغ.. قبل أن لا أمسك بيديك وأقول لك تمهل.. كل ما سمعت وشاية.. كل ما وقفت عليه كذب كل شيء يدور في خلدك ليس صحيحا..

 

رحلت ولم تبقي لي نافذة أتنفس منها.. ولا طريقة أرسل إليك فيها غير عنوان هاتف قديم لا أعرف إن كان ذا جدوى الإرسال عليه..

 

أعلم أن الكلام كل الكلام الآن ممجوج لا حياة فيه.. وأنك غارق في لجة حزن أراها تتراقص في عينيك وإن نأيت عني.. ولست أفضل منك حالا..

 

♦♦♦

 

ها أنا أفتح الهاتف القديم رغم أني تاركا إياه للهلاك.. أفتحه لأجل أن تتنفس.. لأجل ألا يموت في عينيك بريق الأمل الذي يشتعل دوما.. وأحبه فيك..

 

أفتحه لأبتسم رغم وجعي وألمي وحزني لأنك ككل مرة تثبت لي أن ثمة فائدة من بقاء الأرقام القديمة محفوظة على ذاكرة الهاتف مهما تنازل عنها أصحابها.. وأن ثمة ما يمكن أن يكون غير متوقعا ويعودون إلى عناوينهم، رغم أني لا أذكر الكلام الكثير الذي دار بيننا عن هذا.. إلا أني أتذكر جيدا ضحكتك حين قلت "لكن رقمك أصلا ما أبيه" وضحكنا.. وها أنت اليوم تعود إليه لأنك تحفظه.. ولأن إيمانك بالعناوين القديمة مازال قائما..

 

وما زلت أفهمك كيف تفكر.. وكيف تعيش وكيف للحياة أن تموت في عينيك لو لم يصلك الآن إشعار "تم تسليم الرسالة"..

 

لكني آسف جدا إذ لن يرن هاتفك بعدها بجواب..

 

مات الكلام في قلبي قبل أن يولد..

 

♦♦♦


تصلك رسائلي تباعا.. ولا تجيب كأن عصب الحياة في عينيك أشاح عن رؤيتها..

 

تصلك تطمئنك أني لم أغفل عنك ولم أنسَك بيد أني جبان عن أن أتصل بك..

 

جبان في أن أتركك تسمع حشرجة صوتي وآثار انهاكي عليه..

 

تصلك وأعلم كم تعلم أن تغافلك لها يزيدني حزنا وشحوبا..

 

لكنك لست أشجع مني.. ها أنت تحتفظ بالكلام الميت فيك وتدفنه في قلبك..

 

رغم كثرة نداءاتي "تعال وادفنه في قلبي".. تعال!

 

♦♦♦


شحوبك يكسرني.. وقلبي مكسور بداية.. والكلام الذي كان لأن نكون هنا أفلست منه وأفلس مني.. لكن الجرح يحتاج للضماد.. وأكثر ما أجد دوائي في البعد عنك والدعاء لك حتى يطيب..

 

أنت لم تعرف كيف للموات أن يلفك والخيبة أن تخنقك وتستشري في حلقك غصات الألم..

 

كذلك لم تدرك أني قد كتبت لك.. "الاستغناء عنك معضلة"

 

ولأنك قريب للحد الأقصى اسمح لي برسالة فارغة إليك..

 

♦♦♦


"رسالة فارغة":

رسالتك الفارغة فغرت فاها كثعبان وابتلعتني.. الفراغ يصنع اللاشيء واللاشيء هذا موت بطيء.. غير أني أرى خلف فراغها كلام يشبه أن كلامك مازال ميتا.. ولم ينبت على لسانك المزيد منه بيد أن قلبك أشرق..

 

أمني نفسي وأطيل حبل الرجاء.. قبل أن ينقطع حبل الصبر فيّ.. وتكون الخسارة فادحة..

 

♦♦♦

 

رسالة فارغة:

تعود لترسل الفراغ.. وأعود لبصيص الحياة..

 

تعال وادفن كلامك في قلبي..

 

♦♦♦


لأني أحبك أراك مختلفا.. أرى أن الوجع منك لذيذ أحيانا! والبعد عنك يزيد قسوة الرياض.. وحرّ الرياض ومتاهات الرياض التي لم أخبرك في أيها انزويت ونأيت وضاقت بي..

 

لأنك أخي ها أعالج ما تبقى من جراحي وأعود.. أعود كي لا تذوي أكثر.. ولا تصفّر أكثر.. ولا تأكل منك أكثر.. وأنا لا أجد أني أستحق منك هذا..

 

♦♦♦


"في الدرج اليمين من باب الثلاجة ثلاث قطع معمول قد تركتها لك.. أظنك لم تلتفت إليها.. سأعود بعد العشاء إن شاء الله ولا أريد أن أجد منها شيء.. مفهوم؟ "

 

بعد كل الفراغ الذي أسعفتني به أيامك السالفة.. تأتي بهذه الرسالة!

 

لا أخفيك أني ضحكت فرحا.. حزنا.. ونكاية!

 

نكاية بي وبك وبحزننا.. ضحكت عميقا لأن الوشاية مهما استشرت لا تستطيع أن توقع بيننا..

 

فقط تعال..

 

♦♦♦


بعد العشاء:

غرفة باردة.. إضاءة خافتة.. وورقة على طاولة الطعام تقول "لا تطلع قبل أجي، رحت أجيب لك عشاء يا معالي الوزير!"

.... بجانبها حبة معمول ونصف!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة