• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

فسيلة ..

فسيلة ..
لطيفة عبدالرحمن العمير


تاريخ الإضافة: 17/8/2013 ميلادي - 10/10/1434 هجري

الزيارات: 5486

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فسيلة..


ها أنت تعود لتتجذر في هذه الأرض.. تعود لتعمرها وتستنشق ترابها.. تقبل الأديم.. وتبقى.

 

ها أنت تعود لتثبت أنك نخلة! تموت إن غرست في أرض الغربة.. نخلة لا تعرف إلا أرضك.. تتعمق أصالة، حبا، ارتباطا وثيقا قويا لا يأبه بمواسم الخريف، ولا سنوات القحط والجفاف..


ها أنت تعود لتصرخ في وجوههم ما كنت عبئا على أحد وما كنتُ يوما طحلبا يخضّر ويتطفل على جلد الحياة!..

 

ها أنت تعود لتثمر رطبا جنيا.. وعلما نافعا.. وبرا بي!..

 

♦    ♦    ♦


غربتك يا عبدالرحمن أكلت مني، وكلامهم الكثير اقتات على ما تبقى من ورق روحي، "ورق روحي الذي ما كان ورق الجنة" لكنهم يا عبدالرحمن كالنار، لا تعرف ماذا تأكل لذا تأكل كل شيء.


.. قالوا بأنك لن تعود وأن ابني ووحيد قلبي الذي دفنت قبله أربعة أطفال دفن نفسه في الأرض البوار.. وأن الغربة ابتلعته.. قالوا بأن كلامك لي ليس إلا أحاديث تمر لترطب بها مسمعي، وأن السنوات التي غربتك كافية لأن أشيح بوجهي عنك وأنصت إليهم..

 

قالوا بأن كل الذين تغربوا معك عادوا، وأنك وحدك من بقيت، قالوا بأن الشهادات لا تأخذ عمرا كهذا، قالوا كثيرا يا عبدالرحمن غير أني أصممت عنهم سمعي، وسمعت نداء قلبي.. قلبي الذي كان يعلم يقينا أنك ستعود وأن أسباب غربتك التي طالت يجب أن تخفى عنهم.. وأن دعواتي لك لم تكن عبثا.. وأن الله قريب جدا من همسي يسمعني ويعرف ضعفي وصبري وشوقي إليك..


♦    ♦    ♦


أخفيت عنهم جرحك ورصاصة طائشة استقرت في أحشائك من بعد صلاة الجمعة.. وجدال طويل حول يهودي ذو جديلتين ولحية كثة وقبعة صغيرة لا تساوي شيئا لم يتوانى عن فتح رشاشه حقده عليك ومن معك في باحة المسجد والسنين الثلاث التي توقفت فيها عن دراستك لتتم العلاج.. أخفيت عنهم همي وأنهار دمعي وأسراب حزني.. وخيول الشوق التي تجتاح قلبي كلما صرخ أحد باسمك..

 

أخفيت عنهم تفاصيلك كي لا يستطيلون في سردها أعوامـا على مسامع الناس.. أخفيت كل شيء وأظهرت فخري بك.. وحبي لك.. ويقيني بعودتك..

 

وحمدا لله ها قد عدت.. وما خيبتني..

 

♦    ♦    ♦


عدت إليك.. لوطني.. لأرضى.. لحبي.. لقلبك الياسمين..

 

عدت معبأ بالشوق.. مليئا بأيام الحنين.. عدت أستنشق هواءك.. هواء نجد.. هواء العروبة التي تسري في جسدي..

 

عدت وفي كفي بشارة إسلام عشرة شبان على يدي - بفضل الله.

 

وفي الأخرى شهادات تلقم الأفواه التي آذتك طينا..

 

عدت لأثمر هنا ففسيل النخل يموت في أرض الملح يا أمي..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة