• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أم الصغار (5)

أم حسان الحلو


تاريخ الإضافة: 28/3/2013 ميلادي - 16/5/1434 هجري

الزيارات: 3393

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أم الصغار (5)

هنيئًا لكِ البقيع وساكنوه


ثم... ثم تفوهت بتروٍّ أروع وأصدق عبارة عرفتها البشرية: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله"... وكان أصبعها الشاهد مرفوعًا وقد شَخَصَ بصرها... وبدت كأنها في سُبات عميق؛ بينما سارعت بعض الحاضرات إلى رش الماء على الدكتورة... تسابقت معلمات المدرسة والْتفَفْن حولها، فتقدمت أكثرهنّ شجاعة وغطّتها بالملاءة نفسها التي غطتها بها الدكتورة قبل ساعة أو نحوها... بينما ذهبت أَثبتُهنّ جَنانًا فاتصلت بالطبيب... ثم وقفت على باب المدرسة واصطحبته نحو الدكتورة المسجاة... وقف قلبها ينتظر على جمر الترقب، وكل جوارحها في غاية الاستعداد... وحين أبصرت الطبيب يفكّ سِوار ساعة الدكتورة انطلقت من فيها صرخة مدوّية استقطبت أصوات جميع الذاهلات فضجّت القاعة بالصراخ والعويل والنحيب... ثم توقفت المعلمة عن الوصف لتمسح دموعًا ترقرقت دون إذن وأكملت... وقد كان بعضنا ينتحب وهو غير مصدّق!!!


إن جمالها، وهي مُسَجّاة، وبهاءها حيّر قلوبنا، وجعل الخشوع يتغلغل في أعماقنا... ومنذ تلك اللحظة أيقنتُ أن في ثنايا حُسْن الخاتمة جميل العزاء، وصمتت... ثم أكملت إحداهن: لقد صحوتُ فجر اليوم وأنا أردِّد الآية الكريمة من سورة «المسد»: ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 2]... ويدي تشير بالنفي؛ فقد رأيتُ نفسي الليلة طالبة في فصل ومعلمتي هي الدكتورة رحمها الله، وموضوع درسنا سورة المسد، فانبرت إحدى الداعيات وسألت إن كانت المتوفاة قد تركت مالاً فأرجو أن يوهَب لها صدقة، فأكملت مديرتها: إن المتوفاة قد تركت مالاً يتمّم كفالة اليتيم التي ابتدأتها... بل لعلّها بهذه الرؤيا توصي بذلك...


كان مجلس العزاء محاذيًا لمكتبة الدكتورة، وكانت إيمان تتأمل عناوين كتب الراحلة؛ إذ كانت قد صنفت الكتب الطبية العلمية في قسم، وأما القسم الآخر فهو القسم العربي والتربوي والأدبي. حينها رأت عناوين كتب لم تسمع عنها من قبل، وكانت تكفي قراءة عنوان الكتاب لتشع في النفس طمأنينة ورضا... بعض العناوين جذبها قلبًا وقالبًا وأثار تساؤلاتها: فعمّ تتحدث مجلدات بعنوان «بهجة النفوس»؟ وأي أمر يُبهج المكلوم؟! ولعل مثل هذه العناوين ينشر حقيقة مفادها أن العلم النافع يُبهج النفوس ويرقّيها ويرتقي بها؛ إذ لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون...


كانت عيناها تسقط على الكتاب وذاكرتها تجمع عبارات سكنت قلبها كانت قد سمعتها من في الدكتورة - رحمها الله تعالى -، إلا أن كتب التربية استحوذت على اهتمامها فأخرجت ورقة وقلمًا وأخذت تدوّن أسماء الكتب والأشرطة المرئية والمسموعة في الموضوع نفسه، لحظتها استولى على إيمان شعور أنها تحمل أمانة بثقل الجبال، فكان هذا دافعًا لها لتبحث وتكتب وتحاضر في أمر التربية الإسلامية. ولعلها أمضت سنوات وهي تسير وحدها وتكتشف كنوز الطريق وأشواكه. وبنظرة عميقة مسحت كل ما وقع تحت ناظريها، فأقسمت لنفسها بأن كل صغيرة وكبيرة في بيت المتوفاة وُضع لغاية ورسالة؛ فاللوحات والرسومات والجداريات تكاد تتحدث عن نفسها، والحديث يطول... ولم تتوقف سبحات إيمان وتسبيحاتها إلا حين أنهت الأخت الداعية مجلس العزاء ذاك وخاطبت والدة المتوفاة فقالت: نسأل الله أن يبلِّغنا ما بلّغ أختنا، فقد جُمع لها حُسن الخاتمة من جميع الأقطاب؛ فزوجها الكريم أعلن أنه راضٍ عنها تمام الرضا، ولو لم يكن سوى هذا الأمر لكفى كي نبشِّرك بأنها من أهل الجنة إن شاء الله. فأكملت والدتها: وأُشهد الله أنها كانت بارّة بوالديها واصلة لرحمها، وقالت أخرى: هنيئًا لأختنا فقد عاشت عيشة هنية وماتت ميتة رضية وهذا غاية المنى!!!


ثم قالت إيمان: هنيئًا لها سكنى «البقيع»...


فيا مسلّمًا على أهل البقيع الكرام سلّم على أختنا الحبيبة الكريمة «الدكتورة علية نصار» المتوفاة في المدينة المنورة عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين.

تمت

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبرالداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة