• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ليلة زفافها (قصة)

ليلة زفافها
سيرة عكرة


تاريخ الإضافة: 16/3/2013 ميلادي - 4/5/1434 هجري

الزيارات: 5179

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ليلة زفافها


ساد السكون وسط العتمة تقطعه همسات فضولية، فأسرعتُ أعطي إشارة البدء وأهرول لآخذ مكاني وأنتظر أن ينشقّ الصمت وتدوّي الألحان... رفعتُ فستانها المفروش على الأرض كالثلج، ناصع البياض كقلبها المؤمن المفعم بالصدق والوفاء، فُلّة ندية وياسمينة عطرة أوراقها كالسندس المُلَفلف بالحياء والنعومة الطاهرة.


سأخطو وراءها، تمامًا كما كنت أخطو خلال سبعة أعوام من الصداقة التي جمعتنا، خطوة بخطوة أحذو حذوها... أتعجب الآن وأقول كيف؟ كيف أرتدي الآن ما ترتدي هي؟ أفعل ما تفعل هي؟ أقول ما تقول هي وأصدّق ما تقول؟ قدوتي بكل معنى الكلمة. ها هي ترتبك في خطواتها الأولى وترسل يدها لتضغطَ على يدي لأتنبهَ من أفكاري وأمسحَ على يدها مطمئنة، ويتصاعد نشيدٌ بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع إيقاع زفتها، وألحظها أنا بعيون منبهرة... تمامًا كما تنظر بعض الشابات إلى نجمات الرقص والغناء والتمثيل، وأنى لهؤلاء أن ينافسن ظُفرها؟ مشت على طريقها الممهد كما تمشي في طريق الله... وخطواتها تحكي عن سلطانة لغيرها من الجواري التائهات.


أجلستُها على مقعدها وأصلحتُ فستانها حولها، فأصبحتْ كما هي ملكة متربعة على العرش، أجمل من كل اللواتي يُسمَّين جميلات... علّمتني كيف أحيا لله وبالله ومع الله، كله دون تكلّف، بل كان حماسها في سبيل الله يدهشني، كان صدقها في الأداء يُشعلني، كان في بعض الأحيان صمتها وحتمًا سَمْتها يثيران غبطتي وغَيْرتي.


الجميلات توافدن من ضيفاتها لتؤدّين واجبَ الصداقة، وعيونُهن تلمعُ بالحبِّ لها والسعادةِ لسعادتها، والشوقِ للإمساك بيديها... وأنا أتأملها، لكنني لم أجد في جمال العروس، فقد حازتْ من نور الإيمان ما يجتذبُ النفوس: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96].


أمسكتُ بيدها وانضممتُ معها إلى الفتيات وهي تضحك بغبطةٍ ومرحٍ، فأحاطتنا الفتياتُ بدائرةٍ متموجةٍ لأهمسَ في مركزِها وسط الصخبِ الحائل بين صوتي وأذنها: أحبك في الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة