• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

كنت عبقريا ولكن... (قصة)

كنت عبقريا ولكن...
سيرة عكرة


تاريخ الإضافة: 27/1/2013 ميلادي - 15/3/1434 هجري

الزيارات: 6515

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كنتُ عبقريًا ولكن...


عندما ضَيَّقتُ عينيَّ ونظرتُ إلى السقف مفكّرًا وأنا أربِّتُ بسبابتي على فمي، انفلتتْ ضحكات أمي واهتزتْ بجذعها طربًا وعصرتْ خدودي بأصابعها حتى احمرّت، فقد كنت أتصرّف كرجل بشاربيْن ولحية وأنا بعد في الرابعة!


واحتضنتني بقسوة الحنان الغامر، وسألتني: فماذا قررت أخيرًا؟ أجبتها: ممم... أنام، ولكن قصة أولًا..


أمي: آه منك، القصة نفسها؟

قفزتُ بسعادة: قصة.. فوضعتني في سريري واستلقتْ بجانبي فأغمضتُ عينيَّ مستشعرًا دفء ثيابها وانسابت صورة الموكب المهيب إلى مخيلتي، وسلبتْ حواسي.


في الزمان البعيد، البعيد جدًا، في مكان لا يعلمه إلا الله، ملائكة يسبّحون الله ويعبدونه في كل وقت وحين، أجسادهم من نور، أحجامهم عظيمة، وطَلاّتهم مَهيبة؛ يستمعون لأمر الله - سبحانه وتعالى عن كل تشبيه - أنه سيخلق كائنات، منهم الأشرار ومنهم الخيِّرون، مصنوعون من طين!


تتساءل تلك الأجسام النورانية في حيرة - دون اعتراض على أمر الله ودونما شكٍّ في كمال قدرته وحكمته - تساؤل تعّجب: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟".


وكما في كل مرّة تغيب أحاسيسي جميعها عند هذا الحدّ، وأغطّ في نوم عميق، فلا أحار جوابًا، لماذا تعذبني أمي وتجبرني على النوم مبكرًا؟! أريد أن أبقى مستيقظًا لأستمتع بأطول فترة ممكنة! أريد أن أعرف مَن هؤلاء المصنوعون من طين؟! ولماذا خلقهم؟


وأكبرُ وأنسى القصة وتنساني تلك الطيبة التي كنت أسميها أمي، وأكبر بعيدًا كلّ البعد عن الدين؛ ولمّا كبرتُ عن مكوثي مع تلك الأسرة الكافلة... ودخلتُ في العقد الرابع من عمري أُنهي عامي الأخير في دكتوراه الفلسفة بمنحة. يسألني طلابي في الجامعة أسئلة كثيرة لا يصعب عليّ إجابتها، أسئلة تتعلق بالكون والحياة والإنسان، فكان لكلّ الأسئلة عندي أكثر من جواب، بينما تتكاثر الأسئلة في رأسي لمّا أسمع إجابةَ مسلم: "سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا، إنك أنت العليم الحكيم".


كنتُ عبقريًا ولكن... كنتُ ملحدًا.


تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبرالداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة