• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

فجوة الغياب

فجوة الغياب
أرياف التميمي


تاريخ الإضافة: 3/3/2012 ميلادي - 10/4/1433 هجري

الزيارات: 8720

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لم يتبقَّ شيءٌ له في الغرفة سوى رائحتها، وذكرياتها التي كانت تَوَدُّ أخذها لو أنها تستطيع.

 

وكان يقف أمام النافذة وحيدًا يتفحَّص ملامحها من خلال صورتها التي احتفظ بها في ذاكرته، فعاد - كما يفعل كل يوم - يقلب في صفحات الماضي، يقلِّب ذكرياتهما الجميلة والحزينة، وحين تبدأ البسمة ترتسم على وجهه تُمحيها الدموع.

 

يحاول تحليل ما جرى، كيف التَقَيَا؟ وكيف تفرَّقا؟ مَن سبب المشكلة؟ ومن الذي بدأ؟ ومن أنهى؟ هل كانت مواقِفه صائبة؟ أم كانت طفولية؟ هل كان من المفترض أن يستمع إلى نصيحة أمه؟ أم نصيحة قلبه؟ أم لا يستمع أبدًا؟

الكثير من الأسئلة تدور في رأسه يوميًّا، ولا يجد لها أجوبة، وقد يجد لها أجوبة؛ فيقرر عدم إعادة طرحها مجددًا، ولكنها تتراءى أمام عقله يوميًّا شاء أم أبى، وكأنها لأول مرة تُطْرَح، وكأنه لم يفكِّر فيها من قبل ولم يُجِب عليها، فيجيب عليها بأجوبة مختلفة تمامًا في كل مرة.

 

هي كانتْ شجاعة جدًّا حين غادرته، قويَّة ليس أمامه فقط، ولكن أمام نفسها أيضًا، سألها ما إن كانت متأكِّدة من قرار الرحيل، فقالت: نعم، بكل ثقة.

 

يا للحماقة! أكانت تكرهني كل هذه السنين دون أن أشعر بذلك، إن كانت تُحِبُّني، فكيف استطاعت تركي وتعذيبي؟ هل كان من السهل عليها مسح ذكرياتنا الجميلة؟ أين الوفاء؟ ما مصير الأحلام التي بنيناها معًا؟ وماذا عن أبنائنا؟ ألم تُفكِّر في مصيرهم؟


ولماذا أهلها وقفوا معها ضدي؟ ألم يكن من المفترض أن ينصحوها ويوجِّهوها، أو على الأقل يبتعدوا عن مشاكلنا؟ لماذا أصبحوا يهدِّدوني؟ ويبعدون أبنائي عني؟ ويعلنون الحرب ضدي؟ بالرغم من أني كنت طيِّبًا معهم؟


وبينما كان غارقًا في أفكاره إذا بباب الغرفة يُفْتَح، ويراها تقِف أمامه، وقد غطَّت الدموع وجهَها، فقالت له: لقد تركتُ أهلي خلفي، وهم يسبُّونك، ويطلبون منِّي العودة ويهدِّدُوني، لقد تركتُ شجاعتي التي مكَّنتني من تركِك، لقد تركتُ جبروتي الذي ثبَّتني في البعد عنك، لقد تركتُ مبرراتٍ كنتُ أراها مقنعة لتركك.

 

حين ابتعدتُ عنك، لم أَحْيَ في فقر؛ فقد أنفق عليَّ أهلي أكثر مما تنفقه أنتَ، لم ينقصني حنان؛ فقد وجدته عند أمي، لم أقف وحيدة؛ فقد ساندني أهلي وصديقاتي، بل وساعدتني أخواتي في تربية الأبناء، فاستطعت حضور كل الحفلات والمناسبات، وكل ما حرمتني منه، ولكن!

 

هناك عذابٌ في قلبي، وألمٌ يعصرني، وأشعر بروحي تختنق، هناك فَجْوة لا يستطع أحد رَدْمَها إلا أنت، أشعر بها في غيابك، فسحقًا للراحة! وسحقًا للحفلات! وسحقًا للمال! إن لم يستطيع ردم فجوة الغياب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- عذاب رهيب
محمد أحمد الزاملي - فلسطين 22-05-2012 09:38 PM

لقد شعرت بالعذاب وأنا أقرأ القصة لقد تمزق العقل قبل الفكر وكنت متشوق لرؤية النهاية وهي تتجسد في لحظات تعرف فيها القلوب الصادقة الله أعاد القلب للقلب بارك الله فيكم .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة