• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

محق (قصة قصيرة)

محق
مريم مقبل الحربي


تاريخ الإضافة: 26/11/2011 ميلادي - 29/12/1432 هجري

الزيارات: 7238

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مـحق

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

الشمس التي طالَما حُجِبت بغِربالٍ لَم يكن لَدَيها ذاك الجَلَد، بل اتَّكَأت على العجز المؤمَّن بالنصر، ولو بعد حين!

 

النفس تَضيق يا مُحق تضيق، الأفواه الصادحة بالحق كُمِّمت اليوم شرَّ تكميم، والماء الذي لا طعمَ له أذوق به ألفَ طعمٍ!

 

حين وَلَجْتُ هذا الصندوق جرَّاء قولي: إنَّ وراء الأكمة ما وراءها، قالوا لي: إنك وجلت نيَّات الأنقياء، ولَم تُبصر خُطواتهم الصالحة!

 

فأَصْمتوني وصَمَتَ معي كلُّ شيء.

 

حينها كَفكَفْت دمعي وقلت لي: العقل الفارغ من الشيء الثمين يمتلئ بالرخيص، وتُتْخِمه أشياء بلا ثمنٍ، فلا تَقلق إلا على مخزون عقلك! تلك العقول الفارغة يا محق أصبَحت تسير بالقافلة ونحن من يتحمَّل تَبِعاتها، فالقيد الذي يَسعنا لا يَسعها!

 

أتذكُر يا محق حين سَقَيت تلك العجوز الأرملة كأسَ ماءٍ، وأعطيتها كِسرة خبز يابسٍ، هي ما تَملكه، كنت كريمًا بما فيه الكفاية، لكنك لستَ كعمرَ! أنت فرد مغلوبٌ على فقرك!

 

حينها قلت: الدنيا لأراذل القوم وَحْدهم: الشُّرفاء مَن يموتون من غير شِبَعٍ!

 

تلك العجوز التي بَلَّلتْكَ بشُكرها، هي مَن شهَّرت بك في صُحفهم أنَّك كنتَ تُعاكسها، وما ذاك الماء إلاَّ استدراج منك لها! والخُبز اليابس ما هو إلاَّ دَفْن لمُصيبتك التي تَحملها في ثوبك القصير ولِحيتك الطويلة.

 

كنت محقًّا أنَّ القلب الضرير يتخبَّط في ظُلمة أشدَّ من الظلمة التي يراها ضريرُ البصر!

 

ما زالت صورة الكفيف الذي رأيناه ونحن نرتَشف القهوة حين قدَّم عصاه على قَدمه، وكنت تُبرهن على حِكمته، وأنه سيُنهي طريقه وهو يَبتسم، افترقْنا من المقهى، وتعلَّمتُ أن أتحسَّس موضعًا لقدمي قبل رَفْعها؛ حتى أبتسمَ في نهاية أمري! لكنَّ الرياح دائمًا هي المتَّهمة بتغيير مجرى السفن رغمًا عنها!

 

ما زلتُ أتذكَّر ذاك القارئ الذي يُحرِّج على أشرطة مُلقاة على بِساط مُهترئ بجانب الجامع: مَن أراد أن يسمعَ القرآن كما أُنْزِل، فليَسمع لهذا القارئ، أخذْتَها أنت تشجيعًا له، وتركتُها أنا دفنًا لعُجبه!

 

اختفى ذاك الشاب واختَفَت أيضًا تلك الأشرطة!

 

أتذكَّر يا محق حين الْتَقت أبصارنا ببعضها ونحن نسمع آية الوعيد بالظالمين، قلت حينها: الظالِم الذي لا يَرْعوي، هو مَن يتلو آية الوعيد وخياله يصوِّر له شخصًا غيره.

 

محق كنتَ محقًّا بما يستدعي لأن أثقَ بكلِّ ما تقول؛ حتى حين علَّقت على سبب نَفْيك وأنت تبتسم: مَن يفعل الخير، لا يعدم جوازيه!

 

فكلانا يا محق لن نعدمَ جوازيه.

 

التوقيع: مـؤمن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة