• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

موديل 2000 (قصة قصيرة)

أم حسان الحلو


تاريخ الإضافة: 7/9/2011 ميلادي - 8/10/1432 هجري

الزيارات: 9944

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أفلح مَن سمَّاكِ جميلة، تتابعين كل خطوط الموضة في ملبسك، وفي إكسسواراتك، وفي أدواتك، وفي كل شيء، وأعلم أنك تسابقين الزمن، فأنت أول من رأيتها تقود سيارة موديل 2000، وترتدي أزياء عام 2000، وقدمت القهوة بهذه الفناجين الجديدة، التي تبدو أنها صنعت خصيصًا لعام 2000، يا لك من رائعة!

 

ضحكت جميلة ملء فيها، وقالت:

لقد استحدثتُ في بيتي شيئًا جديدًا، هيا انظري، وقامت بخفة ورشاقة إلى الهاتف وطلبت:

2 كأس عصير، وبسرعة البرق حضر العصير!

 

ثم طلبت لضيفتها ليلى ماءً وفواكهَ وشايًا، فكانت الأوامر تصدر بسرعة الصوت، وتلبى بسرعة الضوء!

 

خرجت ليلى من بيت جميلة وهي جدُّ حائرةٌ، ماذا اشترت جميلة؟ ماذا استقدمت؟ إنسانًا آليًّا يلبي كل الطلبات؟ خادمة من عالم الجن؟ ماذا حدث بالضبط؟

 

كيف يهدأ بال ليلى وقد فهمت أن جميلة تعيش في قمة الراحة والسعادة والرفاهية، فعادت بعد فترة وجيزة؛ لتعرف بالضبط ما حدث في بيت صاحبتها.

 

لكن جميلة لا يمكن أن تعلن ما حدث بالضبط، واكتفت بالابتسامة وهي تشاهد شريط أمسها القريب.

 

عندما خاطبت جميلة زوجها قائلة:

آه يا عزيزي، لقد تورمت يداي، وأثقل كاهلي، لم أعد أستطيع الحراك بحيوية، لقد كساني الإعياء من رأسي حتى أخمص قدمي.

 

• صدِّقيني إنني أعمل جاهدًا للتخفيف عنك.

 

• الواقع يا عزيزي غير الأوهام، ساعة اقتراننا طرتُ فوق السحاب، ظانَّة أنني سأعيش في فردوس دنيانا، لم يخطر ببالي أنني سأعاني من هذا الشقاء النكد، وإلا لما وافقت على هذا، وماتت كلمتُها الأخيرة بين حشرجات الدموع.

 

• جميلة، يا غاليتي، ماذا دهاك؟ هكذا هي الدنيا تعب ونصب.

 

• لكن وضعي فوق كل احتمال.

 

• إيه! رحم الله أيام زمان، كانت أمي...

 

قاطعه صوت جميلة مزمجرًا:

أرجوكَ، لا تقتلْني بالحديث عن سيدة عالمك، لماذا تزج سيرتها العطرة في حياتنا؟ صبر أمي، طعام أمي، نكهة أمي، رائحة أمي، وأنا؟ أين أنا؟!

 

• أنت دنيا حاضري، وأمي، أمي دنيا أمسي، رغم علمي الأكيد أنني أسكن حاضرها.

 

وأطرق يذكر أمَّه يوم أن كان يشار إليها بأنها الأرملة الشابة الصغيرة، التي نذرتْ نفسها لرعاية صغارها، ولم تكن لتفكرَ في راحتها أو سعادتها، لقد كان جل تفكيرها في عصافيرها.

 

نظر إلى وجه جميلة وقال مخاطبًا نفسه:

تتلألأ صورة أمي مكللةً بأزاهير صبَّار الصحراء، ويُظلِم مرأى جميلة بتشوهات تذمر الرفاهية، وتأففات الترف.

 

نظر عبر النافذة؛ علَّه يجد جوابًا لسؤال حائر في عقله: من أين يأتي الإعياء والإرهاق لمدام جميلة؟ وهي:

بَيْنَ المَحَافِلِ تَارَةً
زَوَّارَةٌ أَوْ أَنْ تُزَارْ
مَا بَيْنَ آخِرِ سَهْرَةٍ
أَوْ مَوْضَةٍ كَانَ الحِوَارْ

 

وقال محدِّثًا نفسه: جمالك فجَّر رأسي يا جميلة.

 

أما جميلة فقد استوطنت غرفتها، وقررت قرارها: إما أن تأتيني بخادمة، أو أعود إلى حضن أمي.

 

ماذا؟ خادمة؟ شبح جريمة جديد! أنسيت معاناتنا؟ لا، لا يمكن، ثم جلس إلى جوارها، وقال: سآتيك بمساعدة، وأنا واثق أنها ستلبِّي لك طلباتك؛ لأنها تحرص عليَّ وعلى مشاعري؛ لأنها تحبُّني، وتريد أن تعيش في دنياي وعالمي البهيج.

 

• تريد أن تأتي بها إليَّ، هي؟!

• أجل، هي، وسوف تلبي طلباتنا بسرعة البرق، إنها أمي!

 

سيكون الأمر جديدًا على الجميع، وخنقت عبارات نصرها، سأستقدم خادمة موديل 2000، هنيئًا لي، هذه هي حقيقة بطولتي يا ليلى!

 

قالت ليلى بغضب وهي تغادر المكان: تبًّا لك ولكل من حذا حذوك!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة