• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

تلك اللحظة الهاربة مني!!

سعيدة بشار


تاريخ الإضافة: 22/6/2011 ميلادي - 20/7/1432 هجري

الزيارات: 6814

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

انقَضى منِّي عمرٌ وأنا أبحثُ عنها في سرابِ عوالمي، وفي عوالِمَ أخرى بعيدة عني، راوغتُها كثيرًا لتعودَ إليَّ، لكنَّها ما صدَّقتني وما عادت إليَّ، قريبًا جدًّا سأطفئ الشَّمعةَ السادسة من عمرِها، انقضتْ سريعًا، بل احترقتْ سريعًا، بعد لقائي البعيد بها، تلك اللحظة الفارقة من عمري، الهاربة منِّي، ورغم أنَّ ذكراها ما تزالُ في عمقي تسكنني، تعذِّبُني كلَّما تذكرتُها، وتذكرتُ معها أنَّها ملأت قلبي ذاتَ يومٍ فرفعته إلى السمواتِ العلى، ثُمَّ ودون أن تحذِّرني غابتْ عنه وعنِّي، ليسقطَ قلبي من عليائه إلى الجحيمِ الذي لا يزالُ يحاصرني.

 

ستُّ سنواتٍ مضت ولم أشعرْ بها، وهي كالبرقِ سطعتْ يومًا في أفقي أملاً، وخلَّفتني وراءها حطامًا، ما يزال يبحثُ عن أشتاته ولا يجدها.

 

ذات ليلةٍ لم تكن ككلِّ الليالي، نبضَ قلبي على غيرِ عادتِه في لحظةِ خشوع نادِرة، فرأيتُ السماءَ من حولي وقد لفَّتْني، بل غمرتْني بحبٍّ أذابني للحظة، وشعرتُ بقربِه منِّي بحبِّه لي، فغبتُ عن الوجود لحظة، ودعوتُه بصدقٍ فأجابني على الفور، غرَّتني سرعةُ الإجابةِ، ظننتُ نفسي للحظاتٍ وجودًا مميَّزًا، ونسيتُ في غمرةِ سعادتي أن أشكرَ النِّعمة، وأن أسجدَ له حبًّا وامتنانًا، فأضاعتْ قلبي عند تلك اللحظةِ وتعثرتْ خُطاه عني، ورحل بعيدًا عنِّي حاملاً بين طِيَّاتِه فرَحي وسُروري وطُموحي، وكل الألوان من حولي، وكل الأذواقِ تاهتْ عنِّي!

 

بعثَرَتْني ذكراها على كلِّ الهوامش أشلاء لا تزال تنزفُ حزنًا وألمًا، حرقةً وضياعًا، شوقًا وحنينًا، ما عدتُ أفرح لكلِّ الإنجازات التي تحاولُ عبثًا أن تؤنسَ غربتي، وما عدتُ أعبأ لكلِّ تلك الأشياءِ الصغيرة التي كانت تجعلني أضحك ملء قلبي فرحًا، وكل تلك الابتساماتِ الزائفة التي كنت أزينُ بها وجهي، ما عاد أحدٌ يصدقها.

 

يا ألمي حين أتذكرُها، ويا غربتي وأساي!

 

جافتني كلُّ العوالِمِ والمعالم، تائهة أبحثُ عن دربي، بل أبحثُ عنه هو القريب مني والبعيد، من فقد اللهَ فماذا وجد؟! ومن وجد الله فماذا فقَد؟!

 

أهو عقابٌ على شيءٍ قد اقترفتُه يومًا وما عدتُ أذكره؟ أم أنه درس ليعلِّمني أنَّ الحياةَ من دونه لا شيء، بل عذاب بلا حدود، ليجعلني أزهدُ في هذا الحطامِ البالي من حولي، فأحب لقاءَه، ولا أجزع من اللحظةِ التي سأنتزع منه؟

 

على مسمعِ السموات والأرض وما بينهما أرفعُ إليك إلهي اعتذاري.

 

حبًّا، خوفًا، طمعًا، أملاً، شوقًا، وحنينًا وإيمانًا، ربي إنِّي قد أتيتُ هاربة منكَ إليك، فارحم اللهم عجزي، واعفُ عن أمة لديك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- nice
wafa - algèria 24-07-2011 06:44 PM

أنتِ كاتبة رائعة للغاية كلماتك وأوصافك المستعملة بلاغية روعة أحسنتِ تابعي بنفس المنوال و أتمنى أن أصير مثلك إن شاء الله

1- رائع جدا
حسنية تدركيت - المغرب 30-06-2011 05:34 PM

نص رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى أعجبني إلى حد بعيد . جزاك ربي الجنة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة