• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أبهى العطور والقوم بور

عفاف عبدالوهاب صديق


تاريخ الإضافة: 27/4/2011 ميلادي - 23/5/1432 هجري

الزيارات: 6781

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وجفَّت عين الحياةِ، كما جفَّت عيونُ الأرضِ، ومِن بعيد ناداني قومُها البور: أيا جدباء الزَّرعِ، أسرعي، هيَّا احْفري معنا بيتَ القبور، قلتُ: صبرًا أُلملم حالي، وأحضر معي ما اكتنزت مِن أبهى العطور، قالوا: دعْك منها الآن، وإيَّاكِ يا عصماء الصفا مِن كأس الغرور! قلت: أي غرور حسبتموني احتسيتُه، وقد آسى الكأس منِّي النفور!

 

وذهبتُ إلى خيمتي التي فيها راحتي، وبرحت أرضي أقول: أيَّ العطور أختار؟ أيّ العطور تفوح لا تُفنيها الدهور؟! عطر الصِّدق أم الحنان؟ عطر الحياء أمِ الأمل؟ عطر الوفاء أم الإخلاص؟ عطر الصبر أم مزيج العفو والصفح، والعطور أمامي كُثر؟ ها.. ها.. ما هذا؟ أعطر الشوق يسيل مِن قارورتي؟! وبكيت على شوقي الذي فاض ولم يرضَ إلا الصبر مني، بكيتُ فرحًا لوفاء شوقي لعهدِي وتحاشيه آلامِ البُعد عني، جنبتُه الهوى الكذاب، وعلمتُه متى يكون الصدُّ وكيف يكون الجواب.

 

وأناس يتغامَزون، يتضاحكون، أسمعهم: ماذا عليكِ يا امرأة، تخلَّت عن شبابها، وغلقت بقناعة عليها الأبواب! قلت: صه، هذا صرير القلم وملائكة تخطُّ كتابي، وأنا الظالمة لنفسي لحوحة ذلولة ترجو رحمةَ ربِّها التواب، لا تسخروا؛ فالرزق منه ممدود، والخير مردود، والكرم موجود، لا تَسْخروا، فإني أخشَى وأرهب يومَ الندم والحسرة، يوم اللِّقاء الموعود، اقتربوا وتعطَّروا بالصِّدق، ولا تغبطوا وفائي المعهود، حتى أتوا على عجل وتنسموا وردَ الصفاء، وأريج زهْر الرِّضا بقضاء ربِّي المعبود، تقاسمنا طيب الإخلاص، وتخطَّى رجاؤنا كل الحدود.

 

الآن وقد لملمتُ حالي ومعي اللحظة أبْهى عطوري، سأَمضي إلى قومي البور؛ لأحفر معهم بيتَ القبور، استقبلوني: ما هذا! جذوع الأشجار تسْعَى خلفك كما الجنود في حرْب الصقور تثور!

 

أجئت تحفرين أم تزْرعين؟ قلتُ: كلاهما .. كلاهما، لن تعودَ الأرض بورًا، لن تظلَّ الأرض بورًا، هذي بذور الشباب، هذي لواقِح الحريَّة، هيَّا معي يا قومي لنعيدَ أريج الزهور، هيَّا فلا كسل في عمل، هيَّا سبِّحوا الرب الغفور.

 

نعم، مِن طين ومِن ماء خلقنا، نعمْ مِن بين الصلب والترائب أتَيْنا، هيَّا لنرعى زروع العلم والأخلاق قبلَ أن يأتي النشور، هيا فلن نجني بعدَ الجد إلا جنَّاتِ عدن وصروحًا من نور، وتسابقنا، نعم تسابقنا نحرُث نبْت البذور وماء السماء على الأرض ينزل غياثًا في شوق وسرور، ودعوتُ ربي أن ينزِع غلَّنا، يبدله ودًّا وحبًّا في شغاف القلْب وفي الصدور.

 

الآن يا سامعًا كلِمي وقارئًا حرفي، أدعوك وأدعو نفسي إلى البحثِ عن كَنز التُّقى والعفاف، قم وانتفض واقْتنِ لها، قم واستمتع بنَسيم توبةٍ نصوحة، وعبير صفْح جميل، واختر معي أبهى العطور.

 

أرق تحياتي،





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة