• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

نقطة.. وسطر جديد

رجاء محمد الجاهوش


تاريخ الإضافة: 19/7/2008 ميلادي - 15/7/1429 هجري

الزيارات: 16580

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
عِندَما تَنتَهي بِنا الجُملَة -أثناءَ الكِتابَةِ- في نِهايَة السَّطرِ نَضَعُ نُقطَة ثُمَّ نَنتقِلُ إلى سَطرٍ جَديدٍ..

نقومُ بهذه العَمليَّة بشكلٍ تلقائي، ودونَ تَعنُّت مِنَّا في رَصِّ الحُروفِ على السَّطرِ الأوَّلِ، وذلكَ لأننا أدرَكنا -تمام الإدراكِ- أنَّ السَّطر لَم يَعدْ يَتَّسع لحَرفٍ جَديدٍ، وما عادَ يَحتمِل مِن الكلماتِ ما يُشكِّل جُملة مُفيدَة ذاتَ مَعنى جَميل، فيأتي السَّطرُ الثاني بمَثابةِ فرصَةٍ ثَمينةٍ تَهَبُ حُروفنا الحَياة مِن جَديدٍ! 

لكن؛ ماذا لَو أصَرَّت الحُروفُ عَلى أنْ تُكتَبَ كلّها عَلى السَّطرِ الأوَّلِ وانْصاعَ القلمُ لرغبتِها؟ 

فراحَ سِنُّ القلمِ يَقطعُ المسافة بين أوَّل السَّطرِ وآخره جَيئَة وذَهابًا بَحثًا عَن فُُرْجَةٍ يَدسُّ فيها حروفَهُ، تُرى هَلْ سَيتَحقَّق له ما يُريد؟ 

النُّقطة والسَّطرُ الجديدُ وإصرار الحُروفِ على ألاَّ تَبرحَ السَّطرَ الأوَّل تُذكِّرني بتَجاربِ المَاضي الفاشِلة التي تُخيِّم بقُتمتِها على قلوبِ البَعضِ، فيَنغَمِسونَ فيها حَدَّ الغَرقِ! 

أسرَى هُم لأحزانِهم وإحباطاتِهم، وإذا ناداهُم مُنادي الأمَلِ أشاحوا بوجوهِهم عَنه، وأصَمُّوا آذانَهم، ثمَّ مَضوا مُهروِلين إلى حَيثُ يَقبَعونَ دائِمًا في تِلك الزَّاويةِ الكئيبَةِ في غُرَفِهم المُنزَويَةِ، لا يَقوونَ عَلى فعلِ شَيء سِوى البُكاءِ والنَّحيبِ عَلى ما فاتَ، والأسى عَلى ما هو آتٍ، مُكبَّلينَ بالعجزِِ وقلَّةِ الحيلَةِ وسُوءِ التَّدبيرِ! 

نَظرهم قَصيرُ المَدى وفي اتجاهٍ واحِدٍ -كأنَّ داءَ التَّصلُّبِ أصابَ رَقبَتَهم-، وإذا سَألتَهم: ماذا ترون؟ أجَابوكَ: السَّواد يَبسط رِداءَه عَلى كلِّ شَيء، فلا نَرى شَيئاً!  

حَرَموا أنفُسَهم بأنفِسِهم مُتعةَ المُحاولةِ الجادَّة للبدءِ مِن جَديد، حِينَما أساءوا الظَّنَّ بالله -جلَّ جَلاله- ولم يَفقهوا قوله تَعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ...} [سورة الرعد: 11].

لا أعْلمُ كيفَ يُقاسُ النَّجاح عندَ بَني الدُّنيا، وبمَ يُقاسُ الفَشل؟  

لكنِّني عَلى يَقينٍ أنَّه لا يوجدُ نَجاحٌ مُطلقٌ أو فشَلٌ مُطلقٌ في هِذِه الحَياةِ، بَلْ تَجارب وخِبرات.. 

فكم مِن تَجربةٍ فاشلةٍ جَعَلَتنا نَقِفُ مَعَ أنفُسِنا وَقفَة تَفكرٍ وتدبُّرٍ، وكَمْ مِن تَجربِةٍ قاسِيةٍ كانَت السَّببَ في أن نتعلَّمَ سِرًّا جَديدًا مِن أسرارِ النَّجاح..! 

نعم؛ فما كانَ سرًّا بالأمسِ أصبحَ اليومَ مِن أبجديَّاتنا، ولليومِ سرُّه الذي لم يُكتشَف بَعد، حَتَّى إِذَا ما تَمَّ اكتشافُه -بتوفيقٍ مِن الله- تقدَّمنا خَطوةً في دَربِ الفَلاحِ، وهَكذا...

فالتَّجارب الفاشلَة لا تنتهي إلا بانتهاءِ الأجَل، لكنَّها تَقل بزيادةِ الوَعي والخِبرة، ولا تُكتَسَب الخبرة إلا بِسبْرِ أغوارِ الحِياةِ، وخَوض التَّجارب والتَّعلّم مِنها، ومِِن ثَمَّ تَجاوزها لِمَا بَعدَها بتحدٍّ وإيمانٍ كَبيرَيْن وقلبٍ لا يَعرفُ الحِقدَ!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- ..
عزة مأمون - الأردن 08-11-2008 11:51 PM

أختي الغالية رجاء
لكم سررت بالسماع منك بعد حين، و لنبقَ على اتصال

تحياتي.

2- تساؤل ؟
أبو مارية الصغرى - الإمارات 19-07-2008 05:45 PM
المكرمة رجاء محمد الجاهوش
أحمد الله تعالى على وجود أمثالك من الأخوات اللواتي يمتلكن هذا الحس الديني المرهف , وهذا القلم الثر السيال , وهذه القريحة العذبة.
وأقول يا أختاه : يا ترى كم عدد هؤلاء في صفوف المسلمين ؟
وأما آن لهم أن يتخلوا عن السطر الأول وأن يستأنفوا سطراً جديداً ؟
فقد ملت الأيام ولم تعد تتسع لأمثال هؤلاء الذي جثموا على صدرها فكادوا يكبلونها لولا قوتها وعنفوانها.
أحسن الله تعالى مثوبتك , وجعل ما كتبتي في صحيفتك يوم تلقينه .
1- !!!!!!!!!!!!!!!؟
AL-MAHA - السعوديه 19-07-2008 04:01 PM
أسرَى هُم لأحزانِهم وإحباطاتِهم، وإذا ناداهُم مُنادي الأمَلِ أشاحوا بوجوهِهم عَنه، وأصَمُّوا آذانَهم، ثمَّ مَضوا مُهروِلين إلى حَيثُ يَقبَعونَ دائِمًا في تِلك الزَّاويةِ الكئيبَةِ في غُرَفِهم المُنزَويَةِ، لا يَقوونَ عَلى فعلِ شَيء سِوى البُكاءِ والنَّحيبِ عَلى ما فاتَ، والأسى عَلى ما هو آتٍ، مُكبَّلينَ بالعجزِِ وقلَّةِ الحيلَةِ وسُوءِ التَّدبيرِ!
حَرَموا أنفُسَهم بأنفِسِهم مُتعةَ المُحاولةِ الجادَّة للبدءِ مِن جَديد،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...

نعم كلام رائع لكن على ارض الواقع ليس كل شي سهل نسيانه وتجاوزه لانستطيع ان نتحكم بداخلنا بنسيانها فهناك أشياء تأسرنا ليس لها بديل حتى نرتقبه نعم لن نقف وننظر حولنا بأن كل شي انتهاء واعيش بظلمه لكن لا استطيع ان امحيها من ذاكرتي فحلمي بان تتحقق لايموت فأنا اعيش تحدي معها لن اجعلها تهزمني وتضيع عمري بل هي دافع لنجاحاتي رغم ألمها وماسببته لي فلو يأست من تحقيقها لما كان هناك نجاح ومافائدة الأمل ..........سيأتي يوم وأحققها وهنا ينتهي السطر .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة