• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

بل أنت

إيمان أحمد شراب


تاريخ الإضافة: 12/2/2011 ميلادي - 8/3/1432 هجري

الزيارات: 5799

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كأنَّه العيد عندما يبرد الطقس، فنادرًا ما يفعل، ومعظم أيَّام السَنَة يشوينا الجوُّ بحرارته، فيُذكِّرني ذلك - أحيانًا - بجهنم، فأرتعِد خوفًا، وأتمنَّى أن تكون صَلاتي أكملَ وأكثر خشوعًا، أتذكَّر أيضًا حماتي وزميلاتِ العمل وجاراتي، فأدعو الله أن يَغفرَ لي ولهم، فكم أكلَتُ لحومَهم!

 

وأتذكَّر أنَّ القلب يحمل على هذا وذاك وتلك، فأُجاهد حقيقةً؛ كي أجعلَ منه مصفاة تتخلَّص من سمومه، ثم أتخيَّله نقيًّا نظيفًا متسامحًا محبًّا، فأحب نفسي.

 

وبينما أنا ألوم هذه النَّفْس، ولعلَّها هي مَن يلوم ويعاتب أمامَ النافذة المفتوحة، تداعبني النَّسَمات الباردة، وتُعاكس شَعْري، فأغمض عيني لذَّةً، فأشعر بها تتمادَى في شاعريتها وتُقبِّلني، أفتح عيني سعيدةً منتشية.

• أهو أنت؟

• ومَن غيري يفعل؟

• النسمات الرقيقة.

• يَضْحَك زوجي ضاربًا كفًّا بكفٍّ، ويضيف: بتُّ أخاف عليكِ من خيالاتكِ يا زوجتي.

• المهم، ما رأيك أن نَخرُج للحديقة فنكون وسطَ النسمات؛ لعلها تُقبِّلُني أنا أيضًا؟

 

لم يعجبني ردُّه!

 

وخرجْنا، استرْخَى زوجي، وأخذ يتأمَّل القمر والنجوم، بينما توترتُ كثيرًا ولم أهنأْ في جلستي.

 

لم تَطُلْ جلستنا، فانتفضتُ واقفة، وقلت له: لنذهبْ مِن هنا.

 

نظَر مستغربًا: لماذا؟

 

قلت: أكاد أتجمَّد مِن البَرْد.

 

بدَا عليه الضِّيق، ولكنَّه استسلم، ركبْنا السيارة عائدين، كنتُ أجلس وقد كتمتُ غيظي.

 

سألني: ما بكِ؟

 

قلت: لو فكَّرْتَ بشاعرية، لنزعتَ عنكَ مِعطفَكَ ودفَّأتَني به.

 

ضحِك، وقال: لِينة، غريبة أنتِ فعلاً، وكثيرًا لا أفهمك، لو قلتِ لي لفعلتُ، ثم قلِّلي من مشاهدة المسلسلات والأفلام.

 

قلت: وما المشكلةُ في أن تكون شاعريًّا؟

قال متضايقًا: ومَن قال: إنَّني لستُ كذلك؟ أنا أبذُل جهدي كي أُدلِّلك وأعبِّر عن حبِّي بكلِّ الوسائل قديمها وحديثها، متَّبعًا أسلوبَ عنترة مرَّةً، وأسلوبَ مسلسلاتك مرَّة، مضيفًا إليهما إبداعاتي الشخصية، ولكنَّكِ دائمًا ترينني مقصِّرًا، ولا أعرِف كيف أرضيكِ!

 

عدتُ للصمت، ونظرتُ إليه خِلسةً، فوجدتُ وجهَه باردًا ليس عليه أيُّ ملامح، تمنيتُ لو أنَّه أمسك يدي الباردة ليدفئها، ولكنَّه لم يفعل!

 

ولا أدري حتى متى أظلُّ أُعلِّمه كيف يتصرف بشاعرية! ولكن دون فائدة!

 

يتزوَّج الرجل ولا يعرِف كيف يتعامل مع زوجته، عليهم أن يأخذوا العديدَ مِن الدورات في فنِّ التعامُلِ مع الزوجات، كم هم خَشِنون قُساة!

 

بعدَ أسبوع، حيث ما زالتِ النسمات اللطيفة تتجوَّل في الأجواء بحنان فتنعش المشاعِر، اقْتَرح زوجي أن نخرُجَ لنفس الحديقة، تعمدتُ ألاَّ ألبس ما يدفئني؛ ليلبسني مِعطفَه هذه المرة، ومؤكَّد أنه سيفعل؛ لأنني علَّمتُه.

 

عند الباب قال لي: لِينة، هل ارتديتِ ما يدفئك، لا نريد أن نعودَ سريعًا هذه المرَّة.

 

قلت في نفسي: لا فائدةَ فيه ولن أرتدي شيئًا! وكدتُ أن أجعلها كبيرةً، ولكنَّني تنفستُ بعُمق وتسامحتُ.

 

في الحديقة، جلستُ أتحدَّث وأتحدَّث حتى أنْسَى إحساسي بالبَرْد، ولكنَّه شعر بي أرتجف من البرد، نظَر إليَّ نظرة لم أفهمْها، هل هو يلوم؟ هل يُشفِق؟ هل يُخفي شيئًا؟

 

لم يقُلْ شيئًا، ذهَب إلى السيَّارة وعاد، أحْضَر معه كيسًا أنيقًا، جلس إلى جواري، أدْخَل يدَه داخل الكيس، أخْرَج منه بعض المكسَّرات، ثم الشيكولاتة، ونظَر إليَّ مبتسمًا، ما زلتُ لا أفهم؟!

 

وقبل أن أُجامِلَه وأبتسِم، ناولني عُلبةً فتحتُها فإذا فيها قُرْط كنت قد وقفتُ عندَه طويلاً في السوق في إحدى المرَّات، واستدرتُ عنه في حسرة؛ لأنَّني لا أملِك ثمنَ شرائه، وأشفقتُ على زوجي أن أطْلُبَه؛ لمعرفتي بالتزاماته.

 

قال: ما رأيُك؟

قلت: رائِع.

قال: أنا أمِ القُرْط؟

قلت ضاحكة: طبعًا أنت.

تابع: وما رأيُك بعقد الورد هذا؟

لم أستطعْ أن أُجيب فقد أشْعَرني بالخجل مِن نفْسي إلى أبْعَدِ حدٍّ!

 

ولكنَّني ما زلتُ أرتجف، ولم أُميِّز أذاك مِن البرد أم مِن الخَجل والحرَج؟

 

أمسكتُ يدَه، فضغط عليها، ثم أخْرَج مِعطفي الذي أحْضَره هو، وألْبَسني إيَّاه سعيدًا ضاحكًا.

 

ضحكتُ وبكيتُ معًا، مسح دمعتي، ثم..

 

سألني: أيتها البكَّاءة، ما قولك: أنا أم أبطال خيالاتكِ؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- رائع
حلا - فلسطين 28-01-2013 08:21 PM

عندما أشعر بالضيق من هذا المجتمع, أحب الدخول إلى صفحتك أستاذة إيمان, وقراءة قصصك التي تلمس الواقع ...بارك الله في قلمكِ وزادك إبداعا من فضله سبحانه ...

راقت لي كثيراً ..:)

5- شكرا لكم
إيمان شراب - السعودية 09-03-2011 06:57 PM

أولا أقدم اعتذاري لردي المتأخر على ردودكم القيمة، وفي العادة يأتيني من الألوكة إخبار بالرد ، ولكن هذه المرة لم يصلني شيء ، فعذرا وشكرا لكم جميعا .
لابأس من ترجمة القصة لمن أراد أن يترجم ، بل تحية له ، ولو استطعت أخي بعدها أن ترسل لي نسخة مترجمة أكون ممتنة لك .
أقدر ماكتبتم وأحيي اهتمامكم .

4- حقا رائع
إبراهيم عطية جمعة - مصر 13-02-2011 12:54 AM

لقد أبدعت يأخت إيمان حقاً، في عملك هذا علي الرغم من قصره وهذه ميزة لا تغفل فيه كثير من الفوائد. فهو أولا عفيف ينم عن رقة الشعور . وروح الفكاهة. ويعلم النساء أن تصبر على أزواجهن وأن لا يكثرن اللوم. ويدل أيضا علي الرحمة والأخلاق الحميدة في الأدب العربي والإسلامي.

وأنا أعرض أن أترجم هذه القصة أو الخاطرة إلى اللغة الإنجليزية فهل تأذنين في ذلك؟

3- ممتاز
محمد حمدان الرقب - Jordan 12-02-2011 10:16 PM

بالفعل قصة قصيرة متكاملة الأركان،، ففيها الشخوص والوصف والسرد والحوار والعقدة والتأزم ثم الانفراج والحلّ.

أهنئكم على هذا القلم الزاخر بالإبداع،،،وعلى هاته اللغة السلسة التي تفيض جمالاً يجعلنا نحن القراء نحلق في فضاءات الأدب.

الرمز في القصة يعبر عن شريحة من المجتمع لا بأس بها يقرؤون أفكار زوجاتهم، ويلبون مطالبهم،،، كيف لا والزوجة ثيمة المستقبل و إكسير الحياة والنجاح.

شكرًا لكم كثيرًا،،

2- من باب الفكاهة لا غير
شرحه - أرمينيا 12-02-2011 08:22 PM

شكرا على المقالة

1- يمكن معطفه كبير عليك
شرحه - أرمينيا 12-02-2011 07:43 PM

يعني هناك من الرجال من لا يحب ان يرى ثيابه على الاخر ارى كذلك ان طمعك في معطفه أنانية منك بحيث هو يبرد حتى تحس أنت بالاهتمام ويمكن يمرض والحل الجميل هو أنه حمل لك معطفا وهذا هو الحل الممتاز
بل أنت وليس أبطال خيالاتها
قصة جميلة يا أخت إيمان

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة