• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الاتحاد قوة

فوزية حجبي


تاريخ الإضافة: 13/12/2010 ميلادي - 6/1/1432 هجري

الزيارات: 12322

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شَغَّلَ أبي التلفاز، ويبدو أنه تذكر أمرًا ما جعله يُغادِر غُرْفَةَ الجلوس على عجل إلى غرفة المطبخ؛ حيث أمي.

 

أدار أخي أسامة قرصَ جهاز التحكُّم إلى المحطة الرياضِيَّة؛ لمتابعة مباراةٍ في كرة القدم.

 

هَبَّت أختي الصغيرة سلمى كالسهم إلى التلفاز، وأدارت قرص التحكم؛ بَحْثًا عن مَحطة الألعاب.

 

لَم تَهْنَأ سلمى بالصورة الأولى؛ إذ سرعان ما انقَضَّ هاشم أخي الأوسط على جهاز التحكم، مُستَغِلاًّ الدهشة التي ألْجَمَت حركات أسامة.

 

أمام جُرأة سلمى الصغيرة على حسم الفرجة لصالحها، اسْتَلَّ الجهازَ مِن يد أسامة، ونقر بأصبعه على الرقم المقابل لمحطة الرسوم المتحركة.

 

وعاد أسامة ليخطف جهاز التحكُّم.

 

تتبعه صرخاتُ احتجاج سلمى وهاشم.

 

وكنت أراقبهم في جلبتهم وضوضائهم.

 

وأنا في ركني الدَّافئ أستمع إلى شريطِ الأناشيد، الذي أهدتني إيَّاه أمي بمناسبة فوزي في مباراة حُسن السلوك، التي تنظمها بين الحين والآخر؛ لِحَثِّنا أنا وإخوتي بهداياها الرَّائعة على مُراقبة سلوكنا وتهذيبه.

 

مُدندنةً مع الشريط:

لا لا تنازعوا فتفشلوا.

لا لا تنازعوا فتتفرقوا.

لا لا تنازعوا فتندموا.

الذئب من ورائكم يتسلل.

بكم سيطيب المأكل.

إن تحاببتم سيقضي جوعًا، سيموت إذ يهزل.

 

فجأةً نَدَّتْ عن سلمى صَرخة حادَّة، وهي تُشير بأصبعِها إلى شيء ما، دون أن تتفَوَّه بكلمة، وقد اصْفَرَّ وجهُها، وأخذت شفتها العُليا تصطك بشفتها السفلى بطريقة سريعة، في حين استدارت عيناها، كما تتكوَّر عينا قِطِّنا ذُعرًا، أمام قطِّ الجيران الأسود السمين.

 

توقَّف الجميعُ عن الشِّجَار، واستداروا هم الآخرون بأعيُنهم الجاحظة إلى حيث تُشير سلمى بأصابعها المرتعشة.

• ماذا دهاكِ يا سلمى؟ تكلمي.

 

تلعثمت سلمى، وارتمت الكلماتُ من شفتيها في فوضى مُثيرة.

• هناك... كبير... كبير أسود... ليس رماديًّا...

 

تلقفها أسامة من كفِّها، وجذبها إلى حضنه.

• اهدئي يا سلمى قليلاً، لا تخافي أنا أخوك الكبير، لن يستطيعَ أحد الإساءة إليك ما دمتُ معك.. هيا تَكَلَّمي، نحن جميعًا هنا، إن كان لِصًّا سنلبس (طاقية الإخفاء)، وننهال عليه ضربًا دون أن يرانا، ونسلبه مسروقاته، وآخذك إلى حديقة الحيوانات.

 

• (هيه) ما الذي أخافك؟

• حيوان ضخم، هناك خلف الأريكة الكبيرة، انظروا إلى ذيله الأسود، سيشرب دواء العمالقة؛ كالفأر جيري، ويُصبح عملاقًا، وحينها سيبتلعنا جميعًا.

 

كان هناك حَقًّا ذَيْلٌ أسود، وافر الشعر خلف الأريكة.

 

تناول أسامة حذاءه الرِّياضي الثقيل، وامتشق هاشمٌ عصا المكنسة.

 

وانضَمَّ إليهما ابنُ عمي حمزة، الذي كان يَقضي معنا عُطلةَ نهاية الأسبوع، مُتواريًا خلف باب الغرفة، وفي يده قطعةٌ من الحديد استَلَّها خُفْيَةً من المطبخ.

 

أعياهم الانتظارُ، ولا أَثَرَ للحيوان المهاجم، فقرَّروا صياغَةَ خُطَّةٍ مُحكمة للحصار، وحَدَّدوا أسلوبَ المواجهة، مُستثنين سلمى الصَّغيرة من خطة الحصار.

 

ولأن المهمةَ مهمة رجال، ولا يليق بالرِّجال أن يُلْقوا بالنِّساء إلى التهلُكة، كما قال سامي في الخطبة التمهيديَّة، فقد أجلسوا سلمى بالرُّكن القصي من الغرفة، وسَلَّموها جهازَ التحكُّم؛ لتَتَنَقَّل بين المحطات كما تشاء.

 

وواصلوا اجتماعهم العاجل؛ حيث تحدثوا عن المهام وتوزيعها، حسب الاستعدادات والكفاءات.

 

وأكَّدوا على تَحالُفهم المقدس أمامَ العدو المشترك الذي يواجهونه، وأمام أيِّ عُدوان محتمل، واتفقوا على صيانةِ حِلْفِهم وعدم نقضه لأيِّ سَبَبٍ من الأسباب.

 

وأخرج حمزةُ قطعةَ بسكويت عربون مَحَبَّة، ووضعها على المائدة رَهْنَ إشارةِ الجماعة، ووضع هاشم علبةَ البطاطس المقلية هو الآخر على المائدة، ووزعت سلمى التي كانت تراقب حركاتِهم، ما بقي من قطعة الشوكولاتة عليهم.

 

هدوءٌ وهَمسات منحدرة تنطبع على جلستهم.

 

أخيرًا اجتمعوا وتآلفوا، واتَّفقوا أنْ يواجهوا عَدُوَّهم مُتَّحدين غَيْرَ متفرقين، فإذا قضوا على عدوِّهم، فَضُّوا النِّزَاع حول التلفاز بالتي هي أحسن.

 

وبموجب هذا الاتِّفَاق سيقسمون حصص الفرجة بالتَّساوي، مع حصص تفضيلِيَّة إضافية لسلمى.

 

وفي النهاية قرؤوا سورة الفاتحة مستفتحين بها جَوْلَةَ مواجهةِ الوحش، ثُمَّ وضعوا أيدِيَهم على المائدة الواحدة فوق الأخرى.

 

ثم قاموا في حزم مُتوجهين صَوْبَ الأريكة، وفي هذه الأثناء تعالى صوتُ أُمِّهم في المطبخ.

 

لَم يُجب أحدٌ منهم؛ خوفًا من أن يهرب الوحش، ورغبةً في مُباغتته في مخبئه.

 

• ما الذي يحدث؟ لماذا لا تجيبونني؟

قالت الأم ذلك وهي تدلف إلى غرفة الجلوس، ودون أن تنتبه إلى حالة تأهُّبِهم واستنفارهم.

 

انحنت على سلمى المُتَكَوِّمة في الركن وقالت: أنت غَيْرُ مَحظوظة يا سلمى؛ أحضر لك أبوك (سنجابا) جميلاً بوجهٍ رَمادي رائع وذيل أسود، ويبدو أنَّ أباك لم يقفل الصندوقَ، فهرب السنجاب!

• آه يا سلمى لو رأيتِ ذيله بفَرْوِه الناعم.

 

أدرك أسامة وهاشم وحمزة وسلمى أنَّ الوحشَ المرعب لم يكن إلاَّ سنجابًا وَدودًا خجولاً، فَضَّل أن يَختبئ وراء الأريكة ولا يزعجهم!

 

فانخرطوا في الضَّحِك وأياديهم متشابكة في وُدٍّ وأُلْفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة