• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أين الخطأ؟

أمنية محمد السيد


تاريخ الإضافة: 17/11/2010 ميلادي - 10/12/1431 هجري

الزيارات: 6064

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سحَبتْ يدَها كأنما مَسَّها عقرب!

اقتَرَب منها بترصُّد ناعِمٍ، ونظرةٍ مُتنمِّرة، يَبغِي فُرصةً مُجددًا ليُعاوِد مُباغَتَته لقلب المِسكِينة الذي أخَذ يَرجُف حتى هُيِّئ إليها أنَّ هناك مَن سيَدخُل على صوت دقَّاته المُتَصاعِدة، جفَلتْ حين غافَلَها عميلُ المكتب المعروفُ الأستاذ ماهر بلمسةِ يدِها بطريقةٍ قصَد بها أنْ تكون عفويَّة، ولكنَّها أكيدة بحسِّ الأنثى أنَّها أبعدُ ما تَكون عن هذا.

 

ما زالت تتصبَّب عرقًا وقد احتوَتْها حيرةٌ لا تَعرِف كيف تتصرَّف، والأستاذ ماهر يَجلِس بهدوء مُقابِلاً لها على ضفَّة المكتب الأُخرَى وكأنما لم يحدُث شيء، حقيقةُ الأمرِ هو كان يمتَحِنها، أو هي هكذا شعرَتْ!

هذا الرجل ماذا يُرِيد منِّي؟ سألَتْ نفسَها وهي تُحاوِل أنْ تستَجمِع شَتاتَ أفكارِها.

أستاذ ماهر رجلٌ محترم، لا يُمكِن أنْ يقصد ما جالَ بخاطري!

ياه، يبدو أنَّ كثرة تَفكِيري بالارتِباط جعلَتْني أتوجَّس من كلِّ شخص! أستَغفِر اللهَ العظيم.

 

ما حدَث هو أنَّ الساعي وضَع فنجان القهوة أمام الأستاذ وانصَرَف، ولم يمدَّ الرجل الحييُّ يدَه ليتناوَلَه، فحاولَتْ هي - فيما اعتبرَتْه ترحيبًا وتهذيبًا وإمعانًا في الضِّيافة - أنْ تُقرِّبه لحضرته بيدها، فكان أنْ مسَّت أصابِعُه إيَّاها بخفَّة ورَشاقة لا تُحَسُّ، ولكن تَكاد تكون أكيدةً أنَّ هناك معنى ما، استَغفرَتْ مرَّة أخرى، تعرَّقت يَداها بشِدَّة تحت القفَّاز (الجونتي الحريمي) الحريري الذي ترتَدِيه، سبحان الله، فما الحال لو كانت يدها عارية؟ هكذا سألَتْ نفسها.

 

هي: لبنى، تَعمَل منذ أنهَتْ دراستها الجامعيَّة مع والِدِها وأخيها في مكتبهما العائلي الخاص بإعداد كُشُوف المُحاسَبة للعُمَلاء لِمُواجَهة الضَّرائب، وتصنيف الدخْل بين أجور عمَّال وهالك وأرباح وخِلافه، ونظرًا لتفوُّقها الدراسي واكتئابها بسبب طول الأوقات بالمنزل - وافَق الوالد أنْ تُرافِقه في المكتب لتكون مُتدرِّبة تحت بصره ويد أخيها عاصم، ولكنَّها فاجَأَت الجميعَ بأفكارِها الألمعيَّة وجُرأَتها في تنفيذ خُطَط طموح تَعُود على العُمَلاء بالخير؛ بِحُسن تَدبِيرِ رأسِ المال وتدويره؛ لذا ليس من عجبٍ أنْ يُوكِّل إليها أشخاصٌ على درجةٍ من الأهميَّة مثل الأستاذ ماهر.

 

عادَةً هم أناسٌ مُلتَزِمون دينيًّا ومُحافِظون؛ لا تستَقبِل أحدًا بمكتبها بغير موعدٍ سابق، ويَكون بابُها مفتوحًا للجميع، وتحبُّ أنْ تترك نافذتها مفتوحةً؛ حيث يَدخُل نورُ الشمس وأشعَّتها الذهبيَّة صَباحًا لغرفتها، كثيرًا ما تقول: أحبُّ عندما يُلائِم الظاهر الباطن، كما أنَّ والدها أو عاصمًا باستمرارٍ مُتَواجِدين - أحدهما أو كلاهما - حينما يكون هناك مُقابَلات في المكتب.

 

اليوم خرَج والدها في عمل، اتَّصلت به لميعاد الأستاذ ولكنَّه تعذَّر بموعدٍ أخَّرَه ولم يُنهِ غرَضَه منه بعدُ، وقال لها: كلِّمي عاصمًا، تصرَّفا! وأنهى المكالَمة على عجلٍ.

 

عاصم شغلَتْه مُجدَّدًا بعضُ الأوراق التي كان مُستَغرِقًا فيها بطريقةٍ لا يستَطِيع أنْ يُغادِرَها وإلاَّ فقَد تركيز اللحظات الأخيرة التي تُمكِّنه من طباعة خلاصة ساعات عمل النهار الطويلة.

 

لم يبقَ إلاَّ هي بكلِّ أدبها ودماثتها المعهودين، كما - وحضورها الألق - استَقبَلت الرجل في مكتبها، وتَبادَلا الحوارَ إلى اللحظة التي فقدَتْ فيها كلَّ تركيزٍ بالعمل.

 

ابتَسَم الأستاذ  ماهر وهو يَنظُر إليها: أنتِ إنسانة رقيقة يا آنسة لبنى، علاوةً على أنَّكِ موهوبة في عملكِ، لو أنَّكِ تعمَلِين معي لأخذتِ راتبًا رائعًا، ولقدَّرتُكِ حقَّ التقدير.

 

قالها وعَيْناه تتفرَّسان عينَيْها وتتجوَّلانها بشَغَفٍ، احتارَتْ ولم تدرِ ما الانفِعالُ المناسب؟ أخيرًا هذه الكلمات تُداعِب عقلَها، مهما بذَلتُ مِن جهدٍ هنا تظلُّ وظيفتها مُساعِدة وليست أساسيَّة، ومُؤقَّتة وليست دائمةً، لكنَّ نظرات هذا الرجل، ماذا يُرِيد؟ باتَتْ الآن تُعانِي صِراعًا بين إحساسها - كفتاةٍ - بالخطر ومَشاعِر المتعة المتولَّدة من دَغدَغة غُرورِها، ومُحاوَلة الرجل إرضاءها رغمًا عن نظراتها القاسية في نفس اللحظات له.

 

نهضَتْ واقفةً وهى تقول: عفوًا أستاذ ماهر، المكتب لا يستَطِيع إنجازَ معاملتك اليوم، نعتَذِر منك وسنجتَهِد لتَعويضِك عاجلاً، مطَّط شفتَيْه وهو يَنهَض، ثم ما لَبِثَ أنْ أبرَزَ كارتًا شخصيًّا له، دفَعَه إليها وهو يقول: هذا هاتفي الجديد، تفضَّلي، ومَدَّ يدَه ناحيتَها لآخِرها، بتلقائيَّة اجتَهدَتْ لتجعَلَها كذلك مدَّت يدها لتستَلِم الكارت بأصابعها، فكان أنْ طوَى كفَّها في يده قائلاً: هذا أنا فحافِظِي عليه، ومضى.

 

تهاوَتْ في مقعدها وهى تَشعُر بقَشعَرِيرة كهربائيَّة لذيذة تَسرِي في جسدها! وتأنيب ضميرٍ أيضًا يجعَلُها لا تتوقَّف عن الاستغفار.

 

طارَتْ لمكتب أخيها تدقُّ الباب، عاصم عاصم، وهو حتى لا يتكلَّف الرد، بما تعرف معناه أنَّه لا يُرِيد إزعاجًا، عادَتْ كسيفةً لمكانها، ما زالَ عطرُ الرجل منثورًا في الأرجاء، حاوَلتْ أنْ تتنفَّس عميقًا، وتُفكِّر بمواصفات هذا الرجل كزوج! آه، هذا بالضبط ما حَذَّرَ منه عاصمٌ والدَها حين قال: يا والدي، الحريم مكانهنَّ البيت، ليس منهنَّ إلاَّ وجَع الرأس! وقد راهَن والدُه على حماسَتِها ودقَّتها ونشاطِها ومثابرتها.

 

ماذا تفعل الآن؟

هل تُمزِّق الكارت وتتجمَّد في مكانها قبل أنْ تتعفَّن وتُفكِّر بالاتِّصال به؟

هل تُعطِيه لوالدها وتُخبِره بما كان وتَتسبَّب بمشكلةٍ قد تُكلِّفها مستقبلَها المهني؟

هل كان الأستاذ ماهر جادًّا فِعلاً ويُرِيد خطبَتَها؟ فقط هو حاوَل أن يَعرِف رأيَها قبل التقدُّم حتى لا يُحرِج نفسه؟

 

لولا أنَّها واثقةٌ أنَّ تغيُّب والدِها جاءَ مُصادَفة لقالت: إنَّ الأستاذ ماهرًا المشهود له بالأخلاق الطيِّبة رجلٌ لَعُوب يتمسَّح بالدِّين وهو ليس كذلك، لكن أليس هو فعلاً كذلك بما فعل؟

 

دارَتْ رأسُها وهي تُفكِّر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- بارك الله فيكِ أم مارية
أمنية محمد السيد - مصر 20-11-2010 08:44 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
صدقتِ أختي الكريمة في كل ما قلتِ ، واضيف أني مازلت أرى أن الخطأ هنا ابتدأ من فنجان القهوة نفسه: ماذا كان الداعي له؟ لانعترض على عمل المرأة طالما اجتُنِبت الفتن ؛ ولكن لاننسى مراقبة الله في كل أوقانتا ولا ننسى مداخلات الشيطان وتلبيسه ومداخله ، فهنا لبنى التي تحب أن تفتح الشباك ليدخل منه النور والهواء النظيف كناية عن حبها للطهارة والعفاف ؛ غلبتها بشريتها وعاطفتها فعلاً عندما تعرضت للموقف ، فالأصل ألا تُعرِّض نفسها للفتنة، وتصون نفسها وإن غاب أهلوها، " لاتمش في طريق الشر الخطو الأولى " ، نسأل الله من فضله ؛ والحمدلله رب العالمين .

3- لا تفترضي حسن النية أبدا في رجل
أم مارية 20-11-2010 04:20 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطأ هو في افتراض حسن النية في فعل لا يمكن أن يحمل أي حسن نية.

وصدقت أم عندما قالت لابنتها: "من يريد الزواج منكي يطرق باب أهلك أما ما دون ذلك من كلمة أو لمسة أو نظرة أو ابتسامة إلخ، فهو لا يريد الزواج"

المأساة الحقيقية حقا هو عندما تصدر مثل هذه الكلمة أو اللمسة أو النظرة أو الابتسامة إلخ من شخص ظاهره الالتزام، فهذا يزيد من فرصة افتراض حسن النية (بسذاجة بل وغباء شديد) والتورط معه ولو حتى فقط بمشاعرها.

صدقت هذه الأم عندما قالت لابنتها: "لا تحسني الظن أبدا في رجل ما دام ليس زوجك"


ومما يجعل هذه المأساة كارثة هي الأمهات اللاتي يتركن بناتهن تتقاذفهن أمواج الفتن ومعدومي الضمير دون تنبيه ولا تحذير ظنا منهن أن بناتهن مثقفات ذكيات فطنات. ونسين بل وتغافلن حقيقة أن المرأة عاطفية وسيخونها ذكاؤها إذا غلبتها العاطفة.

الله المستعان

2- إسعاف
أمنية محمد السيد - مصر 19-11-2010 11:58 PM

الحل يبدأ أخيتي الكريمة بتحديد السبب في الخطأ أولاً ؛ فهل كانت لبنى هنا فتاة غير ملتزمة؟ هل أخطأ أهلها بتركها وحدها ؟ أم أنه قدرها لتلتقي بنصيبها ؟ وهل هذا هو الأسلوب الأمثل من الخاطب -إن كان صادقًا- لجس نبضها كما نقول؟
الحل أخيتي الفاضلة ليس كبسولة سحرية في نظري وإنما هي أدوات ؛ مسببات ونتائج ؛ منها : التربية الإسلامية السليمة ، يلزمها صلاح الوالدين أولاً الذي يتحقق منذ بداية اختيار شريك الحياة والعشرة والصبر على الأسرة من كلا الزوج والزوجة لحين تتضح معالم السلوك الإسلامي فيها : يصبر الزوج على زوجته والزوجة على زوجها وهما على الأبناء مع صلاح النية ، وحسن التدبير والتمحيص للمعارف وأسباب الرزق الحلال ، ووضع خطة مرحلية فيها ماهو حالي حاضر ومنها ما هو مستقبلي والسعي له بنية سليمة ولزوم الدعاء أولاً ليهبنا الله نية سليمة ويهيء لنا من أمرنا رشدًا، تعالي نقرأ سويًا من القرآن الكريم قوله تعالى {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} ، {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}، والقول المأثور صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،،يعني أن الموضوع ليس مختصرًا في مجرد لقطة وغنما هنا تسليط ضوء على هذا الموقف لأن بعده إما خير وإما غيره ،،
.....
أما وقد سألتيني عن "إسعاف " فليس أعجل ولا أعظم من الاستغفارالصادق الصادق مفازة ونجاة.. وتجديد توبة والتحرز بالأذكار صباح مساء ، عند السحر وآخر الليل {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا * وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .
ما رأيك بمن استعان بالله كريمتي؟ وما ظنك بمن استعاذ به السميع العليم من شر ماخلق؟ بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم . أعوذ بالله من طوارق الليل والنهار إلا طارقًا يطرق بخير يارحمن . حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . اللهم صل وسلم وباركعلى محمد وآله وصحبه وسلم ، والحمدلله رب العالمين ..

1- والحل؟؟
شطآن - السعودية 19-11-2010 12:41 PM

نعم...أستاذتل الفاضلة.. لكن أيضا وما الحل..بعد وقوع الخطأ؟؟
أعلم أن الحل طرق كثيرا..و نوقش..حتى إستوفى ما ينبغي من نقاش..
ولكنه يظل سؤلي وما الحل..؟؟

عفوا أستاذتي الكريمة..ألك أن تسعفيني بحل؟؟؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة