• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

دار بكتاب

نور مؤيد الجندلي


تاريخ الإضافة: 10/5/2010 ميلادي - 26/5/1431 هجري

الزيارات: 5880

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دار بكتاب[1]

 

سِرتُ في سوقِ بغداد القديمة، أَنشُدُ متاعي الأحبَّ والأغلى، أفتِّش عن تِرْياقٍ لروحي، وبلسم لجراحي.

 

لا أدري ما الذي أتى بي إلى هنا، في هذا الوقت والسَّاعة؟ أهي رائحةُ الكتب التي أكاد أشتَمُّها من مسافات طويلة؟ أم يكون حدْسَ قارئٍ قضى عمرَه بين المحابر والأوراق، فباتت علاقتُه معها وطيدةً؟

 

صوتُ ذلك الرَّجل دغدغ كلَّ الأحاسيس الجميلة داخل قلبي، وهو ينادي على كُتب الجواليقي، يعرضها للبيع لسبب مجهول!

 

في البداية انتابني شيء من الغرابة، وقلتُ لنفسي: كيف يبيع المرءُ أعزَّ ما يملِك؟!

 

كان الأمر بالنسبة لي كمَنْ يقتطع جزءًا من جسده ويعرضه للبيع، أو كمن يبيع أحد أبنائه، لكنَّ نشوة الفرح بإمكانية الحصول على كنوز كهذه أنْسَتْني كلَّ الغرابة والتساؤلات المبهَمَةِ، وبات تفكيري محصورًا في إمكانيَّة الحصولِ عليها.

 

اقتربتُ أكثرَ، وزاحمتُ الناسَ المجتمعين على تلك الوليمة الشَّهِيَّة، وإذا بالرجل ينادي على قطعة من الكتب تساوي ستين دينارًا.

 

تردَّدْتُ لوهلة، تراجعتُ وانكفأتُ للوراء خطوةً، قلتُ لنفسي: مِن أين لي بكل ذلك المال؟! وما أبقى لي عشقُ الكتب شيئًا يُجمِّل الأحوال، لكنْ رؤيتُها بين يديه، وشعورٌ بغيض احتلني أنَّها قد تكون من نصيب غيري، دفعاني لأُقْدِم على شرائها مهما كان الثمن.

 

اتفقنا أخيرًا على أن تكون من نصيبي وملكي، والإنظار لقبض الثمن من الخميس إلى الخميس.

 

خرجتُ من المزاد وقلبي خفاق بالفرح، وقصدتُ طريق همدان، متجهًا إلى داري هناك، وسريعًا ناديتُ على بيعه، فإذا بثمنها يبلغُ ستين دينارًا!

 

وافقتُ على الفور ودون تردد، وإذا بالمقرَّبين يشيرون عليَّ بأنْ أتريَّث، فثمن الدار يعدل أكثر من ذاك الثمَن، لكنَّ الأمر لم يَعْنِنِي، وما كان همي سوى تحصيلِ مُرادي، قلتُ لهم: بيعوا، فباعوها من أجلي، وقبضتُ ثمنَها وكأنني أقبضُ أغلى مكافأةٍ في حياتي، ورجعتُ مشتاقًا إلى بغداد، طيورُ الحُبِّ تحملني، ودخلتها يوم الخميس والخواطرُ السوداءُ تؤرِّقني!

 

أحسستُ صوتَ البائع يخترقُ طبلة أذني، يقرعها بعنف، لتعصف المخاوفُ بقلبي، فتضيع الصفقة، ويتلاشى الحلم الجميل.

 

لكنني ألفيته جالسًا ينتظر، فأسرعتُ إليه، ووفيتُ ثمن الكتب، وحملتها بين ذراعيَّ، وكأنما نلتُ الدنيا وما فيها.

 

ومضيتُ في سبيلي، ولم أخبر أحدًا بما فعلتُ، ولا علموا بحالي إلا بعد حين.

ـــــــــــ
[1] عن سيرة أبي العلاء الهمداني.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تنبيه
قتيبة بن محمود كعكة - سوريا 12-05-2010 11:30 PM

ما حسبته لك عن الطنطاوي إلى عام 1402 ... وهو قد توفي عام 1420 ... أي أضف 18 سنة واحسب كم مجلداً قرأ فيها ؟ وأضفه إلى الرقم المذكور ..!

1- حلــــم
قتيبة بن محمود كعكة - سوريا 12-05-2010 04:14 PM

نعم .. أناسٌ امتثلوا الأمر الرباني (( اقرأ )) فقرؤوا .. وعرفوا قيمة الكتب وأنها أغلى من الدور والعمارات .. فرفع الله شأنهم ومازلنا نذكر سيرهم وأخبارهم إلى الآن .. لا نريد اليوم أن نبيع الدور مقابل الكتب .. لكن نريد أن يكون القراءة والكتاب من أولويات حياتنا ويكونان مقدمان على مشاهداتنا للتلفاز التي نمضي الساعات الطوال في شيء إن لم يضر فهو لا ينفع .. هل منا اليوم من يبدل المال الذي يدفعه للسجائر ويشتري – على الأقل – كتاباً يقرؤه كل شهر ؟ .. في السنة 12 كتاباً .. أي في خمس سنوات 60 كتاباً, ثم يتطور الأمر ويصبح كتابان في الشهر .. في السنوات الخمس الأخرى 120 كتاباً .. إن كان الكتاب مكلفاً يكفي أن نُفعّل نظام الإعارة بين الأهل والأقارب والأصدقاء .. يعني خلال عشر سنوات يكون كل واحد منا قد قرأ: 60 + 120 = 180 كتاباً.
لك أن تتخيل كيف سيكون حال الأمة بعد ذلك ..؟!

خذوا مثالاً من المعاصرين اليوم .. ألا وهو الشيخ علي الطنطاوي (1420) -رحمه الله تعالى- له مقال في ((الذكريات)) عنوانه ((شغلي الدائم المطالعة)) ذكر فيه ولعه الدائم بالمطالعة من صغره وهو في المدرسة الابتدائية بدون إرشاد مُرْشِد ولا تعليم مُعَلِّم ثم قال: ((فأنا اليوم، وأنا بالأمس، كما كنت في الصغر، أمضي يومي أكثره في الدار أقرأ، وربما مرّ عليَّ يوم أقرأ فيه ثلاثمئة صفحة، ومعدَّل قراءتي مئة صفحة من سنة (1340) إلى هذه السنة (1402).
اثنان وستون سنة. احسبوا كم يومًا فيها، واضربوها بمئة، تعرفوا كم صفحة قرأت. أقرأ في كل موضوع، حتى في الموضوعات العلمية...)).

سأحسب لكم – بشكل تقريبي عدد المجلدات التي قرأها الشيخ علي الطنطاوي:

اثنان وستون سنة يقرأ فيها كل يوم بمعدل متوسط مائة صفحة - وتذكروا أنه أحياناً يقرأ مائتين صفحة وربما ثلاثمائة -.

في الشهر: 100 صفحة كل يوم × 30 يوماً = 3000 صفحة شهرياً

إذا كان المجلد 500 صفحة: يعني يقرأ 6 مجلدات في الشهر

عدد المجلدات في السنة: 6 × 12 = 72 مجلد في السنة

عدد المجلدات خلال 62 سنة هو: 62 × 72 = 4464 مجلد !!

الله أكبر .. سبحان الله الذي أعطاه هذا الجلد والصبر: 4464 مجلد !!!

...

هلا بكيت على حالك أخي الكريم ...

كل الشكر والتقدير للأديبة الكريمة نور الجندلي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة