• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

فارغة هي حقائبي

حصة الحربي


تاريخ الإضافة: 24/3/2010 ميلادي - 8/4/1431 هجري

الزيارات: 6868

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فارغة هي حقائبي

" أعاقر الحزن... وأهذي"

مدخل:

يحدث للحياة أن تثقب أوزون الذاكرة، ويحدث للذاكرة أن تنسى التذكُّر!

ووحدهم - أولئك الواقفين على الحدود مجابهين عَنَتَ الحياة ببسالةٍ تحول دون ثقب أوزونهم - وحدهم المتحفزون لـ ﴿ سنفرغ لكم أيها الثقلان ﴾.

ملعونة.. ملعونة.

قلتها بينما كنت أتأملها في خِضَم السعادة تبكينا، وفي لحظات الحزن تحاول إدخال السرور علينا بخدعٍ باليةٍ، لم تعد بتلك المواراة المتقنة.

حتى صِرت مصلوبةً على بندول حياة لا تستقر بي على حالٍ، يهتز بي بين طرفي نقيض.

يا الله! كم تبقَّى لي من عقودٍ أقطع بها مسافاتي نحو مأواي الأخير؟!

قلتها بينما كانت صديقتي "هُدى" تهنئني بنجاحٍ أسعدهم كثيرًا بقدر ما أحزنني!

لترد: ما كلُّ هذا التشاؤم؟! حتى متى ستظل نظرتك سوداوية لهذه الحياة؟!

أيَّ حياةٍ؟! وهذه تسمينها حياة؟! أن أحبو بدايةً، ثم أتوكَّأ نهايةً، وأتجرَّع غصص الألم بين البداية والنهاية، وإن شابتها السعادة حِينًا، أهذا حقًّا يستجلب سعادتي؟!

إذًا؛ ماذا؟!

أردُّ بعد شيءٍ من الصمت:

للسعادة في داخلي مقاييس وشروط لا تحيد عنها.

تومِئ بسخرية، ثم تقول:

يا سلام! وإذا لم توافق مقاييسك، فلن تسعدي إذًا!!

بالتأكيد، على الرغم من أنني قد تنتابني سعادةٌ خاطفة، وربَّما رسمت ابتسامة بحذر.

ما جدوى شعوري بسعادةٍ غامرةٍ، بينما ثمةَ قدرٍ قد ينال منها؟!

هذه طبيعة الحياة.

هي الحياة ولا شك؛ لذا لن أؤمن بسعادتها الزائفة، ولن أهدر مشاعري لأجلها،

فما جدوى أن تعيشي عمرًا مديدًا حتمًا سينتهي بموت؟! ما جدوى أن أفرح بحلمٍ قد يكون وبالاً عليَّ، أو يغادرني بصمت؟! وما الجدوى من إهدار المشاعر بين فرحٍ وحزنٍ قاطعين بها أزقة العمر الضيِّقة؟!

تستغرق في تفكيرٍ عميق، ثم ترسم ابتسامةً وتردُّ مستسلمةً:

هذي حياتنا، ولا شيء يستحق بها، حقًّا لا شيء يستحق.

إذا ما توقف سيري في هذا الحياة، حينها فقط قد أشعر بالسعادة، أو على الأقل قد لا أشعر بالحزن!

وسينقطع وعيي وإدراكي لكلِّ ما يلمّ بهاته الحياة.

الحياة التي أقسم أنني كرهتها منذ أول يومٍ أدركت فيه حقيقتها في الثامنة من عمري، حينها أيقنت أنني - ولحسن حظي - أمتلك والِدَين وإخوة، لكن ماذا لو حُرمت أحدهما؟!

يا رحمة الله، أدركيني؛ فلست أقوى على حد قد يحول بيني وبينهم، أو حتى ألمٍ قد ينال من أحدهم أمامي.

هذه أنا مذ عرفتني، دائمة التفكير فيما بعدُ، أخشى وخزات الألم، ألم الفقد، ألم تبعثر الحياة، وألم البحث عن الأنفاس لحظة شرودها!

وما برحت الحياة تمرغ جبين ذاكرتي بهذه الوخزات.

أذكر الآن أنفاسي المسروقة عندما اختبأت تحت الغطاء الثقيل مداعبةً أخي الصغير، الذي ارتمى عليَّ فرحًا حالما وجدني، لحظتها لا صوت يخرج مني وأنفاسي هاربة.

أحمد الله على هاته الأنفاس، لكن ماذا لو لم أستطع دفعه؟!

مجرد تذكري لهذه اللحظة التي مرَّ عليها عقد من السنين أشعر بالاختناق!

بيد أنني لم أكُ أتوقع أن شيئًا ما لا يُرى بالعين المجردة قد يجبرني على حبس أنفاسي، يوم واحد فقط قضيته بصعوبة وأنا معلقة كمامة على وجهي؛ خوفًا من فيروسٍ ظننت أنه قد داهمني، وخشيت أن يداهم غيري بسببي.

لذا أستطيع القول: إن أسوأ لحظةٍ قد يواجهها أحدنا هي البحث عن الأنفاس لحظة هروبها.

حلَّق بي تفكيري لأرى من عُلو كلَّ لحظةٍ قد أمرُّ بها، أو تمرُّ بي وتحول بيني وبين أنفاسي.

قد تجثم عليَّ سحابة دخانيَّة يبعثها احتراق ما، وقد لا يحدث.

ولربَّما أغرق في لجَّةٍ ما، فلست أنسى أطراف أنامل "شذى" وهي تلوح بيدها من تحت الماء، وتصرخ دون أن يسمع لها صوت: "أنقذوني".

تبحث عن نفسٍ تحاول سرقته من حياةٍ كادت أن تفارقها، لولا رحمة تعلَّقت بها.

وقد لا أغرق!

وقد تنتزع أنفاسي بشدةٍ لحظة احتضاري.

لحظة حتمًا ستمرُّ بي.

هَوِّنها عليَّ يا الله، هوِّنها عليَّ.

ولأن لحظة منازعة الروح ستأتينني لا محالة، سأملأ حقائبي بما يعينني على تلافي شدتها.

شهرٌ واحد فقط، وسأعبئها بما يكفي لنزع أنفاسي بهدوءٍ، شهر فقط.

غير أن الوقت يملكني ولا أملكه، فضلاً عن تضافر جهود "إنسٍ وجنٍ" لصرفي عن هذا الشهر؛ لينصرف عني دون أن أملأ حقائبي.

لعلَّه خير، فتحرُّقي قد يشفع لي، ستأتي العشر، عشر فقط، وسأحفل برحمةٍ تحول بيني وبين تقطُّع الأنفاس.

أولئك تآزروا بضجيجٍ أغفلنا حتى رحل الشهر بصمت.

وها هم اليوم يصمتون؛ لتمرّ العشر كذلك بصمت!

وها أنا ذي بين ضجيجٍ وصمت، أحاول أن أقتات من الأيام زادَ حقائبي، وليتني أفعل!

مخرج:

أي لحظة فرح لا تعني لي شيئًا، ما دمت على موعدٍ للبحث عن الأنفاس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة