• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

عندما تصفو قلوبنا

عندما تصفو قلوبنا
فاطمة محمد عبود


تاريخ الإضافة: 17/12/2018 ميلادي - 8/4/1440 هجري

الزيارات: 7963

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عندما تصفو قلوبنا

 

أختي الحبيبة، هل تذكرين عندما كنا صغارًا، وكنا نستكشف الأشياء من حولنا؟ عندها كان كل شيء يلفت انتباهنا ونسأل عنه، نسأل عن الغيوم وأشكالها، نشبِّهها، نقلِّدها، نتعلم منها، وأصوات ضحكاتنا تعانقها أجمل عناق.

 

نسأل عن الأرض واختلافاتها، لماذا تربة حمراء وأخرى سوداء؟ ولماذا الزهور هنا ولا توجد هناك؟ ولماذا؟ ولماذا؟ وأجسادنا تعانق الأرض قيامًا قعودًا، وكأنها حضن دافئ خُلِق ليضمَّنا بحنانه.

 

وكبرنا أُخيتي وما عاد حضن الأرض يدفئنا، ولا عادت غيوم السماء تسعدنا، ولا عادت الزهور والغابات تأسِر قلوبنا المتعبة، ما عدنا نسأل عن الكون بأسره؛ لأننا وجدنا ما هو أهم من كل هذا، إنه نحن! قلوبنا، مشاكلنا، أحوالنا، هل نحن حزينون أم سعداء؟ هل نشعر بالغربة؟

 

هل نشعر بالوحشة؟ كيف نعيش مع الله؟

وهنا يأتي القول الشافي من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضًا).

نعم حبيبتي، أنا لك وأنت لي، نعيش معًا بأحلامنا وقلوبنا، يؤلِمني حزنُك، ويسعدني فرحُك،

أفخَر بنجاحك وأحزن لفشلك، وكيف لا ونحن الجسد الواحد كما وصفنا رسول الله بأبي هو وأمي بقوله: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطُفِهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمى)).

 

وانتبهي حبيبتي، فأخوف ما أخاف عليك التكبر والاغترار بالطاعة، وقسوة القلب، فكم مرة رأينا عصاةً ولم ندعُ لهم، بل فرِحنا واغتررنا بطاعتنا! كم مرة رأينا مهمومين ولم نسألهم عن ماهية همِّهم؛ حتى لا نعكِّر مزاجنا ونجرح مشاعرنا!

 

كم مرة رأينا الدموع ولم نسأل عما وراءها؛ خوفًا من طلبات منا ومساعدة! كم، وكم!

 

ولكن لا، آن الأوان حبيبتي، ولن أنتظرك أكثر، فأنا أعلم أن كبرياءك لن يسمح لك بالقدوم إلي والشكوى، سآتيك بنفسي أشُدُّ عَضُدَك، وأشركك همَّك وخوفك، أنا قادمة لك أخيتي أحمل لك كل الخير والود، أحمل لك النصح الرقيق، والعفو الجميل، أحمل لك بذورَ السعادة؛ لتنشريها في حياتك، وتَملئي بها رُوحَك ونفسك، أمسح بيدي دمعك وأرسم بسمة الرضا على مُحيَّاك!

 

واعلَمي أُخيَّتي أنني لست صاحبة فضل بذلك، فحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أمرني بنصحك عندما قال لي: (ﻭﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ).

 

أختي الحبيبة، ما نحن إلا ركاب سفينة ننجو جميعًا، أو نغرق جميعًا، فارْأَفي بي، وخُذي بيدي إلى شاطئ الأمان، إلى شاطئ الطاعة والإحسان، فربما تكونين لوح النجاة الوحيد وأنت لا تدرين!

 

ارحميني إن رأيتني عاصية، وتضرَّعي إلى الله أن يهديني، فأنا لست سعيدة بمعصيتي ولا أحبها، لكنها قيود الشيطان وسلاسله، فساعديني على فكِّها، وخذي بيدي ظالمةً أو مظلومة، كما طلب منك رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما قال صلى الله عليه وسلم: (انصُر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا)، قالوا: يا رسول الله، كيف ننصره ظالِمًا؟ قال: (بحجْزه عن ظلمه).

 

أُخيتي الحبيبة: لا تنتظريني حتى أبكي على عتبة بابك، وأتسوَّل منك مؤازرتك ومساعدتك، بادري أنت إليّ، وهاتي يدك، وأنقذيني من نفسي، ولا تغرَّنك كثرة عبادتي، فلا تعلمين ما بقلبي من خوف وأسى، وربما قد سقطتُ في غياهب الجُب وأنت لا تدرين عن حالي شيئًا، ولا تنسي أن الكلمة الطيبة صدقة، وأنها كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أُكلَها كل حين بإذن ربها.

 

ها أنت ذا ترين وعد الله بالنتيجة، فلا تبخلي بالبذل حبيبتي، أُحدثك بعيون ملؤها الدموع، وقلب ملؤه الرجاء أن تصل رسالتي إلى قلبك، وسأبقى بانتظارك حبيبتي، فربما تسقين حلمًا قديمًا منسيًّا في قلبي، وتوقظين هِمةً نامت على أعتاب الحياة ومصاعبها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رائع
محمد الهادي - تونس 12-05-2024 01:20 AM

كلام جميل ينعش الفؤاد .شكرا

1- إبداع
زكية الدبيكي - مصر 21-12-2018 08:53 PM

سلمت أناملك أختي الحبيبة فاطمة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة