• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

حقيقة السباق

زكية الدبيكي


تاريخ الإضافة: 2/4/2018 ميلادي - 16/7/1439 هجري

الزيارات: 4968

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقيقة السباق

 

نُظِّمت مسابقة العمر

أعطي كل متسابق عربة من نفس الموديل وبنفس الإمكانيات

وهي من أعلى الماركات العالمية

وتتمتع كل عربة بمحرك قوي

وعلى كل متسابق أن يعتني بمحركه ويمده من حين لآخر بالوقود اللازم لإتمام السباق

تحتوي كل عربة على كتيب رائع به تعليمات التشغيل

وشروط المسابقة

ودليل بمنعطفات الطريق ومنزلقاته وكيفية الوقاية منها

وأن للسباق أجلاً مسمًّى، ولكن ليس واضحاً مدة هذا الأجل.

للسباق طريقان:

أحدهما يوصل إلى نعيم دائم

وهو خط مستقيم واضح

والثاني يوصل إلى شقاء مقيم

وهو طرق متشعبة وسبل شتى

بدأ السباق بثلاثة متسابقين

كل منهم يتعادل مع صاحبه في الإمكانيات والمواهب

ولكنه لا يتطابق معه بالضرورة

وحصل كل منهم على نسخة من المفاتيح

وها هم يتأهبون لبدء السباق

جلسوا جميعاً على مقعد القيادة

تأهباً واستعداداً للانطلاق

وفجأة، أخذتهم جميعاً سِنة من النوم

 

استيقظ كل واحد منهم فوجد نفسه في عربة

وقد محيت ذاكرته

ها هو المتسابق الأول

يلتفت حوله يَمنة ويسرة

يتساءل: أين أنا وما هذه العربة؟

من وضعني هنا؟

وما الحكمة من وجودي فيها؟

أخذ يتفقد عربته يبحث عن شيء يذهب عنه حَيرته

فإذا به يرى أمامه كتاباً رائعاً..

فتحه وأخذ يقلب صفحاته ويحدث نفسه:

لا يمكن أن يكون وضع هذا الكتاب هنا عبثاً أو كتحفة فنية

لا بد أن لهذا الكتاب وظيفة ودوراً في إخراجي من حيرتي

فتح الكتاب مرة أخرى

وأخذ يقرأ في صفحاته

وكلما قرأ اتضحت الأمور أمام عينيه

هناك أمور لا تزال غير واضحة تماماً

ولكنه أدرك أن هناك سباقاً

وأن هذا الكتاب هو دليله للوصول

وكان هذا كافياً كمرحلة أولى

 

على يساره المتسابق الثاني

استيقظ بنفس مشاعر الحيرة

نظر إلى الكتاب فأعجبه

قلب صفحاته وأعجب ببيانه، ثم وضعه

ولم تذهب عنه حيرته وأخذ يبكي ويصرخ:

أين أنا؟ كيف تعمل تلك العربة؟

نظر يمنة فوجد أخاه يتهيأ للانطلاق

ونظر يسرة فإذا بشاب يرقص ويتمايل فرحة وسروراً

إنه المتسابق الثالث

فرح بسيارته وما تحويه من زينة ومتاع

وما على جنبات الطريق من لهو

بالفطرة أدار كل منهم محرك سيارته..

أما الأول

فقد انطلق في طريقه لا يلتفت عن هدفه ووجهته

وكلما قابله منعطف أبطأ من سيره، وبعده واصل الانطلاق

يأخذ من يقابله سائراً في طريقه ليركب معه، فيكونون له عوناً وثباتاً

وأما الثاني

فكلما واجه منعطفاً أجهش بالبكاء يبحث حوله عمن يدفعه من خلفه

أو يشده من أمام

وأمامه كتابه ولكنه لا يكلف نفسه العناء

وأما الثالث فقد انشغل باللهو والمتاع

ويظن أنه العاقل والبطل الهمام

كلما وجد بريقاً تبعه ليشبع نهمه في الحال

 

أوشك الأجل على الانتهاء..

الأول كلما تقدم لاح له الضياء

وكلما تعثر رجع إلى دليله ليستمد منه الرشاد

له صحبة تعينه كلما شعر بالعناء

والثاني لا يزال في حيرة وبكاء

لا هو مثل هذا العاقل

ولا مثل ذاك السفيه المهان

 

والآن حان الأجل وأعلن انتهاء السباق:

فإذا بالأول

مستقبَلاً بالحفاوة محمولاً على الأعناق

إلى قصر مشيد مع مؤنس وجهه ضياء

هذا مقعدك يا فتى وفي الأخرى خير الجزاء

وأما الثالث فمأخوذ بناصية وأقدام

وألقي به في حفرة مظلمة

بها من الأفاعي العظام

هذا مقعدك يا فتى وفي الآخرة جحيم تلظى وسلاسل وعذاب

وأما الثالث..

فانظر لعله يرعوي

وتكون له في صاحبيه عبرة وموعظة ونجاة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تقدير وعرفان
أوشا - مصر 02-04-2018 09:00 PM

ما هذه الروعة أبدعتِ معلمتي والله

1- حقيقة السباق
رقية الدبيكd - مصر 02-04-2018 02:06 PM

ما شاء الله دمتي متألقة زكية الدبيكي وجعلنا الله جميعاً كالمتسابق الأول.. صحبة في جنة الخلد إن شاء الله.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة