• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

عثرات على الدرب

زكية الدبيكي


تاريخ الإضافة: 28/3/2018 ميلادي - 12/7/1439 هجري

الزيارات: 7104

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عثرات على الدرب

 

سائرٌ في طريقه مع صُحبته يقود المسير، حاملاً في يده بذوراً ليغرسها في صحراء قاحلة.

تحركه همةٌ مشتعلة وقلبٌ يقظ، وصحبةٌ تربتُ على كتفيه، وتشد من أزره.

وبينما هو ماضٍ في دربه، فجأةً انزلقت قدماه في حفرة قد غطتها الحشائش.

 

كان سقوطاً مفاجئًا وسريعاً حتى أن صحبته لم يلحظوا، وظنوا أنه قد سبقهم لغرس بذوره.

أما هو فقد كان في حفرته يعاني، وقد أصيبت قدمه إصابةً بالغة لم يقوَ معها على النهوض.

يتألم بشده، ويتأوه بصوت مبحوح لا يصل صداه إلى خارج الحفرة التي لا تزال مغطاةً.

فلا أحد يراه أو يسمع صوت أنَّاته..

 

وبينما هو على تلك الحال يعاني من آلامه ووحشته، شعر بلمسة ناعمة تحتضن موضع ألمه وتلتف حوله رويداً رويداً.

شعر بشيء من الأمن يلامس قلبه ويُذهب حر خوفه، فتولدت بقلبه مشاعر حب وامتنان نحو صاحب تلك اللمسات الحانية رغم أنه لا يراه، ولم يتعرف بعد على كينونته.

أخذت آلام قدمه تذهب رويداً رويداً، لكنه لا زال يعاني وحشة وغربة في تلك الحفرة الموحشة، ولا يؤنس وحشته ويضمد جراحه إلا صاحب تلك اللمسات الناعمة؛ فيمنحه شيئًا من الدفء والأمن.

 

وهناك بالخارج في الرحاب الواسعة صحبة تنتظر، وتفتقد القائد والدليل.

يسمع أصواتاً تهتف به وتحثه أن يعود، فيرد بصوت خافت ضعيف: أنا هنا انطلقوا وواصلوا المسير، وأنا لاحقٌ بكم لا محالة.

لكنه أدرك بعد حينٍ أن إصابته لن تساعده على النهوض واللحاق بهم سريعاً فأخذ يهتف بأقربهم إليه ودًّا ورحماً:

أخي الحبيب لقد سقطت.. ألاَ مِن مُعين؟

 

تتبَّع أخوه صوته المكلوم حتى عثر عليه، وأزال عن حفرته الحشائش؛ فتسلل إليها شيء من الضوء والهواء النقي.

صاح به أخوه: انهض واصعد إلينا.

رد قائلاً: أنا أريد ذلك حقًّا، وأشتاق إليكم، وأتطلع إلى مواصلة دربي، وغرس بذوري ولكن لي هنا صديق وفي، ضمد جراحي، وآنس وحشتي، فكيف لي أن أتركه وأرحل؟!

وهنا انتبه أخوه إلى ما يلتف حول قدمه، لقد كان ثعباناً ضخماً أحكمَ الالتفاف حول قدمه حتى تمكن منه.

هتف أخوه متعجباً: أين يا أخي الصديق؟!

إنه عدو لئيم!

أخرج سلاحك سريعاً وتخلص منه، فما ذاك بصديق.

 

نظر الجريح إليه ودموع عينيه تسيل وردّد قلبه بحزن:

أأقتل من كان أنيسي في وحشتي؟!

أأقتله أم أتركه حتى يقضي علي؟

حارت نفسه فلم يجد ملجأً أو ملاذاً إلا إلى الله..

فتضرع إليه في ذلة وانكسار:

"إلهي خالقي، أجرني فلا ملجأ لي إلا إليك"..

 

فإذا به قد تحرر من قيود تكبله عن المضي في الطريق، وعدوٍّ خدعه حين ارتدى ثوب الصديق.

مضى العدو بعيداً، وألقى إليه إخوته بحبل فخرج، فإذا به يرى روحه تعود إليه من جديد، فينهض من كبوته و يمضي لغراس بذره.

 

وإذا بها بعد حين تحمل زهراً، وتكسو الصحاري ربيعاً، وتفوح بها عبقاً وتملأ هواءها أريجاً.

وها هو يشيد وصَحبُه صروحاً تنشر العلم بين الورى نوراً، وتغرس في الأفئدة يقيناً فتغدو الصحاري جناناً يتنسم أهلُها شذاها وينعمون بها دهراً.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- سدد الله خطاك
رقية - مصر 07-04-2018 10:04 PM

ماشاء الله القصة فعلا معبرة ومؤثرة جدا وتدمd القلوب فكم نتعثر ونرجو من الله العون حتى نعود .. رزقنا الله وإياك حسن الخاتمة .

6- لله درك
رياض منصور - الجزائر 06-04-2018 08:38 PM

بأسلوب شيق راق سبحت بنا في خبالات الألق والابداع
أستاذتنا الغالية
أشكر لك هذا الحرف الهادف
---
عاطر تحاياي

5- رائعة ومبدعة
نوغا - سوريا 01-04-2018 08:12 PM

المقال فوق مستوى الإبداع والتميز ..
يحاكي القلب والمشاعر و يبث الأمل وينثر الروحانية قي أصداء الروح ..
أنتي كاتبة رائعة والكلام في حقك قليل ..
سدد الله خطاكِ وجعلك من عباده الاخيار الأطهار ..

4- تقدير وعرفان
osha - مصر 29-03-2018 12:55 AM

اللهم بارك قصة اكثر من رائعة ربنا يعلي شأنك ويرزقك الخير كله

3- شكر
زكية الدبيكي - مصر 29-03-2018 12:25 AM

أشكر شبكة الالوكة على سرعة الاستجابة والنشر
جزاكم الله خيرا

2- شكر وتقدير
أم أويس الأثرية - قطر 28-03-2018 11:52 PM

اللهم بارك القصة ماتعة حقا ورمزيتها لطيفة وتدفقت فيها مشاعر الكاتبة حتى تسللت إلى وجداني وأثرت فيه بقوة

جزاك الله خيرا أخيتي أسأل الله العظيم أن يسدد قلمك دوما

وجزى الله القائمين على الألوكة خيرا لجهودهم فى نشر كل متميز وهادف

1- رائع
رباب - مصر 28-03-2018 11:43 PM

مبدعة...مبدعة كالعادة
اللهم بارك أسلوبك سلس وممتع ...يجذب القارئ ليكمل القراءة بشغف
ربنا يوفقك ويزيدك ويفيض عليك من فضله وكرمه ....منتظرين المزيد والمزيد من إبداعاتك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة