• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

بحر صامت أبدا

نورا عبدالغني عيتاني


تاريخ الإضافة: 21/6/2017 ميلادي - 26/9/1438 هجري

الزيارات: 4686

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بحر صامت أبدًا


لا أدري لِمَ كلما امتلأ باطني بالكلام، وفاض اللَّغو في جوفي، تَنْزَلق العبارات من بين جوانبي قبل أن تصل إلى حلقي، فيلفظها لتتحرَّر!

لا أدري لمَ دائمًا يأبى الكلام أن يتبعَني، يهرُب مني كي يراني، أو بالعكس.

 

أتساءل أحيانًا: ما الكلام؟!

أصحراءُ بلا أفق، أم خواطر لا معنى لها؟! حتى ولو كانت ذات معنى، لمَ تفقد إذًا كل معانيها ما إن أزفرها، فتختلط بالهواء لتستحيل غبارًا؟!

لمَ يأبى الهواء أن يُنقِذَ عباراتي من تيهِ معانيها، ويحيلها غبارًا فتستزيد وهنًا؟!

 

الغريب أن بداخلي معانيَ لا حصرَ لها، وخطوطًا لا تكادُ تُحصى! الغريب أيضًا أن ذاتي نفسَها تطفو على بحرٍ من كلمات، مع ذلك لا تستطيع ذاتي أن تغرف ولو قليلًا من بعض أحرُف هذا البحر، فتبقى بلا عنوان!

تطفو على البحر، وأطفو معها، ويستمر خوفي من الغرق.

مرة فكَّرت بالتمازج مع الأحرف، الكلمات، العبارات، ونجحت!

 

يُخيَّل إليَّ أحيانًا أني كتابٌ مليء بالأسرار والعناوين المجرَّدة من كلماتها، تمازجت أسراري بكلماتي، حتى اختفى صوتي، وانمحى لون الغِلاف!

يخيَّل إليَّ أني صفحة ملأى بالخربشات إلى حدِّ الهذيان، فما عدتُ قادرةً على التعبير عن نفسي إلا عن طريق الخربشة، لكن ممَّ أخاف؟! لم كلما انطَلَق صوتي بكل قوته حاملًا ما بوُسْعه من حروف وصِيَغ، عاد أدراجه خاويًا منهكَ القوى، خاليًا من كل شيء سوى المعنى؟!

 

فكَّرت يومًا بفكرة جَهنَّمية! لمَ لا أدعو الناس إلى عالَمي الجوفِيِّ الخاص، فيطفوا معي فوق بحرٍ من كلمات؟! لكن سرعان ما حدَّثتني نفسي: جنون، هذا قطعًا جنون!

الناس لا تطفو على الكلمات، فالكلمات تطوي الناسَ وتجرفهم كتيَّارٍ لا يمكن إيقافه، والناس لا يُواجِهون التيار، بل يتسابقون على الانجراف معه بكل محبة ورحابة صدر! ربما لأنهم اعتادُوا على الغرق إلى أن فقدوا خوفَهم منه!

 

أعودُ إلى وَعْيِي وأنزعُ جنوني في نهاية الأمر، أرمي في بحرِ الكلمات كلَّ فكرة جنونية بإمكانها أن تدنوَ من مخيِّلتي الحالمة الواهمة، عليَّ أن ألمح ولو حتى عبارة وهمية تغرق في البحر، فيلفظها لاحقًا على أي شاطئ أو هواء.

لكن حتى جنوني يرفضُ أن يعبِّر عن نفسه بعبارات بحريَّة! حتى خيالي يأبَى أن يسافر أبعد مِن حدود عوالِمي الكتابية المغلقة، الطافية على الحروف اللامتناهية!

 

ماذا أفعل؟ ألجأ للحلم وأحلم بأكوام الكلمات تخرج من جوفي لتندمجَ مع العالم الخارجي، فتختلط بحبَّات الرمل الزاهية بذرات الهواء المتدانية، بالنسيم، بالأشجار، بالأنهار، بكل شيء في الحياة، إلا البشر! حتى في الحلم يأبى كلامي أن يكونَ سفير الناس، ويُؤْثِر السفر بمفردِه، عبر سكنات الطبيعة ومفرداتها المجرَّدة من المعاني غير الخالية من المعنى.

 

أُدرِك في نهاية الأمر أن راحتي في سكوني، وسكوني في كلماتي، وكلماتي بحرٌ لا نهاية له، لكنه بحر صامت أبدًا!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة