• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

الصحابة قدوتي

الصحابة قدوتي
أحمد الجوهري عبد الجواد


تاريخ الإضافة: 21/8/2017 ميلادي - 29/11/1438 هجري

الزيارات: 10929

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصص أشبال الإيمان (7)

الصحابة رضي الله عنهم قدوتي

 

طبعًا أنتم تعرفونني!

مَن منكم لم يرَني من قبلُ؟

كلكم قد رأيتموني بلا شكٍّ!

 

فبعضُكم رآني في الحقل، أو في الطريق إليه، وبعضُكم رآني في المزرعة، أو حتى رآني في حديقة الحيوان.

ومَن لم يرني في هذه الأماكن كلِّها، فلا شك أنه رأى صورتي في التلفاز، أو في مجلةٍ، أو كتاب، انظروا إلى صورتي فأنا متأكِّدة أنها مألوفةٌ لعيونكم الجميلة!

 

ومتأكدة كذلك أنكم قد سمعتم اسمي يتردَّد كثيرًا، لقد حمَلتْ سورةٌ من سُورِ القرآنِ الكريم اسمي، وهي السورة الثانية بعد الفاتحة، إنها سورةُ البقرة، أطول سورة في القرآن الكريم، ولواحدةٍ من أخواتي البقرات قصةٌ جميلة في هذه السورة، ستقرؤونها وتستمتعون بقراءتها، أنا أدعوكم إلى قراءتها.

 

سعيدة أنا بكوني مذكورة في القرآن الكريم، وبأنَّ أطول سورةٍ فيه تحمل اسمي، وسعيدة كذلك بأني مشهورةٌ عندكم، وأنكم تعرفونني، أنا سعيدة بهذه المعرفة جدًّا، فمَن كان له أصدقاء لطفاء مثلكم فسيكون سعيدًا بلا شك، سأحكي لكم اليوم يا أعزائي قصةً جميلة حدثت معي.

 

خرجتُ في يومٍ من الأيام برفقة صاحبي، يسوقني إلى الحقل؛ لنباشر عملَنا المعتاد، لقد كنتُ أقوم بعملي في حِراثة الأرض وسقي الزرع بهمَّة ونشاط، وفي نهاية اليوم أعود إلى البيت سعيدةً؛ لأني أنجزت عملي، وأرضيت صاحبي؛ ولهذا كنت أُقبِل على طعامي بنفسٍ راضية، وآكُل بشهية طيبة، ولم يكن صاحبي يبخل عليَّ من الطعام بشيء، فكنت آكل، ثم أذهب إلى مستراحي فأنام قريرةَ العين، حتى إذا كان اليوم الجديد عُدت إلى مباشرة العمل، وهكذا في كل يوم.

 

حتى كان ذلك اليومُ الذي أحدِّثكم عنه يا رفاقي الكرام، خرجت مع صاحبي إلى الحقل، فعملنا حتى أجهَدَنا العمل، وعدنا متعبين معًا، لقد كانت الأعمالُ اليوم كثيرةً، وقد تعبتُ وتعب صاحبي كثيرًا؛ ولهذا كنا نحثُّ الخطى سريعةً لنعود إلى البيت فنستريح، بدا لنا أن الطريق أطول من كل يوم؛ بسبب الإعياء الشديد والتعب، وكان صاحبي يسوقني، أمشي أمامه، وهو يمشي خلفي، وفجأة أسرع خُطاه، وأمسك بزمامي يوقفني فوقفتُ، ثم صعد على صخرةٍ إلى جواري، وقفز على ظهري، لقد أراد أن يستريح من عناء الطريق، ويظهر أنه لم يقوَ على مواصلة السَّير إلى النهاية، فصعد على ظهري لكي يركبني بقية الطريق، لقد تألمتُ لعمله ذاك؛ فأنا متعبةٌ طوال النهار مثله، ولا أقوى على السير، وأتمنى الساعةَ أن أستريح، فيأتي هو ليركب ظهري؟! ثم إن عملي هو الحرث والسقْي، وقد قمتُ بهما خيرَ قيام، فما له ينسى أنَّ لي عملًا محدَّدًا فيضيف عليَّ ما ليس من أعمالي؟ إن في الرِّضا بهذا الأمر لمذلَّةً شديدة، هكذا حدَّثتْني نفسي، وبدأَت التذمُّر، وحُقَّ لها ذلك.

 

أخذت في إظهار اعتراضي وتبرُّمي على الفور، لم أشأ أن أبقى على محادثتي مع نفسي فقط؛ فما فائدةُ السخط والغضب، إن بقيا يشتعلان بداخلي، ولم أُظهر اعتراضي؛ ليخفف حِمْلي، ويستريح ظهري، ويعترف لي بحقِّي؟

أدرت رأسي، ولويت عنقي، أنظر لصاحبي وهو على ظهري، وقلت له: إنَّ البقر يا سيدي لم يخلقها اللهُ للركوب؛ وإنما خلقها الله لحراثة الأرض، فما بالك تكلِّفني عملي في حراثة الأرض، ثم تركب على ظهري؟ إنني لم أقصِّر في عملي ألبتة، بل أدَّيته على أتمِّه؛ ولهذا لا ينبغي لك أن تحمِّلني عملًا آخر، فيكون ذلك فوق طاقتي، وهذا ظلم، والله لا يرضى الظلمَ أبدًا.

 

حسنًا فعلتُ حين أبديت اعتراضي، ولم أسكت عن حقِّي، لقد كنتُ راضيةً عن نفسي أنْ قُلتُ الحقَّ، وتكلَّمْتُ بالعدل.

ولم أكن أدري أن ذلك اليوم، وذلك الحدث، وتلك الجرأة مني على قول الحق بشجاعة، سيكون كلُّه موضعَ تقديرٍ من جميع النَّاس، لقد ظلُّوا يتناقلون خبري، وما عملته، ويُثنون على شجاعتي، حتى إنَّ سيد الأولين والآخرين نبيَّنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم قد حدَّث أصحابه الكرام بخبري، وقد انفعلوا لهذا الخبر وتعجَّبوا جدًّا، وقالوا: سبحان الله! بقرةٌ تتكلَّم؟! فلمَّا رأى نبيُّنا صلى الله عليه وسلم تعجُّبَهم، أحَبَّ أن يطمئنهم إلى أنَّ حديثي هذا حقٌّ لا ريب فيه، وواقعٌ لا خيال، فقال لهم: ((إني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر))، ومن العجيب أنَّ أبا بكر الصدِّيق وعمرَ بن الخطاب رضي الله عنهما لم يكونا في مجلس النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت، ولم يسمعا كلامَه؛ لكنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جزم بأنَّ هؤلاء الصحابةَ الكرام رضي الله عنهم إن سمعوا هذا منه فسوف يصدِّقونه مهما كان عجيبًا وغير مألوف!

 

وهكذا كان صحابةُ النبي صلى الله عليه وسلم مسارعين إلى الإيمان، يصدِّقون النبيَّ في خبره، ويطيعون أوامرَه، ويجتنبون نواهيَه، وفي مقدِّمة هؤلاء الصحابة الخلفاء الراشدون، وهم:

1- أبو بكر الصديق.

2- عمر بن الخطاب.

3- عثمان بن عفان.

4-علي بن أبي طالب.


رضي الله عنهم وعن صحابة النبي أجمعين؛ ولهذا كان الصحابةُ هم قدوةَ المسلمين في كلِّ زمانٍ ومكان.

هذه قصتي العجيبة يا أحبَّتي، وأتمنَّى أن تكون قد أعجبتكم، وأذكِّركم بقصة أختي التي جاءت في سورة البقرة، اقرؤوها؛ فسوف تعجبكم هي الأخرى.

 

فوائد:

نستفيد من هذه القصة العجيبة أنَّ:

1- التصديق بالأخبار التي يحدِّثنا بها اللهُ سبحانه وتعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم واجبٌ، وإن لم نكن رأيناها بأعيننا.

2- الشجاعة في الحق تأتي بالخير لصاحبها.

3- الصحابة رضوان الله عليهم أكملُ هذه الأمة إيمانًا، وأعظمُها دينًا واتِّباعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فنحن نحبهم ونعظِّمهم، وندافع عنهم، ونَكرهُ من يكرههم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة