• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

الطفولة المؤمنة

الطفولة المؤمنة
عبدالتواب يوسف

المصدر: (قصص طريفة من الأحاديث الشريفة) ج1/دار الفكر دمشق/ط1، 1998م/ ص1-16.

تاريخ الإضافة: 3/11/2006 ميلادي - 12/10/1427 هجري

الزيارات: 9626

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
كانَ مَلِكٌ – فيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ – وَكانَ لَهُ ساحِرٌ.
فَلَمَّا كَبِرَ (السَّاحِرُ) قالَ لِلْمَلِكِ:
- إنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إلَيَّ غُلامًا أُعَلِّمُهُ السِّحْرَ.
فَبَعَثَ (الْمَلِكُ) إلَيْهِ غُلامًا يُعَلِّمُهُ.
وَكانَ في طَريقِهِ (طَريقِ الْغُلامِ) – إذا سَلَكَ – راهِبٌ، فَقَعَدَ إلَيْهِ وَسَمِعَ كلامَهُ..
وَكانَ إذا أتى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ..

فَشَكا – (الْغُلامُ) – ذلِكَ إلى الرَّاهِبِ.. فَقالَ:
- إذا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَني أهْلي..
- وَإذا خَشيتَ أهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَني السَّاحِرُ..
فَبَيْنَما هُوَ عَلى ذلِكَ، إذْ أتى عَلى دابَّةٍ عَظيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ.. فَقالَ (الْغُلامُ):
- اليَوْمَ أعْلَمُ: السَّاحِرُ أفْضَلُ أمِ الرَّاهِبُ؟

فَأخَذَ (الْغُلامُ) حَجَرًا، فَقالَ:
- اللَّهُمَّ إنْ كانَ أمْرُ الرَّاهِبِ أحَبَّ إلَيْكَ مِنْ أمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هذِهِ الدّابَّةَ، حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ.
فَرَماها، فَقَتَلَها.. وَمَضى النَّاسُ.
فَأتى (الْغُلامُ) الرَّاهِبَ، فَأخْبَرَهُ، فَقالَ لَهُ الرَّاهِبُ:
- أيْ بُنَيَّ، أنْتَ الْيَوْمَ أفْضَلُ مِنِّي.. قَدْ بَلَغَ مِنْ أمْرِكَ ما أرى..
وإنَّكَ سَتُبْتَلى، فَإنِ ابْتُليتَ، فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ.
وَكانَ الْغُلامُ يُداوِي النَّاسَ مِنْ سائِرِ الأدْواءِ..
فَسَمِعَ (بِهِ) جَليسٌ لِلْمَلِكِ، كانَ قَدْ عَمِيَ..
فَأتاهُ بِهَدايا كَثيرَةٍ، فَقالَ (جَليسُ الْمَلِكِ):
- ما هاهُنا لَكَ أجْمَعُ، إنْ أنتَ شَفَيْتَني!

قال (الْغُلامُ):
- إنِّي لا أَشْفي أحَدًا، إنَّما يَشْفي اللهُ تَعالى..
فَإنْ آمَنْتَ بِاللهِ تَعالى، دَعَوْتُ اللهَ فَشَفاكَ..
فَآمَنَ (جَليسُ الْمَلِكِ) بِاللهِ تَعالى.
فَشَفاهُ اللهُ تَعالى.

فَأَتى الْمَلِكَ، فَجَلَسَ إلَيْهِ، كَما كانَ يَجْلِسُ.. فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ:
- مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟
- قالَ: رَبِّي.
قالَ الْمَلِكُ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْري؟
قالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ.
فَأَخَذَهُ (الْمَلِكُ)، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ، حَتَّى دَلَّ عَلى الْغُلامِ.
فَجِيءَ بِالْغُلامِ، فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ:
- أيْ بُنَيَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ ما تُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ.. وَتَفْعَلُ... وَتَفْعَلُ...

فَقالَ (الغُلامُ):
- إنِّي لا أشْفي أحَدًا، إنَّما يشْفي اللهُ تَعالى..
فَأخَذَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبهُ، حَتَّى دَلَّ عَلى الرَّاهِبِ..
فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ، فَقيلَ لَهُ:
- اِرْجِعْ عَنْ دينِكَ..
فَأبى (أي رَفَضَ).
فَدَعا بِمِنْشارٍ، فَوُضِعَ المِنْشارُ في مَفْرِقِ رَأْسِهِ.. فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ..
ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلامِ فَقيلَ لَهُ:
- اِرْجِعْ عَنْ دينِكَ..

فَأبى..
فَدَفَعَهُ (المَلِكُ) إلى نَفَرٍ مِنْ أصْحابِهِ، فَقالَ:
- اِذْهَبوا بِهِ إلى جَبَلِ (كَذا، وكَذا)، فَاصْعَدوا بِهِ الْجَبَلَ..
فَإذا بَلَغْتُمْ ذِرْوَتَهُ (أيْ قِمَّتَهُ)، فَإنْ رَجَعَ عَنْ دينِهِ.. وَإلاَّ فَاطْرَحوهُ.
فَذَهَبوا بِهِ (بِالْغُلامِ) فَصَعِدوا بِهِ الْجَبَلَ، فَقالَ:
- اللَّهُمَّ، اكْفِنيهِمْ بما شِئْتَ (أيْ اكْفِني شَرَّهُمْ)..
فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ (أيْ اهْتَزَّ)، فَسَقَطوا..
وَجاءَ يَمْشي إلى الْمَلِكِ...
فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ: ما فَعَلَ أصْحابُكَ؟

فَقالَ: كَفانيهِمُ اللهُ تَعالى..
فَدَفَعَهُ (الْمَلِكُ) إلى نَفَرٍ مِنْ أصْحابِهِ، فَقالَ:
- اذْهَبوا بِهِ، فَاحْمِلوهُ في قُرْقورٍ (نَوْعٍ مِنَ السُّفُنِ)، وَتَوَسَّطوا بِهِ الْبَحْرَ، فَإنْ رَجَعَ عَنْ دينِهِ...
وَإلاَّ فَاقْذِفوهُ!
فَذَهَبوا بِهِ، فَقالَ (الْغُلامُ):
- اللَّهُمَّ اكْفِنيهِمْ بِما شِئْتَ...
فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفينَةُ، فَغَرِقوا...
وَجاءَ يَمْشي إلى الْمَلِكِ.

فَقالَ لَهُ الْمَلِكُ:
- ما فَعَلَ أصْحابُكَ؟
فَقالَ: كَفانيهمُ اللهُ تَعالى...
فَقالَ (الْغُلامُ) لِلْمَلِكِ:
- إنَّكَ لَسْتَ بِقاتِلِي حَتّى تَفْعَلَ ما آمُرُكَ بِهِ.
قالَ (الْمَلِكُ): ماهُوَ؟!

قالَ: تَجْمَعُ النّاسَ في صَعيدٍ واحِدٍ، وَتَصْلُبُني عَلى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنانَتي، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ في كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ: ((بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلامِ)) ثُمَّ ارْمِني... فإنَّكَ إنْ فَعَلْتَ ذلِكَ قَتَلْتَني..
فَجَمَعَ (الْمَلِكُ) النّاسَ في صَعيدٍ واحِدٍ، وَصَلَبَهُ عَلى جِذْعٍ، ثُمَّ أخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنانَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ في كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قالَ:
- بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلامِ...
ثُمَّ رَماهُ، فَوَقَعَ السَّهْمُ في صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ في صُدْغِهِ، فَماتَ..

فَقالَ النَّاسُ:
- آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ...
فَأتى الْمَلِكُ، فَقيلَ لَهُ:
- أَرَأيْتَ ما كُنْتَ تَحْذَرُ...
قَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ.
قَدْ آمَنَ النَّاسُ...
فَأمَرَ (الْمَلِكُ) بِالأُخْدودِ (أيْ حُفْرَةٍ في الأرْضِ)...
وَأضْرَمَ فيها النِّيرانَ (أيْ أوْقَدَ فيها النَّارَ)... وَقالَ:
- مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دينِهِ، فَأقْحِموهُ فيها (أيْ ألْقوا بِهِ فيها).

فَفَعَلوا...
حَتَّى جاءَتْ امْرَأَةٌ، ومَعَها صَبِيٌّ لَها...
فَتَقاعَسَتْ أنْ تَقَعَ فيها... (أيْ تَوَقَّفَتْ وَخافَتْ).
فَقالَ لَها الْغُلامُ:
- يا أُمَّهْ. اِصْبِري. إنَّكِ عَلى الْحَقِّ... 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة