• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

وصية للكتاب من عبدالحميد الكاتب (ت 132هـ)

وصية للكتاب من عبدالحميد الكاتب (ت 132هـ)
محمد شريف سليم


تاريخ الإضافة: 21/2/2015 ميلادي - 3/5/1436 هجري

الزيارات: 28978

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وصية للكُتَّاب من عبدالحميد الكاتب

المتوفى سنة 132هـ


فتنافسوا يا معشرَ الكُتَّاب في صنوف الآداب[1]، وتفهَّموا في الدين، وابدؤوا بعلم كتاب الله عز وجل، والفرائض، ثم العربية؛ فإنها نَفَاق[2] ألسنتكم، ثم أجيدوا الخطَّ؛ فإنه حلية كتبكم[3]، وارووا الأشعار، واعرفوا غريبَها ومعانيَها، وأيام العرب والعجم، وأحاديثها وسيرها؛ فإن ذلك معين لكم على ما تسمو[4] إليه هممُكم، ولا تضيعوا النظر في الحساب؛ فإنه قوام كُتَّاب الخراج[5]، وارغبوا بأنفسكم عن المطامع سَنِيِّها ودَنِيِّها، وسفساف الأمور ومحاقرها[6]؛ فإنها مُذلَّةٌ للرقاب، مفسدَةٌ للكتاب، ونزِّهوا صناعتكم عن الدناءة، واربؤوا بأنفسكم[7] عن السعاية والنميمة وما فيه أهل الجهالات، وإياكم والكبر، والسخف[8]، والعظمة؛ فإنها عداوة مجتلبة[9] من غير إحنة[10]، وتحابوا في الله عز وجل في صناعتكم، وتواصَوْا عليها بالذي هو أليقُ لأهل الفضلِ والعدلِ والنُّبْلِ من سلفكم، وإن نبا[11] الزمان برجل منكم فاعطفوا عليه وواسوه[12] حتى يرجع إليه حاله، ويثوب إليه أمره، وإن أقعد أحدًا منكم الكِبَرُ عن مكسبه ولقاء إخوانه، فزوره وعظِّموه، وشاوروه، واستظهروا بفضل تجرِبتِه وقديم معرفته[13].


ولا يقل أحد منكم: إنه أبصرُ بالأمور، وأحمل لأعباء التدبير من مرافقه في صناعته، ومصاحبه في خدمته؛ فإن أعقل الرَّجُلَيْنِ عند ذوي الألباب، من رمى بالعُجْبِ[14] وراء ظهره، ورأى أن أصحابه أعقلُ منه، وأجملُ في طريقته[15].


وعلى كل واحد من الفريقين أن يعرف فضلَ نعمِ الله - جل ثناؤه - من غير اغترار برأيه، ولا تزكية لنفسه، ولا يكاثر[16] على أخيه، أو نظيره، وصاحبه، وعشيره، وحمدُ الله واجبٌ على الجميع؛ وذلك بالتواضع لعظمته، والتذلُّلِ لعزته، والتحدث بنعمته.


وأنا أقول في كتابي هذا ما سبق به المثل: من تلزمه النصيحةُ يلزمه العمل[17].


وهو جوهر هذا الكتاب، وغُرة كلامه، بعد الذي ذُكر فيه من ذِكر الله عز وجل؛ فلذلك جعلته آخره، وتَممتُه به، تولاَّنا الله وإياكم يا معشرَ الطلبة والكَتَبةِ بما يتولى به من سبَق علمُه بإسعاده وإرشاده؛ فإن ذلك إليه، وبيده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


وله في التوصية على إنسان:

حق موصل كتابي عليك كحقه عليَّ؛ إذ جعلك موضعًا لأمله، ورآني أهلاً لحاجته، وقد أنجزت حاجتَه، فحقِّقْ أملَه.

 

مصورة من كتاب: "مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع"




[1] تباروا في أنواعها.

[2] رواجها.

[3] زينتها.

[4] ترتفع.

[5] نظام أمورهم: عمادها.

[6] السفساف: الرديء الفاسد من كل شيء، ومحاقر الأمور: محقراتها وصغائرها.

[7] باعدوا بها.

[8] السُّخْفُ: ضعف العقل.

[9] مكتسبه.

[10] الإحنة: الحقد والغضب.

[11] إذا جار عليه الزمان.

[12] ابذلوا له مما تملِكون، وساعدوه بما تقدرون.

[13] استفيدوا من تجارِبه ومعلوماته.

[14] الزهو والكبر.

[15] أحسن في عمله.

[16] يغالبه.

[17] من احتاج إلى النصح وجب عليه العمل به.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة