• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

البيت بجاره (قصة)

البيت بجاره (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه


تاريخ الإضافة: 24/2/2016 ميلادي - 15/5/1437 هجري

الزيارات: 4794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البيت بجاره

 

ما إن بَزَغَتْ شمسُ الصباحِ، حتى بعثت شعاعَها صَوْبَ قطرات الندى العالق على غصون الأشجار، وكأنها حبَّات لؤلؤ مندثرٍ على بساط أخضرَ.

 

مع ذلك البُزوغ استيقظتْ رَهَفُ من نومها، باحثةً عن دُمْيةٍ سقطت منها أثناءَ ملاعبة النوم رموشَ عينيها الجميلتَيْنِ.

أخذت دُمْيتَها، وذهبَتْ بها نحوَ الحمَّام لغَسْلها وتغيير ثيابها؛ تُحاكي أمَّها عند أخذِ أخيها الصغير إلى الحمام.

إنها الطفولةُ، إنها البراءةُ! تَخرجُ بعدَ ذلك إلى الشارعِ كبقيَّة الأطفال؛ لتلعبَ بجوار المنزل.

 

في أثناء لعبها يَخرجُ العم عثمانُ من منزله كلَّ صباح، ما إن رآها حتى أنشَد لها أنشودة يلفت انتباهها:

رهف تشدُّ على الأغصان

بصوتٍ أفرح الصبيان

 

فردَّت عليه:

يا عمُّ يا عثمان

يا بائعَ الرُّمَّان

أعطِ رهف حبَّة

من ثمرِ البستان

أنت أميرُ الحي

ما تغضب الإنسان

 

تقدَّم إليها رافعًا إياها بكلتا يدَيه إلى الأعلى، وقبَّلها قائلًا: اليومَ إن شاء الله!

وضعها على الأرضِ، ومسح دُميتَها، ثم قبَّلها وانطلق.

عادت رهفُ إلى أمِّها فَرِحةً مسرورةً، قائلةً لها: اليومَ سيُعطيني عمُّ عثمان رُمَّانًا.

ظلَّت رهفُ تنتظرُ الحاجَّ عثمان حتى عودته، وعندَ العودة سارعت إليه تَطلُبُ ما وعدها به.

 

رهف: أين الرمانُ يا عم؟

عثمان: إنها معي، لكن لا أعطيك حتى تجيبي عن سؤالي.

رهف: أَسرِعْ؛ فإني على عَجلة من أمري.

عثمان: أين أسنانُك؟!

رهف: رَمَيْتُها إلى الشمس.

عثمان: ولِمَ يا بُنيَّتي؟

 

رهف: حتى أحصلَ على أسنانٍ من أسنان بنتها الغزال.

العم عثمان: مَن قال لك ذلك؟! فالأسنان يعطيها ربُّ العالمين؛ فهو مَن يُعطي ويأخذ.

رهف: هكذا قالت لي أمي.

 

العمُّ عثمان: لا يا ابنتي، أخبري ماما أن اللهَ مَن يُعطي، وهو من يأخذُ، لا غيره.

رهف: حاضر يا عم عثمان، لكن أين ما وعدتني؟

عثمان: ها هو تفضلي.

عادَتْ رهفُ إلى البيت حاملةً ما أعطاها العمُّ عثمان.

 

هكذا كلما ذهب العمُّ عثمان إلى السوق أو الحقل لا يعود إلا بهديَّةٍ لتلك الطفلةِ البريئة.

 

وفي يوم من الأيام خرَجَتْ كعادتها، لكنها لم تَجِدِ العمَّ عثمانَ ليُسلِّم عليها، انتظرَتْ حتى قرب الظهرُ، لكن لا جدوى لما تَنتظِرُ، تقدَّمت خطوةً خطوة إلى أن وصلت إلى باب دارِه، وهناك طرقت الباب، ففَتحتْ لها زوجتُه.

 

رهف: السلام عليكم.

الزوجة: وعليكِ السلام.

 

رهف: أهذا منزلُ العم عثمان؟ سمع العم عثمانُ الحديثَ، فردَّ بصوت منخفضٍ: نعم يا رهف، تفضلي.

رهف: السلام عليكم، لِمَ لَمْ تخرُجْ كعادتك يا عم؟

عثمان: إني مريضٌ يا ابنتي.

جلست رهفُ تتحدَّث إليه، ويردُّ عليها.

 

عادت رهفُ إلى أمِّها حزينةً منكسرةَ القلب! سألتها أمُّها: لِمَ الحزنُ يا رهفُ؟

رهفُ: العمُّ عثمان مريضٌ يا أمي!

الأم: ومَن أعلمَك بذلك؟

رهف: لقد زُرْتُه اليومَ.

الأم: غدًا نزورُه يا بُنيَّتي؛ فنِعْمَ الجارُ هو!

 

مرَّت الأيام فعَلِمَتْ رهفُ أن العمَّ عثمان فارق الحياة، وبعد وفاتِه سكن المنزلَ رجلٌ آخرُ، يُقال له: حسن، خرجت رهفُ كعادتها تلعبُ، فرجعت إلى البيت باكيةً حزينةً! سألتها أمُّها: لِمَ البكاءُ يا رهف؟

 

رهف: إن حَسَنًا أخَذَ مني دُمْيتي، ورفع صوتَه عليَّ، وكان حسنٌ رجلًا لا رحمةَ ولا عطفَ ولا حنان في قلبه؛ فقد أخاف كلَّ أطفال الحارة!

 

كانت رهفُ أكثرَ أيامها تستيقظُ من سُبات النومِ باكيةً؛ فتُسارِعُ الأم إليها، وتسألُها عن السبب، فتُجيب: إن حَسَنًا يُلاحقُني، ويريد قتلي!

 

هناك قرَّرَتِ الأمُّ تركَ منزلِها، والبحثَ عن منزل آخر، فلامَها الجيرانُ، فقالت: لنَبحث عن جارٍ يُشبهُ العمَّ عثمان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة