• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أمل في خدمة المجتمع (قصة)

أمل في خدمة المجتمع (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه


تاريخ الإضافة: 5/1/2016 ميلادي - 24/3/1437 هجري

الزيارات: 6342

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أمل في خدمة المجتمع


"أمل" طالبة في الابتدائية تحبُّ العلم حبًّا جمًّا، درست الابتدائية في القرية، ثم انطلقَت لتدرس الثانوية في المدينة؛ حيث إنَّ القرية لا ثانوية فيها؛ بسبب عادات الآباء السيئة؛ فهم يَحرِمون البنت من مواصلة التعليم بعد أن تُكمل الصفَّ التاسع.

 

كان والد أمل رجلًا متعلمًا فاهمًا، نزل عند رغبة ابنته حين طلبت منه أن تُكمل الثانوية في المدينة، رفض الوالد هذا الطلب في بداية الأمر؛ لعدم وجود السكن الخاص به، وكذلك عدم توفُّر المال، وبعد إلحاح قَبِل الوالد أن تُقيم في سكن داخلي يكون للطالبات أقامته الدولة لتشجيع الفتاة الريفية على طلب العلم.

 

كان والدها يزورها كلَّ أسبوع، ويعطيها كلَّ ما تطلب من كتب ومستلزمات.

 

كانت أمل تسكن غرفة مطلَّة على مستشفى الثورة، وكانت تسمَع المرضى وهم يصرخون بصوتٍ مرتفع، تراهم وهم يُعانون، فيومًا يجدون الدكتور، ويومًا يظلون ينتظرون حتى نهاية الدوام ويعودون بدون فائدة، فلا طبيب يَلقون، ولا يسلمون من التعب.

 

قررت أمل حينئذٍ أن تكون دكتورة؛ لتعمل في خدمة الإنسان، فهو أحق أن يقف الدكتور أمامه ليُعيد لهذا الإنسان الأمل في الحياة.

 

أقسمتْ في نفسها أنها ستتحدَّى الصِّعاب، وتُثابر من أجل خدمة الناس.

 

كانت تقول ذلك وهي تبغض كل مسؤول يخلُّ في عمله، كل مسؤول يقدِّم مصلحته الشخصية على مصلحة غيره، تبغض كل طبيب يترك المرضى ينتظرونه وهم بأمسِّ الحاجة إليه.

 

وبعد أن أكملت أمل الثانوية بدرجة جيد جدًّا، واصلت الجامعة، دخلت كلية الطب، ومن هنا قررت أن تهبَ وقتها لكل مريض يحتاجه.

 

تخرَّجت أمل بعد قضاء سبع سنوات في كليَّة الطب، تخرجت على إثرها بدرجة جيد جدًّا، عادت إلى القرية مُفتخرةً بما حصلت عليه، استأذنت والدها في السكن بالمدينة؛ فعملُها يتطلب منها ذلك.

 

استأجرت عمارةً كبيرة كتبت عليها: "عيادة أمل في خدمة المجتمع".

 

تقدم لخطبتها أكثر من رجل، لكنهم سرعان ما يعودون أدراجهم رافضين شرطَها الوحيد؛ وهو أن تعطي زوجها ما تبقى من وقتها؛ لأنها قد نذرته لكل مريض يدخل عيادتها.

 

تقدم لخطبتها معلِّم كانت أمل زميلته في الثانوية، وعند تقديم عرضها قبِل كل شرطٍ اشترطتْه قائلًا: إنني ما طلبتكِ إلا بعد معرفتي لشرطك، فإنني أحسُّ بما تحسين.

 

وافقت أمل عليه!

كانت تسكن في الطابق الأعلى من عيادتها، وفي يوم من الأيام صعدت إلى سكنها بعد أن انتهى دوام العمل، فقد انتظرها مَن تُحبُّ كثيرًا.

 

دخلت الغرفة وجدت أن زوجها قد جهز لها كل ما تطلب مِن أكل، تقدمت إلى المطبخ بدأت تتناول وجبة العشاء المتأخِّرة، أكملت وأرادت أن تقوم بغسل أواني المطبخ، عرف زوجها أنها متعَبة، تقدم نحوها، أخذ ما بيدها ليغسل عنها أواني المطبخ قائلًا: على مَن أحبُّ أن يجهِّز نفسه للنوم، وأنا مَن أنظِّف أوانيه.

 

سارعت الزوجة لتجهيز نفسها، فهي تعرف ما يدور في فكر زوجها، تقدمت إليه بعد ذلك، وبينما هي تضاحكه ويضاحكها إذا بجرس العيادة يرنُّ بأن عليك بالإسراع إلى العيادة، فهناك طارئ قد حصل!

 

نظرت إلى زوجها، فهو يعرف شرطها، حرَّك رأسه؛ أي: نعم، عليك بالذهاب إلى عملك..

جهزت أمل نفسها، ونزلت نحو العيادة، وجدت أن هنالك رجلًا ينزف دمًا، ولا بد عليها أن تُنقذ حياته.

أعدَّت أمل غرفة العمليات، ولم تسأل عن الرجل ولا عن ماله، أدخلت مريضها إلى الغرفة، وبدأت بإجراء العملية.

 

وما هي إلا ساعتان حتى أكملت العملية، عرفت بعدُ أنَّ مَن جاء إليها كان والد زوجها، أكملت بقية العمل، ثم صعدت إلى المسكن، وجدت زوجَها قد اتخذَ لنفسه غرفة أخرى غير غرفة نومِها، فلم تُكلِّمه أو توقظه حتى استيقظ في الصباح، وعندما أراد أن يذهب إلى عمله مغضبًا سألته أمل: ألا تريد أن تسأل: ما الذي حدث؟

 

أجاب: نعم؛ لا أريد؛ فهو يخصك يا دكتورة، فقد نذرتِ نفسك لخدمة المجتمع، ونسيتِ حقوق زوجك.

 

فلست متفرِّغًا لكلامك الآن؛ فإني على عجلةٍ من أمري!

قالت: هدِّئ من غضبك، وانزل معي لترى مَن حرمك حقوقك أيها الزوج الفاضل.

نزل معها، فوجد أنَّ المصاب كان والدَه، التفت ليرى هاتفه: لِمَ لمْ يتَّصل به أحد؟

وجد أن أكثر مِن عشرين اتصالًا لم تَصلْه بسبب عدم وجود تغطية!

عاد إلى زوجته قائلًا: ولِمَ لَمْ تخبريني عند وصوله؟

قالت له: حتى أجعلك ترتاح، وأنا من أقوم بالواجب، هكذا عاهدت نفسي.

 

وفي اليوم الثاني راجعت أمل نفسها، فاستشعرت أنَّها مقصرة في حقوق زوجها، استدعت الزوج وقدمت له ظرفًا بداخله مال ورسالة، فتح الزوج الرسالة، وجد مكتوبًا فيها:

"زوجي العزيز، لقد قصرتُ في حقك وواجبي نحوك، ولكن خذ ما أعطيتك، فهو مالٌ يكفي لجلب زوجة أخرى تُقيم بيننا؛ حتى تُسعدك وتعطيك ما حرمتك".

 

سارع الزوج نحوها، طرق عليها الباب، وضع بين يديها ظرفًا مكتوبًا فيه:

"زوجتي العزيزة، لقد قبِلتُك زوجةً ليس لأتمتَّع بكِ؛ وإنما لتَجعلي من أولادي من يحذون حذوك".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة