• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الشمعة (قصة قصيرة)

عبدالغفور مغوار


تاريخ الإضافة: 10/11/2015 ميلادي - 27/1/1437 هجري

الزيارات: 20962

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشمعة


انقطع التيارُ الكهربائي بفعل هبوبرياح قويَّة؛ مما زادني توترًا تلك الليلة، أطفأت الشمعة بنفث قويٍّ يفشي سرَّ احتقاني، وجذبت بنفس العصبية لحافي ألفُّ به رأسي، حاولت إغماضَ عينَيَّ استعجالاً للنوم، فأبَتِ الأهداب أن تلتقي، أحسست باختناق؛ فأخرجتُ رأسي من تحت اللِّحاف، فبدَتْ لي الشمعة متَّقِدة من جديد بضوء خافت، لسانها كان ثابتًا لا يتحرك؛ تيبَّست شفتاي حين همَمْتُ بالنفث عليها لتنطفئ، نَمِلَ كلُّ عضو في جسدي، ودارت بذهني خرافات مبهمة، سألت نفسي: هل انطفأَتِ الشمعةُ قبل أن أغمَّ رأسي باللحاف؟ فأجاب صوت قريب مني:

• ما دهاك؟ أَأَذْهَبَتِ السِّنون تركيزَك أيها البائس؟


لم أستطع الردَّ، ولا تمييز مصدر الصوت، همهمت بشيء أنا نفسي لم أميِّزه، فجاءني صوت قهقهةٍ قريب جدًّا، فحدقت بالشمعة، وصار الصوت يُردد:

• تحدق بي هكذا، كأنك لم ترَ شمعة من قبلُ تتحدث كما يتحدَّثُ البشر؟!


أردت أن أقول: نعم، إنها الحقيقة، لكن لساني تاهت عنه لغتُه، حاولت أن أنهض، أو على الأقلِّ أن أعتدل على مرفقي، ففشلتُ، ضاعت أعصابي بمواصلة الصوت:

• تريد النومَ، ومِن أين لك أن تنام وأنت بلا جسد؟!


حاولت أن أتحسَّس ذاتي تحت اللِّحاف، فما لمستْ يدي - أو ما أزعم أنها كانت يدي - إلا الفراش.

سألت: أين أنا؟ أين ذهب جسمي؟ أرى وأسمع وأفكِّر، فأين الباقي من جسدي؟


ضحك الصوت مرة أخرى مردِّدًا بسخرية:

• عبثًا تحاول أن تجد نفسك في هذا الظلام المؤثَّث بهذا الضوء الخافت مني؟


قلت: ضوء خافت، لكنْ مُؤْنِسٌ، وكان ما قلت لم تتحرك به شفتي، ردَّتِ الشمعة بعدما تيقَّنت أنها هي مَن تحادثني:

• أبشع ما رأيت: إنسان ذائب، تقوم على دمعِه شمعة لا تريد أن تنطفئ!


بالفعل، كنت أذوب ودمعي يهمي، سمعت من تلك الشمعة حكايات مَن قابلت قبلي، وكيف كانت نهايتهم؛ فتخيَّلتُ نهايتي على أحوال متعددة ومختلفة، كلها أليمة ومُحْزنة! هل كانت بداية جنون غير متوقَّع؟ هل كان كابوسًا مباغِتًا؟

 

لم أنتبه أني في غمرة تلك الحيرة قد نمتُ أخيرًا، ولكن عند صحوتي وجدت نفسي أنفثُ على الشمعة، وأجذب اللِّحاف على وجهي، مغالبًا حاجتي المُلحَّة في السهر، ولما غمَّ عليَّ اللحاف، أخرجت رأسي لآخذ نفسًا، فصدمت لكون الشمعة كانت لا تزالُ متَّقدة، وأصوات غريبة تخاطب غرباءَ في غرفتي لم تَرَهم عيني، كانوا قد ذابوا في أماكنهم حسب ما فهمتُ من سياق ما جاءت به الأصوات، فسلَّمت بكوني قد أصبحت أنا أيضًا فردًا ضمن كائنات ذائبة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة