• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

آباء صغار! (قصة قصيرة)

محمد حسن جباري


تاريخ الإضافة: 29/10/2015 ميلادي - 16/1/1437 هجري

الزيارات: 4602

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آباء صغار!
(قصة قصيرة)


دلف أحمد إلى البيت مسرعًا، وقد بُحَّ صوتُه من شدَّة البكاء.

 

ما كادَت حياةُ تسمع صوت ابنِها الضَّارع حتى أسرعَت إليه والِهةً حيرى، لا يكاد صوتُها المتهدج يغادِر حنجرتها، وهي تصيح:

• ما بك، ما بك؟!

 

ما كادَت عيناها تقعان على وجهه النَّاصع - وقد خضبَت الدِّماءُ ناصيتَه الصقيلة - حتى نادت:

• كمال.. كمال!

 

أقبل كمال يَغُذُّ الخُطى، يَسبقه عنقُه ورأسه؛ حيرة وفضولاً.

• من الذي تسبَّب لك بهذا؟!

• فريد.

 

أطلق كمال ساقيه للرِّيح، وانطلق باحثًا عن فريد، وقد تقلَّصَت تقاسيم وجهه، وازدادَت عيناه جحوظًا، وخرج وهو يكلِّم نفسه كالمجنون.. لا يشك النَّاظرُ إليه أنَّه ينوي شرًّا.

 

وقعَت عيناه على فريد، وهو جالس على الأرض، مقبلاً على اللَّهو بألعابه كعادته.. ووجهه البريء ينضح سعادة وسرورًا.

 

دون أي كلام، أو أدنى استفسار.. وجَّه كمال صَفعة من كفِّه الغليظة إلى خدِّ فريد، ارتطم رأسُه بزاوية الجدار، سال الدَّم من رأسه، وانسدل خيوطًا على جبهته ووجهه.

 

بعد دقائق.. غص الحيُّ بالجيران، وهم يحاولون حجزَ الرجلين بعضهما عن بعض، وقد تحوَّلا إلى ثورين هائجين، تتطاير رشقات الزَّبد من أفواههما، وتنطلق منهما قذائف الشَّتائم المقذعة، التي تَندى لها الجباه.. بعد أن قصرت أذرعهما الممدودة عن أهدافها، ولولا موقف الجيران لكان للمعركة شأن آخر.

 

في مركز الشُّرطة أدلى كلٌّ منهما بأقواله، وأودع كلٌّ منهما عريضةَ شكوى ضد الآخر.

 

فَشِلَتْ جميعُ المساعي التي بادَر بها أهلُ الخير في الصُّلح بينهما، ولم يَبق من مَسعًى لفضِّ هذا الخلاف - الذي لا يزداد خرقُه مع مرور الأيام إلا اتساعًا - إلاَّ مطرقة الخشب.

 

بعد أيام من هذا الجوِّ الذي تزداد غيومه اسودادًا وتراكمًا، خرج كمال - كعادته - صباحًا، فوقعَت عيناه على ولده - أحمد - وهو غارِق في لهوه مع فريد! كأنَّ شيئًا لم يكن!

 

رفع رأسَه.. لتقع عيناه على جاره - والد فريد - وكان هو الآخر يَرقب المشهد ذاهلاً.

 

انفرجَت الشِّفاه المزمومة عن ابتسامة مشرِقة، انتزعَتها رَوعة المشهد.. وأسفرَت الشمسُ عن وجهها الضَّاحك من خلف الغيوم، وتسلَّلَت نسائم الرِّضا إلى أتون القلوب المقبوضة، فأسلسَت الأخيرة قيادها لمشاعر الودِّ والصَّفح.

 

تقدَّم الرجلان بخطًى وئيدة، أبعدا الولدين.. وجلسا مكانهما يَعبثان بقِطع الألعاب، ويبتسمان!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة