• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

قصة واقعية: عاقبة اليقين

قصة واقعية: عاقبة اليقين
علي صالح طمبل


تاريخ الإضافة: 25/10/2015 ميلادي - 12/1/1437 هجري

الزيارات: 23099

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة واقعية: عاقبة اليقين

 

بعد اليوم الختامي للمعرض الذي تشارك فيه المنظَّمة التي يعمل بها، استقلَّ سيارته متوجهًا إلى منزله في وقت متأخِّر من الليل.


كان يومًا شاقًّا من أيام العمل، يُضاف إلى الأيام الثلاثة الماضية، غير أنه يزيد عليها؛ باعتباره يوم الحفل الختامي الذي استمرَّ إلى ساعة متأخرة من الليل.


في الطريق كان ذهنه دائب التفكير والشرود في أمر إعداد المعرض، والكيفية التي خرَج بها، وأهم الإيجابيات والسلبيات، وهل نال إعجاب الزوار أو لا؟ وغيرها من الخواطر التي تصبُّ في بوتقة العمل.


وحين انعطف إلى أحد الشوارع، أبصر على جانب الطريق من يشير إليه بيده طالبًا إيصاله، كان الشارع مظلمًا، لكنه استطاع بشيء من التدقيق أن يرى رجلاً وبجواره امرأة تحمل طفلاً.


توقَّف بالرغم من استغرابه لوجود رجل وامرأة في هذا التوقيت المتأخِّر، خاصة في طريق ممتدٍّ يقود إلى منطقة تقع في أطراف العاصمة.


وبعد أن ركب الرجل والمرأة وتحرَّكت السيارة لمسافة قصيرة، سأل الرجل عن سبب خروجهما في هذه الساعة المتأخرة من الليل، فأجاب بأنه وزوجته في طريقهما إلى المستشفى لزيارة قريب لهما في حالة مرَضية حرجة.


عاد للانشغال بقيادة السيارة والتفكير في تداعيات المعرض والأثر الذي ستحدثه مشاركة المنظمة، ولكنه فجأة تذكر شيئًا في غاية الأهمية، فكاد يوقف السيارة! لقد نسي الحقيبة التي تحوي جهاز الحاسوب الخاص به (اللابتوب) وأوراقه الثبوتية المهمة!


يا ألله! نعم نَسِيَها حيث صلى في جماعة بحديقة مبنى الاحتفال؛ لعدم وجود مسجد بالمبنى على ضخامته.


تساءل في نفسه: كيف وصل به الأمر إلى أن ينسى هذا الجهاز مع أهميته القصوى في غمرة انشغاله الذهني والجسدي بالعمل؟! كيف نسيه بالرغم من كونه يحفظ معلومات العمل التي دأب على جمعها على مدى ست سنوات كاملة؟! يبدو أن العمل استغرقه أكثر من اللازم!


لم يكن يَأْبَهُ لقيمة الجهاز المادية بقدر ما تهمُّه المعلومات التي يصل بعضها إلى درجة السرية البالغة، والأدهى من ذلك أنه لا يملك نسخة أخرى من أغلب هذه المعلومات المحفوظة في (اللابتوب)؛ وهذا يعني أن ضياع هذا الجهاز سيضطره إلى أن يبدأ من الصفر، بعد أن يكون قد هدم رصيد ست سنوات كاملة من العمل!


وارتفعت دقات قلبه حين تذكّر أنه ترك حقيبته في الحديقة التي كان موجودًا بها في ذلك الوقت ما لا يقلُّ عن سبعمائة أو ثمانمائة شخص، جاؤوا للمشاركة في حفل الختام، فمن يدري لعل فيهم من اعتاد السرقة، أو ربما تسلّل وسطهم بعض المتشرِّدين والمجرمين الذين لا تخلو منهم الشوارع، فتكون الحقيبة صيدًا سهلاً لهم مع قلة المراقَبة الأمنية التي يصنعها ازدحام الناس، وانشغال أكثرهم بفعاليات الاحتفال.


ماذا يفعل؟! هل يعتذر لهذا الرجل وزوجته ويتركهما في هذا المكان النائي في هذه الساعة المتأخرة، ويعود أدراجه إلى مكان الاحتفال علَّه يجد الحقيبة؟ أم يوصلهما وليحدث ما يحدث؟!


تذكّر حينَها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات))، فقال في نفسه: أليس من هذه الآفات والهلكات السرقة؟! وأليس إيصال هذا الرجل وزوجته التي تحمل طفلاً رضيعًا من صنائع المعروف، خاصة في هذه الساعة؟! إن كان العمل الذي أعمل فيه الآن من صنائع المعروف التي تقي الآفات والهلكات - بما في ذلك السرقة - فَلِمَ الخوف إذًا؟! وأين اليقين والتصديق بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))؛ إذًا ما دمتُ في حاجة أخي، فسيكون الله عزَّ وجلَّ بلا ريب في حاجتي، وسيُحيط حقيبتي بعنايته التي تحفظها - بما فيها - من كل سوء، بل وسيُسخِّر أيادي أمينة لتحفظها إلى أن أستردَّها بإذن الله.


أخيرًا حسم أمره، وعزم على المضي قدمًا في طريقه وإيصال الرجل وزوجته.


وحتى يَعقِلها ويتوكَّلَ اتصل بأحد المنظمين للمعرض وأبلغه بفقدانه لحقيبته، لكن المنظِّم اعتذر له بأنه قد غادر مبنى المعرض، ووعده بأن يتصل بأحد أفراد الأمن ويُبلغه بما حدث.


وحين أوصل الرجل وزوجته إلى المستشفى - بالرغم مِن بُعدها عن مقر سكنه؛ مراعاةً للظرف والساعة المتأخرة، حيث تخلو الشوارع حتى من سيارات الأجرة - دعوَا له دعاءً حارًّا، وشكراه بشدة.


وعلى فراش النوم، عاودته المخاوف مرةً أخرى، وارتسمت في مخيّلته صورة شخص يأخذ الحقيبة بحذر، ثم يتسلل إلى خارج المبنى وهو يبتسم مُمنِّيًا نفسه بقيمة ما فيها، ولكنه سرعان ما طرد تلك المخاوف، واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وقرَّر أن يخلد إلى النوم.


وفي الصباح رنَّ جرس الجوال، فأسرع إليه مدفوعًا بالأمل، فكان صوت عضو اللجنة المنظمة للاحتفال وهو يقول له: أبشر.. لقد وجدنا الحقيبة، وهي الآن في أيدي أفراد الأمن بالمبنى، فتهلَّلت أساريره فرحًا، وحمد الله، ثم شكر المتَّصل، وقال: نعم؛ إنها عاقبة اليقين!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة