• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

المستضعفون في الحقل (قصة)

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 7/6/2015 ميلادي - 20/8/1436 هجري

الزيارات: 4703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المستضعفون في الحقل


ثلاثة هم، اثنان منهم يجوبان الأرض قهرًا تحت ظلمة مُصطنعة؛ فما زالت شمس النهار تلسع أجسادهم لسعًا، عطاشٌ برغم خرير الماء الناشئ عن هديرِه.

 

وأما الثالث، فمطية لكلِّ راكب، مكبَّل بعربة الحصاد والزراعة، فضلاً عن كونه الوسيلة لصاحب الحقل في المكوث والنقل، وشاهد عيان على الخديعة الكبرى التي يظن صاحباه بها أنهما في سياحة، وما يُغادران الساحة، لكنه صامت يخشى أن يُفصح.

 

وأما الرابع، وما أدراك ما الرابع؟! فمُتابع وملاحق، ولاهث خلف صاحب الحقل يُحيِّيه أينما حلَّ، مُدلَّل رغم أنف الثلاثة سالفي الذِّكر؛ فطعامه النضيج، ومقامه الظل، فباتت عيون الثلاثة ترمقه حسدًا وبغضًا، ينتظرون هدأة الليل وسكونه، ودفْء المكان وشموله، حتى يُفصح كلٌّ منهم عما يُكنُّه صدره حيال هذا المُدلَّل.

 

الأول: ألا ترون أن ذلكم النبَّاح مرفَّه بما لا يَستدعي، ونحن مستضعفون بما يكفي؟!

الثانية: صدقتَ، هو ذلك، فما من عمل يعمله سوى النباح إيذانًا بقدوم صاحب الحقل وملازمته أينما انتَقَلَ!

الثالث: كُونَا منصفَينِ؛ فهو يسهَر حيث نَنام نحن، ويَبيت في العراء ومبيتنا الدفْء، وإن زمَّ على مُقلتَيه بأجفانه فمِن عنتِ التعب ومجابهة النوم؛ حرصًا على سلامتنا، وإخلاصًا لرب الحقل.

 

الأول متهكِّمًا: وما عساه سيفعل لو سَطا علينا الآن سارق للغِلال أو حتى لنا نحن؟!

الثانية: ولو تراه مِن بعيد يُخيَّل إليك مِن طوله كأنه نمر يسعى أو فهد يصول!

الثالث يبرر: لقد كنتُ حاضرًا وشاهدَ عيان على يوم شرائه؛ فلقد انتقاه صاحب الحقل قويًّا ليكون له حصنًا وسندًا، ألا تفهمون؟

فلربما كان العصا التي يَضرب بها دون أن تمسك بها يمينه أو التي يُلوِّح بها لغاصب.

 

الأول معترضًا: ونحن، ألا نتعب؟! ألا نكدُّ في هذا الحقل؟! ألسْنا مُسخَّرين لكل شاق وعسير، وصاحب الحقل- كما تراه- لا يؤمن بالتطوير في الحرث والسُّقيا؟!

الثانية داعمةً كلام الأول: بَلى؛ نكدُّ ونتعَبُ، فضلاً على مِنحة الله لي ولصِغاري.

الثالث: ناما وانعما بسكون الليل؛ فما أقرب غزوة الشمس وصحوة الفلاح؟!


الأول ثائرًا: وحتى متى سنظلُّ مسخَّرين بلا داعٍ ولا تقدير؟!

الثانية: انظر ماذا ترى وأنا أدعمُك، ودعك مِن هذا الحمار.

الثالث نافيًا: لا تُشركاني فيما تُدبِّران.

 

الأول: لا يَعنيك الأمر، فالتزم الصمت.

ثالثهم مبتسمًا: الصمت! ما أروع الصمت! ملاذي من زمن بعيد!

تُعاود الثانية تحفيز الثور؛ لترفع من بركان ثورته، وتُفرغ عليه من جام الغضب فتقول: أفصِحْ وسوف أدعمك لنُؤتى حقَّنا المسلوب.

 

يدور الأول برأسه في المكان صولةً وجولةً، ثم يَميل عليها:

إذا كنا في خروج مع الفجر الغازي، وذلك الرابض قد أنهكه وأضناه السهر، واستجابةً لسياط صاحب الحقل بقرْنا البطن دون قصد.

 

سكنَت الثانية بعض الوقت، ثم قالت- دون قصد-: وأنا سوف أنعق بما لا يسمع صرَخة الرابض لصاحب الحقل! حيكت المؤامرة، وبقي أخذ العهد على الثالث ألا يَشي بهما.

 

فتهكَّم: حتى ولو نفق بغير قصد مِنكما، فصاحب الحقل لن يترك حقله بدون حارسِ ليلٍ يَحرُسه.

 

الأول: قلنا: لا نرجو منك غير الصمت!

الثالث: ما أروعَ الصمت! ملاذي من زمن بعيد!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة