• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أماه..

طارق البرغوثي


تاريخ الإضافة: 24/3/2015 ميلادي - 4/6/1436 هجري

الزيارات: 8417

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أماه..


لم تُخطئ العربية بنسج الحروف التي تليق بمقامك

فأنت الأصل، والأصل أنت

وكل ما دونك فروع

فأنت الشجرة الباسقة

والدوحة الرغيدة التي تظللنا ونفيء إليها!

 

أماه، بك تزدان الحياة

أنت كالروض تَهبيننا من زهرك كما نشاء

يفوح من أردانك كل طيب

لولاك كانت الحياة علقمًا

فأنت بلسمُ كل جرح

"ومرهم" كل ألم

بك غدَتِ الصحراء القاحلة روضةً غنَّاء

فكما الليل يبدده النهار، وكما اليأس يهزمه الأمل

وكما القمر زينة بين الكواكب..

أماه، أنت كنت وما زلت الأمل

وكنت وما زلت القمر!

 

قبل أعوام كثيرة كنت طفلًا بلا أمل

فقد كانت طاقة اليأس لا تتسع للنور، إنسان بلا غاية!

كان الفقر والهم دثارنا المسائي

والمشاكل هي دثارنا الصباحي

كنا ندفِنُ رؤوسَنا في حضنك لنستشرف المستقبل المشرق

 

كنت تتسللين من طاقة اليأس، تطلين وأنت تغالبين دمعة مقهورة كانت تحتبس بين محاجر عينيك، لتنسجي لنا أملاً من أهدابِ عينيك، ومن دماء قلبك!


رغم الوهن والألم اللذين كانا يعتصران قلبك، كنت دائمًا تقولين لنا: إن المستحيل فقط في قاموس العاجزين!


لم تتعلَّمي يا أمي في مدرسة، ولكن مدرسة الحياة التي تخرَّجت منها منحتك شهادة الدكتوراه الفخرية في التربية.


ثم مِن جامعة أخرى منحت جائزة تكريمية في التحفيز وإدارة الأزمات.

من تلك المشكاة أخرجت لنا كل ينابيع الحكمة، فتفجرت على يديك.. ألا بُورِكت تلك الأيادي الطاهرة..

كنتُ أكتب دائمًا، وأتخيل وأنت تقرئين ما أكتب.

وأسمع دقات سيمفونية قلبك تتراقص على وقع الحروف.

وبرغم أنك كنت لا تقرئين ما أكتب، فقد كنت أسمع لك من بعيد.

حيث المسافات تقطع بيننا

محاولًا أن أطربك

وكنت أنت في غربتي سِراجًا؛ لأن روحك سكنت فيَّ

فكنت أكتب وأكتب؛ لعلمي أن كل حرف له وقعٌ لطيف على قلبك الطاهر

أماه..

 

لا تغادرني صورتك وأنت في محرابك تلهجين لي بالدعاء

أن أكون أحسَنَ الناس وأفضل الناس

وتلحّين على الله ويداك ضارعتان لا تنزلينهما وكأنك تنتظرين الإجابة!

أماه، كم تحممنا بعطرك، وتنشفنا بنور ابتسامتك!

أماه، كم تقلبنا بحِضنك، وتدثَّرْنا بنور رحمتك!

أماه..


إذا لم تسفح العبَرات لمقامك السامي، فلمن تسفح؟!

أما إذا الحرف لم ينسج في مقامك السامي كل القصائد، فلمن ينسج؟!

أماه، أنت جنتي في الأرض، وجنتي في السماء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أماه
حسن البرغوثي - الأردن 22-03-2016 02:45 PM

المقال يجسد إطار حياتنا منذ الطفولة العجزة حتى الشباب والعطاء ولكن سرد الفضائل للأم بهذة الطريقة يجعلك تقف أمام عملاق في التربية والإدارة والقيادة وإدارة الأزمات المادية والنفسية..." هي الأم ملهمة بحد ذاتها للإبداع دون منازع "
أحسنت يا أبا عمرو...

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة