• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

تخمة (قصة قصيرة)

أحمد كمال أحمد محمد


تاريخ الإضافة: 19/3/2015 ميلادي - 28/5/1436 هجري

الزيارات: 4411

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تخمة


يعزق الأرض، يُلقي البذور في فمها، يمسح عرقه بكُمِّ جلبابه، يدس قطعة خبز يابسة في فمه، يغط في نومه بجوار فأسه، على مصطبة فُرِشت عليها حصيرٌ من الحلف..

 

حياة مختزلة في عين بعض الناس في الشقاء، لكنها كانت بالنسبة لمسعود عين الرضا، لولا عين والده التي لا ترحم، والده الذي ورث بضعة قراريط، ومسعود دائم الشكوى، ينزل بهراوة كلماته على زوجته حين ينعتها بالبومة، ويجلد ظهر مسعود أنه حمار، أبناء أعمامك ساحوا في القاهرة يجعلون التراب ذهبًا، يروحون خماصًا ويعودون بطانًا، وأنت قابع بجوار أمك كالبغل.

 

عسعس الليل ودلف مسعود للمقهى، يسمع من أخبار كنوز القاهرة، وحزم أمره للسفر ليعمل في مصنع البلاستيك في منشية الصدر، خرج متسللاً في عتمة الفجر، فالموجوع يكفيه الهروب من مطرقة النظرة، قطار ينقل جسدك من كهف الرضا إلى صحراء القرش، رأسي ممددةٌ على نافذة القطار، وعيناي تسلم على رؤوس الأزهار، أبسمُ تارةً لتذكر فأسي، وأمسح دمعة حين تنهشني صورة أمي الشريدة في غابة والدي، غول اسمه القاهرة يلوح في الأفق، يرتجف منه قلبي القروي، مسعود راضي هكذا نطقت اسمي بصوت مرتعش أمام صاحب المصنع، مهمتك يا حاج مسعود غسل البلاستك في إناء كبير من الثامنة صباحًا للثامنة مساء مقابل خمسين جنيها، خمس سنوات عجاف مرت، أرسلت فيها كل أرغفتي لوالدي، ولم يرسل لي إلا شوك المهانة.

 

ما أصعب أن يكون غذاؤك كلمةَ شكر، أو نظرة حنان، من قلب لا يضخ إلا الأنين! وما أقسى أن يجبرك القهر على العودة! كانت الإبرة المنغرسة في إصبعي بدلاً من أن تنغرس في حذائي المرقع كافية لإفاقتي من غيبوبة الذكرى، كانت راحة يدي الثانية تتحسس بطني المنتفخة، ليس كرشَ عز أبناء عمومتي، لكنه كرش الهم، الذي أخبرني به الطبيب اليوم، حين قال بصوت متحشرج، الكبد يا بني، وصل لمرحلة الاستسقاء، كانت نفسه تصرخ بين جنبيه، وتضغط عليه بقوة، من سيأخذ عزاؤك يا مسعود؟ فتأتيه الإجابة محملة بالوجع، عزائي أن ألتحف بتراب يقيني من صقيع الغياب، أتمُّوا دفنه، وربض بجواره حماره طيلةَ الليلة، وفي الصباح رفضت فأسه تَقبُّلَ العزاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة