• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الغربة (2)

طارق البرغوثي


تاريخ الإضافة: 12/3/2015 ميلادي - 22/5/1436 هجري

الزيارات: 5953

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغربة (2)

 

في الغربة ولعٌ ووجَع...

ولع بالذكريات، وماضٍ فاتْ..

ووجَعٌ من المصير وما هو آت.

 

قال جالينوس: إنَّ أنقى هواء في العالم هو هواء اليونان.

 

وقال ابن رشد: إن أنقى هواء هو هواء قُرطبة.

 

ولم يعلموا أن أنقى هواءٍ هو هواء بلدي فلسطين، بوابة السماء!

 

نار الغربة لهيب، ونار الشوق للوطن مُحرِقة..

 

عندما تحتضن الوطن للزيارة تَقتُلك فكرة الرحيل..

 

وعندما تكون في الغربة يَقتلك الانتظار..

 

أغمض الجفون على القذى ليَغفو الوطن قرير العين..

 

أدعو الله كل طالعة صباح أن تُشرق شمس المعرفة في وطني كما تُشرق الشمس مُبدِّدةً سُحُب الظلام..

 

يا موطني، غنَّينا في رباك أشعارًا..

 

يا موطني، سفحْنا بعشقِك دموعًا مدرارًا..

 

كم تألَّمنا ونحن نُعاين نزفك..

 

وكم سهرْنا نُحاول تضميد جرحِك..

 

آلة العَين لا تعمل إلا في الوطن..

 

وعضلة القلب لا تضخُّ إلا في الوطن

 

كنتُ دائمًا أجفِّف منابع الوهن في المشاعر التي بدأت تَخبو كما ينطفئ السراج في ليلة شاتيَة، هي كل ما أملك أن تَبقى مشاعري تجاه الوطن والأهل متَّقدة..

 

كنت أقرأ كثيرًا في أشعار الحبِّ والحنين إلى الوطن حتى أغسلَ الرُّوح من وطأة الغربة ومن وحشة المكان.

 

حفظتُ أشعار الوطن، والغربة، والحنين، غنَّيتُها ورويتُها، وجعلت الوطن في قلبي قصيدةً.

 

في الغربة: العين لا تُبصر، والأذن لا تطرب، الروح توَّاقة لصوت العنادل وخَرير السواقي وحفيف الشجر.

 

أُبقي الوطن على عدسة عيني، أتخيَّل طَيفه في منامي، أُناجيه في أحلامي، أستمد منه قوَّتي وآمالي، وأمسَحُ بِرَجْع طيفه حرماني وآلامي..

 

أضمُّ الوطن بين ضلوعي، أحمله في قلبي، وبين أهداب عيوني...

 

أرسمه نقشًا فسيفسائيًّا وأحوِّل حروفه إلى إلياذَة أترنَّم بها في صُبحي ومسائي..

 

أيُّ نِعمة أنتَ يا وطني، وأي وجع؟!

نِعمة في القرب، وجع في البعد..!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة