• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

العون (قصة قصيرة)

هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 18/11/2014 ميلادي - 26/1/1436 هجري

الزيارات: 4828

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العون


تردِّد الجارة أم أحمد:

• الأطفال أحباب الله.

وتجمعهم حولها بعد العصاري، فتحلب في آذانهم حكايات من ألف ليلة وليلة بقصورها العامرة، وبحارها العاتية، وغاباتها الموحشة، ومملكة الجان، والعفريت النفريت "العون" الطويل الطويل جدًّا جدًّا.

 

نادت أم الطفل حسن ابنها ليشتري لبنًا، لكنه يصغي بكيانه كلِّه للحواديت المسلية العجيبة.

 

سايسَتْه، وسحبتْه من دنيا العجائب والغرائب، ووعدته أم أحمد أن تُعيدَ عليه ما يفوته.

 

"حسن" لم يُكمِلِ العاشرة، ناولتْه حلَّةً نحاسية مبيضة.

 

مشى الولد حافيًا بالطريق الترابي المحاذي لترعة العزبة حتى وصل للسقالة، عبرها فصار الطريق طويلاً نحيلاً محاذيًا للترعة، التي عرجت معه وسط حديقة غطَّتْها عتمةُ الغروب، وامتدَّتْ ظلالُ الأشجار الموازية للترعة.

 

حلَّ بأم عطية، فحلبتْ له من الضَّرع مباشرة.

 

عاد باللبن يرتجُّ رغمًا عنه، يَحبِسُ نفَسَه، ويُهدِّئُ من خطوه.

 

أرسل الولد بصَرَه، فافتقد القمر، وآب بالعتمة.

 

اللبن يتمرد، يأمر اللبنَ أن يكفَّ عن الشقاوة، والعفرتة.

 

تخطَّى السقالة.

 

في طريق عودته امتد الشارع الترابي أمامَه.

 

كذلك لما نظر وراءه وجد طريقًا مستطيلاً، كثير الأشجار، كثيف الظلال المنطرحة على الأرض، في ترعيب كأنها جسامين الميِّتين.

 

عمَّ الظلام، شعَرَ الولد بالخوف، نظر خلفه لعله يلتمس إنسانًا يُؤانسُه بالسير إلى جانبه حتى يصل للبيت.

 

لمح "عمّ الرومي" القصير جدًّا قادمًا من ورائه من بعيد، فبطَّأَ من خطوه؛ بغيةَ أن يلحقه عم الرومي ويوصله إلى البيت؛ فهو يسكن غرفةً بنفس المنزل.

 

وكلما درج الصغير خطوات عاود النظر، فإذا بعم الروميِّ اقترب أكثر، واشتدَّ وضوح هيكله أكثر.

 

وبعد قطع مسافة هيِّنةٍ التفت وراءَه فرأى الرجل قد اقترب إلى حدٍّ ما، ولكنه لم يعد قزمًا.

 

ثم إنه لوح رقبتَه فرأى رجلاً طويلاً، فقال الولد في نفسه:

• لم يكن "عم الرومي".. المهم أنه رجل يُؤْنسُني.

ثم التفت فوجد نفسَ الرجل أمسى طويلاً طويلاً، ويطولُ ويطولُ حتى صار أعلى من النخل الباسق، فثبَتَ في وعي الطفل أنه العفريت النفريت "العون" الراعب؛ الجن الطويل جدًّا.

 

وهنا أدرك الفزعُ الطفلَ في الظلام، فأطلق صارخًا صيحةً شرخَتْ صمتَ العزبة المطبِقَ زعقةً حادة جدًّا:

أمَّاااااه!

جرى يردِّد! ويُعيدُ الصراخ في رعب! ورعدة تَرجُّه رجًّا! حتى فزَّتْ له أمُّه، واحتضنتْه وهو يرتعش.

 

"يدفِسُ" رأسَه في بطنها الطريِّ معولاً متمتمًا باكيًا: العون العون العون!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة