• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حكايات سلمى (2)

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 7/8/2014 ميلادي - 11/10/1435 هجري

الزيارات: 4524

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكايات سلمى (2)

انتظار


حكَت سلمى أنه: لما كانت أمها على شفا جرف دانٍ من الرحيل، اتخذت من نافذة تُطلُّ على البحر الكبير مرصدًا لها، فكانت كلما مرَّ ركبٌ بأشرعة بيضٍ وبيارق خضر فرحَت وارتعشَت وتمتمَت بكلمات:

أفي الرَّكْب أنا؟

 

لوَّوا رؤوسهم، ورأيتَهم يمرُّون وهم معرضون: ليس بعد.

 

فتشرع في البكاء، ثم سرعان ما تَبتسِم، وكلما أردتُ أن أسألها امتنعتُ، وذات مرة حطَّ عند دارنا الركب المُنتَظر، وتجهزت أمي لهم، وارتدت ثيابًا بلون البيارق والشراع، ثم ارتقَت مُرتقاهم، وصارت في حماهم، من بعدها اتخذتُ من أريكة أمي ومرصدها مُتكأً لي، حتى غُمَّ عليَّ ذات ليلة، فرأيتُ ركب أمي أمام النافذة فهللتُ: عادت أمي أيها الخَلق، عادت أمي أيها الناس، هممتُ أن أُعانقها فكان زجاج النافذة الرقيق الشفاف أقسى مانع لي ولها.

 

قلت بأسًى: يا أمِّي عودي!

 

قالت: سلمى، لا يجوز.

 

صرختُ: ما أعجلك عن ركبك يا أمي!

 

قالت: هو ركبي يا سلمى، لم يُخطئ الحادي، ولم يَضِع الشراع وسط المتلاطم من الأمواج، فمهما كان الليل داجيًا، والبحر غير ساج، فما ينبغي لذي ركب أن يفقدَ رَكبه، وإني قد شُغلت بهيبة المواكب، وأشرعة المراكب، وبهرتني بيض البيارق، وخضر النمارق؛ فنسيتُ بعض الفرائض فأدِّيها عنِّي بنيّتي، وكوني بعينٍ على الركب وعين على الدار، عين تَنتظِر الغد وأخرى تترقَّب مرور القطار، ولا تجزعي لفقدان المواكب؛ فلربَّ مُنتظِر خير من راكب، ولرب مطلوق خير من أسير.

 

وبينما الحوار مُمتع ماتع، تتوق كلتاهما لو يطول؛ قطع الرجاءَ قائلٌ: "الصلاة خير من النَّوم"، فانصرفت أمها لحال لا تَدريه (سلمى) وانزوت الأخرى تفكِّر في الوعد المقطوع.

 

وإلى حكاية أخرى من حكايات سلمى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة