• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

طابور النظافة ( قصة قصيرة )

طابور النظافة ( قصة قصيرة )
هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 17/7/2014 ميلادي - 20/9/1435 هجري

الزيارات: 14502

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طابور النظافة


جو الصحراء قارِس.

 

ترددت (صفارة) الاستيقاظ فجرًا، فهب الجنود من النوم وتوجهوا إلى (الأدبخانة): اليوم طابور التفتيش على النظافة الشخصية، استحموا بالماء الساقع.

 

حلقوا لحاهم عدة مرات، يمر الموسى في اتجاه الشعر وعكسه لتكون ناعمة كالحرير، ويجس العسكري بشرته ببطن كفه وظهرها بغية أن يحسها في نعومة المرمر.

 

ثم يرتدي ملابس داخلية نظيفة، الفانلة تخلت عن درنها، رقبتها شهباء ناصعة، هجرتها رائحة العرق.

 

(أوفرول) كالجديد مكوي، حذاء لامع كالمرآة السوداء.

لبى الجميع نداء طابور الصباح.

 

انتباه؛ خذ فاصلاً، صار هناك فاصل ذراعًا، يمينًا ويسارًا، وأمام كل جندي والآخر.

 

الأمباشي تخلل الفواصل، يداه خلف ظهره، وصدره بارز، عيناه كالكاميرا المتحركة تستعرض السرية نفرًا نفرًا، لا تبحث عمن استوفوا النظافة؛ فهؤلاء مفروغ منهم، ولا شكر على واجب، بل تفتش عن العكس.

 

العساكر في حالة قلق، ورهبة من أن يلحظ المفتش فانلة أصابها وسخ، أو أن يمرر كفه السنفري على الخد عكس اتجاه الشعر، ليفضح سيئ الحلاقة، ويعاقبه بالتكدير، وأسوؤه: خدمة تنظيف الأدبخانة، أو المطبخ لغسل الأذانات، ومسح الأرضية المدهننة، وتراب الفحم المعجن.

 

ركز الأمباشي على العسكري (نادر)، دار حوله، دقق النظر فيه من تحت لـ: فوق، ثم ركز على جلد رقبته الصفراء النحيلة، ومد الإبهام والسبابة الغليظين، وأسر بهما شيئًا من قفا العسكري! والعسكري ثابت كالتمثال.

 

أمره: "خطوة أمام الصف" فدبت الحياة فيه، وبرز أمام طابور السرية، نفر نحيف أبيض مشوب بصفرة (معضم)، رقبته واقفة على عرقين، يهيأ لناظره أنه صغير لم يبلغ سن الرشد بعد.

 

وقف الأمباشي في مواجهة العسكري، وأعلن بأعلى صوته: "النفر نادر مقمل!"، ثم شرع يده إلى أعلى وهو يغالب ضحكه: "قفشت قملة من قفاه (المسلطح)".

 

"فماذا تقترحون تكديرًا له؟".

لم تنبس السرية بحرف، وتسربت همهمات لضحكات مكتومة، أجاب الأمباشي: "سأكدره بأكلها: افرد كفك".

 

وأجرى الأمباشي المتمرس عملية إنزال ماهرة بالحركة البطيئة للقملة الأسيرة من بين إصبعيه السمراوين بدقة في منتصف كف العسكري الضئيل، وأمره بأكلها أمام جميع السرية.

 

العسكري أصابه الوجوم، وجعل ينظر لكفه، وما به من قرف في صمت، ثم ينظر للأمباشي في ذلة.

 

فيأتيه الأمر: "كُلْها".

يحني العسكري رأسه، ناظرًا لكفه من علٍ، ثم لا ينفذ الأمر.

 

فينفعل الأمباشي ويقبض على رأس العسكري من الخلف ليميل فمه على كفه، لكن العسكري جمد رأسه، وأبى انحناءها، فصمم الأمباشي على تنفيذ الأمر.

 

لمعت عينا العسكري في ذكاء، وابتسم في حرج ودمعته تنحدر، ومال بالحركة البطيئة جدًّا وزم شفتيه، وألصقهما بباطن كفه.

 

أثناء تناول طعام الإفطار عجبنا للعسكري كيف طاوعته نفسه أن يأكل القملة؟!

 

فابتسم وقال: أنا سهيته ونفخت فيها فسقطت أرضًا، وهذه القملة ليست قملتي؛ لأنني أبيض وهي سوداء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- النظافة حضارة..
مصطفى محمد مصطفى عبدالرحمن - مصر 15-11-2014 11:46 AM

النظافة حضارة..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة