• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بيت الطاقة ( قصة )

هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 2/1/2014 ميلادي - 29/2/1435 هجري

الزيارات: 4235

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بيت الطاقة


دخل الصبي إلى المكتبة المطلَّة على مدخل قناة السويس ببورسعيد، واتَّجه لركن مكتبة الأطفال، يُطالِع، ويَلحَظ، ويلتفت وينظر، ويسحب ويفتح ويقرأ، ويرد، حتى انتهى من الكتب التي تَصِلها يداه قائمًا.

 

وتطلَّع بشغف للرفوف الأعلى، فسحب سُلَّم ألومنيوم مزدوَج، وصعد يبحث، ويُنقِّب.

 

اندمج في التعرف على كتاب صغير الحجم؛ مزدان بالصور والرسوم الهندسية، وعُنوانه "كيف تصنع زورقًا بخاريًّا؟"، فاستعاره، وعاد به إلى بيته وهو في أسعد حالاته.

 

قرأ الكتاب بشغف، جعله مرجِعًا مفتوحًا، وأحضر الموادَّ، ورسم الرسم الهندسي للزورق بالمقاييس التي تطلَّبها الكتاب على لوح من الورق المقوى، ثم ثَناه ثنيات، وطواه طيات، ولصَق أجزاءه، وشبَّك بعض عيدان خشبيَّة براها وثقفها، حتى استوى أمامه القارب الورقي بطوله وعَرْضه وعمقه.

 

ثم ثقب بيضةً من طرفها المدبَّب، وتخلَّص من محتوياتها، وعبَّأها بالماء إلى ثُلثيها، وتستقرّ البيضة وقد وجَّه فتحتها إلى فتحة بمؤخرة القارب بحيث تكون الفتحتان متجهتين لماء البحر، البيضة فوق وعاء يحملها "هوكستبان" الخياط المعدني المحشو بقطنة مبلولة بالكحول، وهذا هو المُحرِّك؛ بيت الطاقة البخارية للقارب.

 

يملأ (طشت الغسيل النُّحاسي بالماء)، ويضع القارب؛ ليعوم ويهتزَّ والرائع أنه لم يَغرق، فصفَّق (هيه)، أَشعَل عودَ الكبريت، وسلَّط نارَه على القطنة، فاشتعلت تحت البيضة حتى غلى ماؤها، وخرج بخارُه الحار من فتحة البيضة إلى فتحة نهاية القارب، نافخًا الماء بعيدًا عن القارب، فيجري القاربُ إلى الأمام مسرعًا، فإذا احتكَّ في جدار (الطشت)، عاد فورًا إلى عُمْق الماء.

 

الصبي يُهلِّل ويصيح مذهولاً، وينادي أمه لترى مهارته.

 

فتدخل أمُّه في لهفة مذعورة، تَصُك صدرَها فزعًا لرؤية علبة الكبريت، ولهب القارب، والبَلَل الذي أصاب أرضية الحمام، وهجمت كالإعصار على الطشت "فدلقت" مياهه؛ لتُحدِث "تسونامي" جرَف أولَ إنجازٍ علمي لفِلذة كبدها، ودمَّر الزورق البخاري، أما الولد فقد خمَد مثلما خبت نارُ بيت الطاقة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة