• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عن حرب داحس والغبراء ( قصص قصيرة جدا )

عثمان آيت مهدي


تاريخ الإضافة: 31/8/2013 ميلادي - 25/10/1434 هجري

الزيارات: 15262

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عن حرب داحس والغبراء

(قصص قصيرة جدا)


1- رفع الظلم:

كان الدمع يتساقط على وجنتَيه وهو يحتسي الخمرة رفقة أحد سكان الجوار، بالقرب من جسرٍ لوادٍ تراكمَت فيه الأوساخُ ومياه الصرف الصحي، يرفع رأسه بصعوبة، يُخاطب رفيقه بكلمات مُتلعثِمة ومُقطَّعة: أتقبَل أن يُهان جارك أمام ذلك اللقيط الذي يسكن الحيَّ المُجاور؟ أنقبل جميعًا الذلَّ والمَسكنة أمام هؤلاء الأنذال؟ لقد شتموني وشتموا الحيَّ، كبيرَهم وصغيرهم، ولم يولوا اعتبارًا حتى للنساء الماكثات بالبيت؟ قال زميله: سنُقيمها عرسًا هذه الليلة بحيِّهم، ستَخرج نساؤهم لمقاتلتنا.

 

في المساء يجتمع العشرات من شباب الحي، حاملين الخناجر والسواطير ويتوجَّهون إلى الحيِّ المقابل، ويقيمونها ليلة عرس للصياح والبكاء والعويل، عندما تَصِل الشرطة ينتهي هذا العرس بقتيلين وعشرة جرحى وتكسير زجاج السيارات، وليلة رعب عاشها سكان الحيِّ.

 

2- السكان الجدد:

لقد كان حيُّنا آمنًا - سيِّدي الشُّرطي - يحيا حياة مطمئنَّة، قبل أن تُرَحِّلوا إلينا هؤلاء الصعاليك الذين يَسكُنون الصفيح ويعيشون في القمامات، لا أخلاق لهم ولا حضارة، نهبوا بيوتنا، وضربوا أبناءنا، وحرموا نساءنا من الخروج، كيف تريدنا أن نتعايش مع هؤلاء؟

 

أتقبل مثل هذه الأوصاف - سيدي الشرطي - من رجل يَعتقِد نفسه مثقفًا ومُتحضِّرًا، يرى نفسه أسمى وأعلى من غيره؟ إنه صفر على اليسار، ولن يَحرمنا من السكن جنبًا إلى جنب في هذا الحيِّ.

 

سجَّل الشرطي تَظلماتهم وشكواهم، في المساء، اندلعت حرب حامية الوطيس بين سكان العمارات الجديدة وسكان العمارات القديمة، أسفرت عن قتلى وجرحى وخسائر مادية مُعتبَرة.

 

3- اجتماع العار:

اجتمع سكان العمارة "أ" لأوَّل مرة، وطرَحوا هموم العمارة والحيِّ، اقترحوا حلولاً تنظيمية وعملية لمشاكلهم، دوَّنوها على ورقة وعلَّقوها على جدار بالمدخَل الرئيسي.

 

في اليوم الموالي، استيقظ سُكان العمارة على خبر تهشيم زجاج سياراتهم، وكتابة بالبنط العريض على الحائط: نرفُض غلق الباب الرئيسي ليلاً، نرفُض حارس العمارة، نرفض اجتماع العار هذا.

 

4- العيد:

أقبل العيد، ولكن ليس في الناس المسرَّة، غير أنَّ الأطفال الصغار لهم رأيٌ آخَر، بثيابِهم القشيبة وألعاب مسدَّساتهم شبه أوتوماتيكية صنعوا الحدث وزينوا الحيَّ الحزين، انقسموا إلى مجموعات صغيرة وتفرَّقوا، وبدأت حرب العصابات بينهم، يُطلِقون النار على كلِّ مُشتبه به، أو حركة من الطرف الآخر، بقيَت المعركة مُلتهبة إلى المساء، ناسين وقت الغداء بنسيان أوليائهم لهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة