• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

(نعم) للاحتواء (لا) للإقصاء!

مشاهداتي في الهند (2)
د. محمد بن علي البيشي


تاريخ الإضافة: 25/3/2013 ميلادي - 14/5/1434 هجري

الزيارات: 4787

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مشاهداتي في الهند (2 - 3)

(نعم) للاحتواء (لا) للإقصاء!


ها أنا في صباح الخامس عشر من أغسطس، متجهٌ للمطار في طريق العودة، شوارعُ مدينة بومباي وأرصفةُ شارع محمد علي، وساحل شوباتين مليئة بالأعلام، وأطفال وشيوخ ونساء، بل ومحلات تجارية وحافلات النقل العام، يرفرف عليها العلم الهندي، إنه يوم الاستقلال عن المملكة المتحدة عام 1947، والتذكير ببدء مرحلة جديدة من مراحل التعايش على المستوى الديني ثم المذهبي في كل الهند، وذلك تحت مباركة سلطة القانون، وسطوة المجتمع ووعيه الثقافي، وهدف الجميع هو "تنمية وطنية شاملة" مع تنازلاتٍ مبناها: الرضا لا الإجحاف بحقوق الآخرين.

 

أيها السادة، لن أشير إلى نصوص شريعتنا الطافحة بمفهوم التعايش بين الأديان في حدودها وضمن ضوابطها، ولن أروي الصور المشرقة للسلف في تعايشهم مع مختلفي الطوائف العقدية؛ لأنها لم تصِلْ عندنا لمرحلة المشكلة ولله الحمد، ولكن مشكلة المجتمع العربي- خاصة الفئة المثقفة - أنها تعيش أزمة القَبول بالآخر المختلف عنا في الرأي، مع ترسيخ لثقافة الإقصاء في مناهجنا وحلقات العلم أحيانًا.

 

لا زلنا نرى أن طلاب المذاهب الفقهية الأخرى - كالشافعية والمالكية والحنفية - عبارة عن طبقة غريبة بين السائد الحنبلي في السعودية، مثلاً ما أن يُقبِل المالكيُّ إلا ويتهامس الحنبليَّان عن مذهبه، ويترقَّبان سقطات كلامه، ويقارنان ما اختلفوا معه فيه، وقد يصل الواقع لسؤاله عن عقيدته صراحةً وموقفه من شيخ الإسلام، بل وتقلَّب أوراق الإذن لمحاضرةٍ له ألف مرة قبل الموافقة عليها!

 

لا زلنا نرى حرب المثقفين الضروس على ثغور "تويتر"، وبين خنادق التغريدات، حول وسائل النضج الفكري وموارده الصافية، وطرق الاستفادة منه في المنظومة اليومية، في التعليم والتربية والحياة السياسية، ومن عمق الواقع نتلمَّس ترفًا فكريًّا، ورفضًا لرأي الآخر المقابل، وذلك تحت وطأة انتسابٍ معين أو صورة مسبقة، معتقدًا أنه يملك الحقيقة الكبرى، والغَيرة التي لا تقبل الاشتراك، فيقف الشباب حائرًا أمام تراشقاتِ قُدواتِه، هل ما يقوم به هو تحقيقللبُعْد الثقافي للصراع أم الصراع الثقافي البعيد؟

 

وفي واقع الأمر لا تعدو القضايا في مجملها مجرد "مصطلحات".

 

سادتي الكرام:

نشر الآراء لا يكفي لاحترام أصحابها، ما لم نتدرب على الطريقة المثلى في مناهج التعليم للتعايش وَفْق معطيات ما بعد الرأي، وبماذا سيؤثر علينا، وكيف نسخِّر الرأي الآخر - فكريًّا أو طائفيًّا أو سياسيًّا - لاستثماره في تنمية مجتمعية عامة للمملكة، يقول الباحث في جامعة بون "شتيفان فيلد": إن الحوار الثقافي يقي العالم شرور الصدام والعنف والصراع؛ شرط أن يتأسس هذا الحوار على ثلاثة أركان أساسية، وهي: [نشر المعارف حول ثقافة الآخرين، تجنب التعميم، الاستعداد للنقد الذاتي]، وقد أورد الإمام ابن حزم مواقف رائعة - منثورة في مظان كتبه - في قبول الرأي الآخر، والتعايش على مستويات عالية جدًّا، مع مختلف أصحاب الأصول العقائدية، والتي تعكس وعيًا سياسيًّا للمجتمع الأندلسي المسلم، وإثراءً ثقافيًّا يحتذى به.

 

ولنا بقية أخيرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة