• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

انحسار

عماد زغلول عبدالعزيز


تاريخ الإضافة: 11/3/2009 ميلادي - 15/3/1430 هجري

الزيارات: 12295

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
انحسار
(قصة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)


أزيزٌ مجنونٌ لطائرات شرسة يغطي المكان، وأصواتُ قنابلَ تدوي هنا وهناك مخلفةً وراءها صرخاتٍ لأطفال واستغاثات لنساء ودعاء لشيوخ، الأصوات المخنوقة غطاها دخانٌ كثيف وركام هائل...

أمسكتْ به وهي تقول:
لا.. لا تتركني.. أرجوك، ثم صرخت وهي تبكي بكاءً مرًّا أليما.. لم يلتفت إليها، وبدا كأنه لا يسمع توسلاتها ونشيجها..

كان يجمعُ بعضَ حاجياته من هنا وهناك في حركة سريعة... بندقيته... حزامه الذي يحوي طلقات كثيرة... قلمًا وبضعة أوراق... غطاء رأس لا يُظهر إلا العينين...
كانت تنتقل خلفه من مكان لآخر داخل البيت، ودموعها تسيل على وجنتيها...

أمسكت بقميصه وهي تقول:
أحمد.. لماذا لا ترد عليّ... أحمد هناك كثيرون غيرك... هناك شباب ليس وراءهم أحد يرعونه...
أليس من الإيمان رعاية أمك وزوجتك؟ ألا تنظر إلى أمك هذه المقعدة البائسة... ألا تشفق عليها؟ ألم تر كيف بكت أباك وإخوتك من قبل...؟؟ هل تريد أن...

أمسكت نفسها ولم تكمل ثم أردفت:
أحمد... أرجوك إن لم يكن من أجل أمك ومن أجلي فـمن أجل... وهنا انقطع صوتها مرة أخرى، واختنقت بعبرة ثم طأطأت رأسها وحوقلت..

ترك أحمد ما كان مشغولا به ثم التفت... أمسك بذراعيها... رفعت رأسها, وقعت عيناها على عينيه... ابتسمت عيناه ابتسامة حانية! عندها لم تستطع أن تتمالك نفسها، فأجهشت بالبكاء......

بادرها:
أأنت تقولين لي ذلك؟ ألا تذكرين عندما كنت تقولين لي:
- ألا ترى هؤلاء الأبطال يا أحمد؟
- أراهم طبعًا.. ما الأمر؟
- هؤلاء هم أملنا والله!
- أملنا في ماذا؟ إنما هو استعراض شكلي، لا يُسمن ولا يغني!
- يقومون بما يستطيعون... يكفيهم أنهم يثيرون فينا الأمل الذي اندثر منذ زمن في أعماقنا...
- كلام فارغ... كم رأينا وسمعنا عن أمثالهم ممن ذهبوا أدراج الرياح مع لقمة العيش وإن كانت هناك في العدوة الأخرى..
- لا.. هؤلاء طراز آخر.. لون آخر...
- لماذا؟ ألأنهم يمسكون مصحفًا ويرددون شعاراتٍ وفقط...؟؟!

ثم قال وهو يبدو مغتاظًا:
إنهم يسرقون عقولكم بشعاراتهم تلك.
- وماذا في شعار مثل: الله أكبر.. الله غايتنا، ماذا تريدهم أن يقولوا إذن؟
- وماذا يغني ذلك مع هؤلاء الذين أوتوا من كل شيء.. كل شيء... هؤلاء الذين سرقوا عقلك يملؤهم حماس لا طائل من ورائه.. يا عزيزتي نحن أمام دولة... دولة حديثة بكل مقوماتها... ألا تستوعبين الأمر؟
- لكنهم أبطال يتوعدون أعداءنا، وينالون منهم بعمليات نوعية رائعة..؟
- العمليات النوعية التي تتحدثين عنها يا عزيزتي في عرف الدول وفي عرف الحرب الحديثة (لعب صغار).. وإذا كان الساسة يتركونهم فما ذلك إلا لإظهار الوجه الجميل لديمقراطيتهم، أو لأنهم لا يشغلون بالَهم بتفاهاتهم تلك... هل تظنين أنهم لا يقدرون على مثل هؤلاء الأولاد؟
- حرام عليك، لا تقلْ عليهم (أولاد) ؛ فأنت تعرف أنهم زينة المجتمع في كل المجالات...
- على العموم، سوف نرى إذا انجلى الغبار... (ثم انطلق في نوبة من الضحك الساخر).

تركها مودعًا بعد أن لبس غطاء الرأس ووضع شارته الخضراء... ثم انطلق وأصوات القنابل حولهما تدوي...




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
10- جزاك الله خيرا
عماد زغلول عبد العزيز - مصر 03-06-2009 10:38 AM

الأخ الفاضل/ عاكف

جزاك الله خيرا ،

وذبّ عنك ما تكره.
......

9- بوركت ...
عماد زغلول عبد العزيز - مصر 03-06-2009 10:34 AM

الأخ الفاضل / محمد عويس الأشرم
أكرمه الله

شاكر لك مرورك على ( القصة ) ،

وشاكر لك أنك جعلت بسمة عريضة لا تبرحني؛ لتعليقك الذي جعلني أكتب ( موضوع إنشاء...) ويا ليته كان ....!! فحتى هذا لم يقدر لي أن أفوز به عندك ...

على كل حال

مرورك الجميل أمتعني ... متّع الله بك ...

8- في نظري
عاكف - السعودية 31-05-2009 07:35 AM

أما أنا فأرى أن القصّة متميّزة جداً .. وأظنها من القصص القصيرة جداً.. وهذا بابٌ مستقل في الأدب قد لا يجيده أيّ شخص ويتميّز به كما تميّز به الكاتب..
كما أنّ الحشو والإطناب من العيوب ولا أدري كيف يطلبها الأخ محمد عويس الاشرم من السودان

7- اين الموضوع اصلا
محمد عويس الاشرم - السودان 31-05-2009 04:13 AM

الموضوع صغير جدا لا يستحق النقد لكنى ارى انه بسيط للغاية فى المكونات فاين الحشو والبلاغة والسرد والاطناب

6- شكرًا لك سيدي .
عماد زغلول - مصر 22-03-2009 10:16 PM
الأخ الأكبر ، والأستاذ الفاضل / أحمدي قاسم ، سلام الله عليكم وبعد ،

فيا سيدي إن الأحق بالسعادة هو قصير الباع الذي يرجو أن تسمح -إذا كان له أن يعلق أو يذكر رأيا له بعد ما تفضلتم به - أن يقول :

لا يخفى على مثلكم أن كاتب القصة القصيرة لابد أن يضع نصب عينيه موقفا واحدا أو عاطفة واحدة أو فكرة واحدة ينطلق منها ثم يدور حولها في كثير من التكثيف دون الولوج إلى أنفاق أخرى وإن كانت مكملة للدائرة التي من الممكن أن يتخيلها القارئ أو يرغب في الدوران معها لظنه وجوبها ...

ولذا كانت تحكم ( انحسار ) فكرة واحدة تنبع من الواقع المعاصر للمجتمع الفلسطيني المجاهد ، بل هي تتناول قضية قد تتكرر في كل واقع مجاهد ، ثم للقارئ أن يتمثل ما يمكن أن يكون من فِكَرٍ وعواطفَ تابعة ...

و من نافلة القول أن نذكر أن قارئ القصة القصيرة ما عليه إلا الوقوف على محطات كثيرة أثناء امتطائه صهوة الكلمات و خلال تقليبه النظر في آفاق العبارات لتتضح له أدواح سترها التركيز ومنازل حجبها التكثيف .

........

سيدي / شكر الله لكم النظر إلى أخيكم ودعائكم له .
5- جزاكِ الله خيرا
عماد زغلول - مصر 22-03-2009 09:25 PM
الأخت الفاضلة / هناء رشاد

جزاك الله خيرا ، وشكر الله لك رأيك في القصة .
4- بارك الله فيك
عماد زغلول - مصر 22-03-2009 09:22 PM
الأخ ابن الإسلام جزاكم الله خيرا على المرور الكريم

وشكرا لدعائك .
3- عبقرية الاختيار
أحمدي قاسم محمد - مصر 15-03-2009 02:18 AM
أخي عماد
عاطفة رائعة، تجسيد لموقف مهيب تبادل فيه الزوجان موقفيهما، او هكذا بدا لنا من ظاهر القول، وكنت أرجو أن يضيف يراعك الرشيق لمسة او أكثر ، مجرد إشارة عن تحول الزوج، ورضا الزوجة.
أرجو ان تمهد كلماتنا للتضحية بسخاء وطيب نفس، الشهادة في سبيل الله ليست مجرد فقد لمن نحب، أو رحيل عن حياة.
يا حبيبي اختيارك اللحظة زمن القصة كان عبقرياً.
سعيد بك اخي وأسأل الله تعالى أن يجمعني وإياك في الجنة مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الطيبين الطاهرين.
2- جميلة ومعبرة
هناء رشاد - مصر 14-03-2009 01:38 PM
سلمت يداك أخي عماد

اللهم اعز هؤلاء (الاولاد) الابطال وانصرهم في كل مكان

كلمات مؤثرة ومعبرة
1- وفقكم الله
ابن الإسلام - مصر 13-03-2009 05:45 PM
قصة جميلة وهادفة ذات مغزى نتمنى الفوز لك وللجميع
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة