• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الأليف والضاري (حيلتان)

الأليف والضاري (حيلتان)
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 17/2/2013 ميلادي - 7/4/1434 هجري

الزيارات: 3532

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأليف والضاري (حيلتان)

 

الأولى

القرد والأسد

أهدَر القرد يومًا دم الأسد، حين اختلَفا على ما يجب على الرئيس والمرؤوس فِعلُه، ودوره في جلْب الثمار من عوالي الشجر؛ فعمَد للفصائل والحيوانات يَطلُب منهم العونَ والمدد، فلم يجد مُناصِرًا إلا القليل ممن لهم المصالح في قطوفٍ استعصى عليهم النَّيل منها والظَّفَر بها؛ لكونها بعيدة المنال، عجزت أحلامُهم حتى أن ترتقي إليها.

 

فدعاهم لاجتماع عاجل بين الأَيك والشجر؛ رجاء الإنصاف، وبُغية الإتحاف، فلديه ما يُحفِّزهم ويرفع منهم هممًا خائرة، وأفكارًا عابِرة، قلَّ أن يقِفوا عليها، أو يلتفِتوا إليها.

 

فلمَّا أُذِن لشمس يومه أن تُشرِق، ويبرُق في عيون الكُسالى نورُها المغدِق؛ ويسري ضياؤها بين الأجمة ومُتشابِِكات الغصون، فتدعو لها البراعم بطول الأمد ودوام الإشراق؛ وجد الفصائل قد أتت وفودًا لا حصْر لها ولا عدد، فأخذه الزهوُ والصَّلَف، ثم قال في غرور: آلآن وقد أبيتُم مُناصرتي قَبْلُ؟! يا لأمركم العجيب! غابةٌ تَخشى المواجَهة دومًا، وما استطال ناظِرها لعالي الأيك والشجر.

 

قالوا: يا غبي؛ إنما جئنا بأمر الأسد؛ فقد دعانا لرؤياه وهو يَقضَم بأنيابه أشجار الفتن تلك التي نَثرت من فوقها دعوتك، ونسيت أن الضعيف لا يَهدِر للقوي دمًا، إلا إذا أظهر القوي ضعْفَه، وظَلَم وقهر، وهذا الذي ترتجي منا إهدار دمه، هو مَلِك الغابة وحامي حماها، ورأيه من أم رأسه، متى استطارت بنا الأفكار، وغلَب الجبنُ منا نَوافِر وذوي أنياب، وإن حياتك بين الأيك وعالي الشجر غرَّرت بكَ؛ فأنستْك أن القوي مَن يطأ الأرض بثبات، لا من يَخشى من عالٍ ككلب بات نبَّاحًا، عوّل على صوته وطبْله الفارغ الأجوف.

 

فارتقى القرد على الفور عالي الشجر، ثم قال: لو حاوَل الأسد ضُري، سوف أُصليه عذابًا لم يَصْلَه أسدٌ.

 

فوافَقَ حينها أن زأر الأسد، فارتعَد.

 

ثم قال: وإني لأدري أخلاق الأسود؛ تعلُو وتسمو فوق أخلاق القرود؛ أُشهِدكم بأني قد عفوتُ عنه، أبلغوه مني السلام، ثم انصرف.

 

•  •  •

الثانية

النمر والهر والفِرية

استوقف النمر هرًّا يسأله وكان غاضبًا:

أحقًّا ما في الغابة قد أشاعوا؟

الهر: وما سيدي قد أشاعوا؟

النمر: غاضبًا بل أذاعوا.

 

الهر: سيدي، وما أذاعوا؟!

النمر: أني أنا بن الأوابد، والكواسر، والنوافر - إلى فصيلكم أنتمي وأنحدِر؟

 

الهرُّ خجلاً، وقد أرخى أُذنيه على عينيه من باب التوقير وتقديم الاعتذار: أَيَا ويحهم! فِريةٌ سَرَتْ، وكذِبٌ شاع لا يُتَّبع، بل نحن سيدي الذين إلى فصيلكم نرتقي ونرتفِع.

 

النمر - وقد ذهب غضبه، وأظهَر تنهيدةً طويلة -: إن كان كما تقول، فلا ضيرَ؛ فهذا من باب الأدب، وحق النَّسَب.

 

ثم يقفِز الهرُّ فوق الشجرة، ويبولُ فوق رأس النمر.

 

فيقول النمر مُتأفِّفًا: ما هذا؟

 

الهر: إنها تُمطِر سيدي.

النمر مُتعجِّبًا: صيفًا؟!

 

الهر: نعم سيدي؛ إن الفِرية التي أُشِيعت وسَرَت، قد أغضبت السماء.

النمر مُبتسِمًا: شكرًا للسماء على الإنصاف، وشكرًا لك على احتوائك غضبي بأدبك وحُسْن تصرُّفك.

 

الهر: ويل لكل أفَّاك أراد أن يُغضِبك، وما درى أن السماء تأبى إلا أن تُنصِفك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة