• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الثوب الأزرق (قصة)

الثوب الأزرق
د. ماجد محمد الوبيران


تاريخ الإضافة: 9/1/2013 ميلادي - 27/2/1434 هجري

الزيارات: 8236

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الثوب الأزرق


كان كلما حلَّ فصلُ الشتاء، قامت أمُّه بإخراج ذلك الثوب الأزرق من مخبئه؛ استعدادًا لمواجهة البرد القارس، ولَسْعِه المؤلمِ، لم يكن لديه سوى ذلك الثوب الذي ظل يلبَسُه طوال ثلاثة أعوام في كل شتاء حتى خَلُق ذلك الثوبُ، وبدَتْ خيوطُه تضعُفُ وتتحللُ؛ بل وتتقافز من كل مكان، ومع ذلك فإنه كان يجِدُ الحياة سعيدةً في ظلِّ معرفته بالظروف القاسية، واستحالة وجود البديل؛ بل وكان يتحمَّل سخرية بعض زملائه الذين ينادونه بـ"صاحب الثوب الأزرق"، مردِّدين بأنه لا يوجَدُ لديه سواه، وهي الحقيقة التي كانت تحمله على الرضا بواقعه وعدم الحزن، بالإضافة إلى تأثُّره بما عرفه من صبر الحبيب - عليه الصلاة والسلام - وأصحابِه على شَظَف العيش وشدتِه؛ مما جعله يُدرك أن اللِّباسَ ليس غايةً نبيلة.

 

اليوم، وهو يشاهد مَن كان في سنِّهم، وكيف صار لبسُهم، والذوق في اختيار ملبوساتهم - يعرف كم كانت الحياة صعبةً فيما مضى، لكنها كانت حياةً بسيطة سعيدة.

 

كثيرون اهتموا بانتقاء ملبوسات أولادهم، وهذا حسن؛ لأنهم أرادوا ستر أجسادهم وتدفئتها، لكنهم أهملوا سَتر عقولهم بتثقيفهم الثقافة السليمة؛ بل ربما سعَوا إلى إتلافها بترسيخ ثقافة "الموضة" الخاطئة، حين وافقوهم عليها، أو تلقَّفوا كلَّ معروض دون أن يكونَ للأب أو الأم أيُّ دور في اختياره!

 

في الماضي، كان يقبَل ما يختاره والداه دون أن يناقش؛ بل كان يلبَسُ هو وإخوتُه اللونَ نفسه، والنوعَ عينَه، وكانت الحياة فيها أُلفةٌ ورضًا وقناعة!

 

اليوم، الطفل قبل المدرسة هو مَن يختار لباسه؛ راضيًا بالاختيار تارة، ومنتقدًا تارات أخرى!

 

لم يكن يناقش، ولا يختار؛ بل يرضى دون أن يحاور!

 

اليوم، صار مع الثوب الأزرق أثواب زرقاء وسوداء وصفراء وغيرها، الخزانة ملأى، لكن التشرد، والفقر، والملابس الممزقة التي يرتديها أبناءُ المسلمين لا تزال تردُّه إلى ذلك الزمان.

 

ولسان حاله يقول: ما قيمةُ جمال الثياب، وثياب الأطفال بالية، وأسمالُهم ممزقة؟!

 

أنا لن أعيش العمر مرتين، لكنني سأحيا مراتٍ مع أطفال المسلمين!!!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة