• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الأمل والعفريت (2)

عبدالله الرباحي


تاريخ الإضافة: 7/1/2013 ميلادي - 24/2/1434 هجري

الزيارات: 4575

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأمل والعفريت (2)

الرداء الأحمر

 

بسم الله أبدأ وأقول، بعد صلاتي على الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأثني بالسلام، في البداية والختام، وأسأل الله القدير لي ولكم حسن الختام،سألا الله لي ولكم حسن الختام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

 

إنني أرى يا سادة يا كرام: أن التمني يتناسب مع المشاكل التي يعيشها المتمني، التي ترتبط بتلك الرغبات لكل متمنٍّ، الذي عادة ما يكونُ كسلان أو محبطًا، وأن الأمل وقتها لا يعدو عن كونه تنفيسًا، وتعلق بأحلام وأفكار ساذجة جوفاء خالية من كل جد وجهد، وعادة ما ترتبط بالحقد والغِل.

 

ولكن يا سادة يا كرام، لا ننس تلك الحالات والإرهاصات والظلم المستمر، خاصة إذا طال الرغيفَ والكرامة، وبيوت الألفة والسكينة التي أصبحت خاويةً خالية من ضحكات الأطفال الساذجين، وصبر الأمهات والعَجَزة المساكين، وإحباط وقهر الآباء المعدمين بعد أن سكنها الرُّعب والخوف، وهرب منها التمني الجبان؛ بسبب طول السُّهاد، وانعدام الأمن بالبلاد، ووأد حقوق العباد.

 

نعم نعم يا سادة يا كرام، التمني واهن جبان، يحب الإحباط ووسائد العجز، ويخاف المواجهة والإقدام؛ بسب تسلط زوار الفجر، وشبيحة السلطان خفافيش النظام، "لا لا لا" يا سادة يا كرام، لم تعُدْ تلك البيوت بيوتَ سَكينة وأُلفة، بعد أن تلاشت ألوان قزح التمني، الذي يأتي كإعصار وكأنه علامة تغيير وإنذار ببداية جديدة لمدَّعين جددٍ للإصلاح، وبداية دورة جديدة مؤقتة لإرضاء الغثاء الساذج بوعود وشعاراتٍ وأمانيَّ تساعد على بداية جديدة للاسترخاء والتمني.

 

وهناك أحلام وأمنيات، يا سادة يا كرام، لها نتائج مفزعة ومؤلمة، سُجن وغُيِّب كلُّ مَن جاهر بالمطالبة بها، نعم نعم يا سادة يا كرام، إنها تلك الأحلام التي ترتبط بغيره، أو حمية خاصة إن ارتبطت بحقوق وإصلاحات وطنية "أعوذ بالله"، يجب أن يعلم الجميع أنه يحظر التشدق بها، وعدم استخدام تلك العضلة الصغيرة القابعة في جوف الفم هناك خلف الأسنان، التي تبدو وكأنها قضبان لسجنها، إنه اللسان الذي يجب ألا يخرج إلا لـ: "الزعيق" في المهرجانات والمباريات والاحتفالات، أو بتأييد أو تمجيد للقادة والسادة، وبالكذب المرير بتوفر الخدمات، وتأدية الأمانات.

 

ونحمد الله أن هناك جوارحَ بجوار عضلة اللسان المشؤومة، العينين والأذنين الصامتتين تتفاعلان مع القهر والألم بصمتٍ، ما عدا تلك الدموع الحرَّى للعين، التي لا يأبه أصحابُ النظارات السوداء وزوَّار الفجر الراعبين، القاسية قلوبهم، المتحجرة أفئدتهم - لحُرقتها، وبأسباب انسيابها، حتى وإن سبقها توسُّل وخنوع ورجاء، لا لا لا يأبهون لذلك إطلاقًا، بل إنها تستفزُّهم وكأنها ذاك الرداء الأحمر أمام ثور أهوج أحمق.

 

ولا ننس تفاعل القلب المسكين مع هذه التفاعلات الراعبة المحبطة بعد رحيل الأمل والتمني، الذي عادة ما يكون تأثيرُه عكسيًّا ومحبطًا ومحطِّمًا، بل وقاتلاً إذا لم تتدخل عضلةُ اللسان المشاكسة للتنفيس؛ ليأتي عن طريقها "كالعادة" أصحابُ النظارات السوداء وزوار الفجر بلا حجةٍ ودليل وادعاء وتمهيل، بل تتعطل لغةُ الكلام والخصام، لتحل محلها لغة الأيادي والهراوات والأقدام؛ ليبدأ ليلٌ طويل جدُّ طويل هناك في الأقبية المظلمة والسجون الراعبة، هناك يا سادة يا كرام، حيث الليالي الساجية[1] المكررة، لا نجوم بها هادية، أو سحب داكنة أو صافية، "لا لا لا" يا سادة يا كرام، نعوذ بالله من هذه الأحلام، ونحمد الله أن التفكر فيها والتفاعل معها بالقلب أضعفُ الإيمان "الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله".

 

والركون يا سادة يا كرام للمُنَى والتمني لا بد وأن يتناسب مع مشاكلك وطموحاتك وعجزك وإحباطك، ولا يخرج في الغالب عن إدراكك وتكرارك للحلول التي سبق وأن جربتها، ويحلم بها غيرُك، وبرغم ذلك تكرِّرها بكل جدية؛ لأن غيرَك تعامَلَ معها وطبَّقها ونجح؛ من أجل ذلك يأتي الإحباطُ والحسد، وقد يتطور الأمرُ إلى التهجم والأذية، وأنا شخصيًّا لا أفكر بالخيارات الأخيرة، وقد أتأثر بالأول منها، ألا وهو الإحباط الذي ألجأني إلى التمني.

 

ولا أنكر أن عدم تحقق بعض الآمال الخاصة قد يكون محبطًا، خاصة إذا كانت معقولة، وتمتدُّ تأثيراتها على باقي سِنِي العمر المؤمَّل، الذي ستصبح أيامُه وسنونه رتيبةً وطويلة ومملة إذا تجردت من الإيمان والرضا بالقدر، واكتست بالإحباط والحقد، خاصة إذا كانت تلك الآمال ترتبط بمن نعولهم، تكون أكثرَ قساوة وألَمًا، وتزداد المعاناة إذا ارتبطت بالكرامة وتغشَّاها ضعفٌ وذلٌّ وهوان.. نعوذ بالله من العجز والضعف، ومن القلة والذلة.. وأنا متأكد أن ما تعوذت منه صحيحٌ، ما عدا القلة؛ فنحن كثيرٌ، ولكن غُثاء.

 

وقد تكون هذه الآمال والأماني خاطرةً غضة خلف ستار القناعة، أو حبيسة للجهل الذي يكون بسببه المتمني طيبًا ومتسامحا وقنوعًا في أغلب الأحيان، وقد تكون شرارة في صدر حاسدٍ حاقد تنطلق كاللهب الحارق الأعمى المدمِّر تقتلُ وترعب وتَقْهر الكثير من أصحاب الآمال والأماني الطيبة، التي تتوارى وتختفي هناك في الفؤاد؛ لتكون بسبب الضعف والخوف والرعب والبطش مجردَ نيةٍ منزوية عاجزة حاسرة و... محبطة.

 

يجب أن نعلمَ أن كثيرًا من الخدمات والاختراعات التي نتمتع بها - بكل يسر وسهولة - كانت حتى عهد قريب أمانيَّ قوبلت وقتها بكل استهجان، وبعدم إمكانية تحقيقها، والأماني كثيرة أكثر من أن تعد أو تحصى منها شخصية كأماني الشهوات والرغبات، التي في الغالب ترتبط بالأنانية وحب الذات، لا تقيم وزنًا للأعراف والأخلاق، والحمد لله أن بعض هذه الأمنيات الشهوانية ترتبط بسِنِي بداية العمر، وتتلاشى بكل هدوء وعجز منا.

 

ولا أنكر أن الطبيعة، والتضاريس، والمسافات، والضغوط النفسية، والحاجات العملية، والعادات والتعاملات الاجتماعية، والشهوات، والنزوات - هي مبعث تلك الأماني؛ ولذلك نرى هذا التشابه والتقارب في الآمال والأماني عند الأفراد في المجتمعات البشرية في كل القارات السبع، حتى ولو كانت سبعين قارة، حتى ولو أتى سكان من غير بني الإنسان، لكانت لهم نفس الأماني؛ بسبب هذه العوامل: الجوع، العمل، والكسب، والزواج، والمنصب، والأنانية.

 

وقد لا يتحقق الأمل لتظل الأماني سرابًا، ليطول البقاء على وسائد التمني، وقد تتمدد هذه الأيام والشهور لتبقى بسبب ذلك بعض الأماني - بسب الشكوى - معروفةً خالدة متوارَثة لدى عامة الناس.. ولكن مع السلامة كل مدة وإن طالت تهون.. والسلامة غنيمة.

 

لذلك قررت بعد تفكير وتدقيق بمحاولة تحقيق كل رغباتي واحتياجاتي وحل مشاكلي عن طريق تلك الأمنيات القديمة الرائعة المريحة المأمونة كبساط الريح، ومصباح علاء الدين، وكيس النقود الذي يردُّ ما أخذتَ منه، وتفاحة الحياة، ولا ننس طاقية الإخفاء، هذه الأمنيات التي يعرفها أكثرُ مَن تجاوزت بهم مطايا الزمن[2] الخمسين بجهل تام بها من أبناء هذه السنين، وسأختار بالطبع أيها أنسب لحالتي وحاجتي ومشاكلي.

 

وبما أننا أصحاب قضية! "هه" قضية!! "أوووووووه"، بل قضايا وقضايا، وكثير من البلايا والرزايا؛ أحب أن أنوه بأنه لا يمكن أن نتمنى العزة والنصر بدون الأخذ بأسبابه، لا يمكن أن يحدث هذا، ولن نكون عصاميين وأبطالاً حقيقيين، "لا لا لا"، لن يتم هذا إطلاقًا، سنكون مجرد مفاوضين حمقى، نذرع صالات الهيئات والمنظمات والقاعات جيئةً وذهابًا، وطولاً وعرضًا، نهز رؤوسنا كحمامة السلام والرضا بالقرارات الصامتة وبالحلول الناقصة.

 

ودمتم يا سادة يا كرام سالمين غانمين، وبما قسم اللهُ لنا قانعين، وأسأل اللهَ السلامة لنا أجمعين، اللهم آمين.

 

وسلامتكم

"هناك بقية"



[1] ليلةٌ ساجيةٌ: إذا كانت ساكِنَة البرْدِ والرِّيحِ والسَّحاب غير مُظلمة.

[2] يقصد بها السنين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
8- استيضاح
احمد ماهر - جمهورية مصر العربية .. ربنا يحميها 29-07-2013 06:50 AM

نتمنى لك التوفيق والله من القلب يا كاتبنا الرباحي والى الإمام

وأتمنى الاستيضاح من الكاتب عن ماذا يقصد بجملة (اذ طال الرغيف والكرامة) في السطر الثالث من المقال

لأني حاولت تفسيرها بأكثر من طريقة ولم أتوصل الى معنى وحتى بعد الاستعانة بصديقي ابو المعاطي !!!

7- القوة
أرطبون 1 - السعودية 21-01-2013 03:01 PM

ما أجمل القوة والعزة إذا كانت داعمة ومنطلقا للأمل ولكن والحال هذه في وجود هذا التباين والتطلعات.. فالله المستعان.

6- أين الأمل
أبو عبد الله - KSA 17-01-2013 12:58 PM

إذا رأيت الأماني كثيرة وليس لها حصر وفي مقابلها رأيت الواقع مغاير وبعيد كل البعد عن ما تأمله وترجوه، إذاً ((كبر راسك ونام)).
عجبتني قائمة الأماني الأخيرة التي وضعتها في المقال: بساط الريح ومصباح علاء الدين وكيس النقود وتفاحة الحياة وطاقية الإخفاء.
صحيح ما ذكرت بخصوص اللسان وكأنه حبيس خلف الأسنان ولكنه يعبر عما يرد في القلب.
شكرا لك

5- السلامة
أبو مشاري - سعودية 13-01-2013 02:27 PM

وقد لا يتحقق الأمل لتظل الأماني سرابًا، ليطول البقاء على وسائد التمني، وقد تتمدد هذه الأيام والشهور لتبقى بسبب ذلك بعض الأماني - بسب الشكوى - معروفةً خالدة متوارَثة لدى عامة الناس.. ولكن مع السلامة كل مدة وإن طالت تهون.. والسلامة غنيمة.

نعم هذا واقع الحال بعد أن أصبحت مشاكلنا متوارثة لأجيال وأجيال ولذك هي معروفة ومتوارثة.. والسلامة غنيمة مع هذا العنف من الشبيحة ورجال النظام.

4- تكرار
أمل - KSA 09-01-2013 12:11 AM

لم يعد هناك أمل قريب يرجى من جهة قضايانا برغم كل هذه المشاهد والمشردين والأطفال والنساء.. قد يكون لكثرة تكرارها لسنين وبأكثر من مرة في اليوم الواحد من مئات القنوات أدى الى تبلد وعدم مبالاة.

3- الضعفاء
أحمد - السعودية 08-01-2013 06:41 AM

قلت
ولا ننسى تفاعل القلب المسكين مع هذه التفاعلات الراعبة المحبطة بعد رحيل الأمل والتمني، الذي عادة ما يكون تأثيرُه عكسيًّا ومحبطًا ومحطِّمًا، بل وقاتلاً إذا لم تتدخل عضلةُ اللسان المشاكسة للتنفيس ليأتي عن طريقها "كالعادة" أصحابُ النظارات السوداء وزوار الفجر.

وأقول:
عضلة اللسان لم يبقى إلا هي ويكاد يختفي دورها لولا أولو بقية من موحدين وشاركوها الليد.. ولم يبقى للضعفاء مهما بلغت منزلتهم ومكانتهم سوى الدعاء.

2- اتركنا
زائر - السعودية 07-01-2013 09:23 PM

اتركنا من قضايانا ورزايانا خلينا مع الأماني أحسن والتوسع في سرد الأماني القديمة.

1- 9isat hayat
el akra zineb - maroc 07-01-2013 03:11 PM

alhayat masrahiya kol wahid laho dor yal3abo .no9asi nafarah nadhak nabki lakin mazal lghad mochri9 kaif makan lahal sayaati yawam wanarhal 3anha waln naakhod chyae ma3ana siwa a3malana tadakaro walatayaasoo lahat masrahiya

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة